loading

الاحتلال يدعي: خطأ في التشخيص أدى لاستشهاد رضا وحمزة بشارات

كتب محمد أبو علان/ خاص بالغراف:

استشهاد الطفلة إيمان محمد الخطيب من مثلث الشهداء يوم السبت الماضي مؤشر على أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ممعن في سياسية قتل الأطفال الفلسطينيين دون استخلاص العبر من عمليات القتل المتكررة، لا بل يسعى لخلق المبررات مع كل جريمة ترتكب.


في نفس الإطار التبريري للجرائم ادعى أن مقتل الطفلين رضا وحمزة بشارات وابن عمهم آدم خير الدين في بلدة طمون مطلع شهر كانون الثاني كان نتيجة خطأ في التشخيص، وكان يفترض أن تتخذ مزيداً من الخطوات للتأكد من هويتهم، هذا القصور في خطوات التعرف على هويتهم كما يدعي الاحتلال كان على الرغم من أن قرار قصفهم تمت المصادقة عليه من قائد المنطقة، مما يشير لخفة الأصبع على الزناد عندما يتعلق الأمر بالفلسطيني.


وعن التحقيق الذي يدعي جيش الاحتلال أنه أجراه في مقتل الأطفال والشاب من طمون كتبت صحيفة هآرتس العبرية: الجيش الإسرائيلي يدعي أن رضا وحمزة بشارات أبناء ثمانية وعشر سنوات من بلدة طمون شمال الضفة الغربية قتلوا بقصف طائرة مسيرة إسرائيلية مطلع شهر كانون ثاني 2023 بعد أن تم تشخصيهم بالخطأ كبالغين يضعون عبوة ناسفة، وفي ذات عملية القصف قتل قريب آخر لهم هو آدم خير الدين يبلغ من العمر 23 عاماً.


وحسب التحقيق الذي أجراه الجيش الإسرائيلي:” لحظة عملية القصف كان من الصعب معرفة أنهم أطفال”، نتائج التحقيق حولت لقائد المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي، لكنه حتى الآن لم يصل ليد النيابة العسكرية، لذلك حتى الآن لم يتم اتخاذ القرار إن كانت الشرطة العسكرية ستفتح تحقيقاً في مقتل رضا وحمزة.


وتابع الجيش الإسرائيلي الادعاء، وصلت معلومة استخبارية عن خلية تقوم بوضع عبوة ناسفة، أطلق الجيش الإسرائيلي طائرة مسيرة لرصد المنطقة، تم رصد ثلاثة أشخاص يعملون على الأرض، وبعد التحقق لم يتم العثور على متفجرات في المكان، مصدر من الجيش الإسرائيلي قال لهآرتس: بعد أن تم تشخيص الثلاثة بالخطأ بأنهم يضعون عبوة، صدرت التعليمات من القيادة بقصفهم، وتمت المصادقة على القصف من قائد المنطقة، ومن النتائج التي توصل إليها التحقيق، كان يفترض اتخاذ مزيد من الخطوات للتأكد من هوية الأشخاص.


وعن رواية العائلة كتبت هآرتس: عمر والد حمزة قال لهآرتس في اليوم التالي لمقتل الثلاثة: ابنه وابن أخيه كانوا يستعدون للذهاب للمدرسة، وتم قصفهم في فناء بيتهم، في أعقاب مقتلهم حضرت القوات الإسرائيلية وأخذت الجثث من فناء البيت، وبعد عدة ساعات تمت إعادة الجثث للعائلة المكلومة.


وتابع عمر روايته لهآرتس: ممثلي الجيش الإسرائيلي الذين تحدثوا معه في ذات اليوم اعترفوا بأن عملية القصف كانت بالخطأ، “ولكن هذ الكلام لم يعد مفيد لي، هذا ابني أنجبناه بعد عشر سنوات زواج، والآن يأتي الجيش ويقول لي آسف، آدم خير الدين الذي قتل هو الآخر في عملية القصف كان يعمل ووالده وعمه سوياً في المستوطنات في منطقة الأغوار.


وعن التحقيقات الإسرائيلية في عمليات القتل المماثلة كتب هآرتس: في السابق كانت الشرطة العسكرية الإسرائيلية تفتح تحقيقاً بشكل فوري عندما يقتل فلسطينيين بسبب عمليات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، اليوم اختلفت الأمور، في عمليات القتل التي تتم في إطار ما يطلق عليه الجيش الإسرائيلي “حوادث قتالية” لا يتم فتح تحقيق بشكل مباشر، بل ينتظر التحقيق توصيات المدعي العام العسكري، وكثير من الحوادث في الضفة الغربية صنفت في إطار “العمليات القتالية”، وفي قضية أبناء العم بشارات لم تصل القضية بعد للمدعي العام العسكري، ولم تتخذ إجراء عقابية أو حتى تأدبيه ضد الجنود.


وعن عمليات القصف الجوي في الضفة الغربية كتبت هآرتس: منذ بدء الحرب على قطاع غزة ارتفعت بشكل كبير عمليات القصف من الجو في الضفة الغربية، وحسب معطيات الجيش الإسرائيلي منذ بدء الحرب نفذت 110 هجمات جوية في الضفة الغربية، قتل فيها (220) فلسطيني، الأحد الماضي وللمرّة الأولى أطلقت مسيرة إسرائيلية النار على مخيم بلاطة لتفريق تجمع للمسلحين خلال جنازة دون إصابة أيِ من المسلحين، الخطوة كانت بعد التسهيلات التي أعطيت للجيش في عمليات القصف من الجو، الجيش يقول تم التحقيق في عملية القصف، والعبر المستخلصة أضيفت لتعليمات الجيش الإسرائيلي.


بعيداً عما نقلته صحيفة هآرتس، في العادة جيش الاحتلال الإسرائيلي يجري عمليات تحقيق في مثل هذه الجرائم من أجل خداع المؤسسات القانونية الدولية التي تكتفي بتحقيقات الدول في مثل هذه الجرائم التي تقع على أراضيها، خاصة إن كانت الدولة مصنفة كدولة ديمقراطية، وفيها استقلال سلطات وفق المفاهيم الغربية، ونتيجة التحقيقات الإسرائيلية في مثل هذه الجرائم تغلق في العادة تحت حجة عدم وجود دوافع جنائية خلف الجريمة.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة