loading

رهف الأشقر: فراشة البيت التي قتلها الاحتلال

هيئة التحرير

“كانت روح الروح وروح الفؤاد” بهذه الكلمات وصف فؤاد الأشقر ابنته وصديقته وبئر أسراره الشهيدة رهف الأشقر، التي ارتقت في مخيم نور شمس بمدينة طولكرم، إثر تفجير الاحتلال لباب منزلهم ما أدى لارتقائها بعد إصابتها بشظايا بكافة أنحاء جسدها. 

تجريف في الطرقات بمحيط منزلهم عقب اقتحام المخيم، وسماع رهف لبعض الأصوات القريبة من منزلهم جعلها تأتي لإخبار والدها بذلك بينما كان يُحادث شقيقته، وفق قوله في حديث ل” بالغراف”. مؤكدًا أنه هبط برفقتها لغرفة الضيوف فنظرت من الشباك لتراهم دخلوا من الباب الخارجي ووصلوا الدرج ويقومون بتوصيل أسلاك قائلة “بدهم يفجروا الدار”. 

يقول الأب المكلوم مواصلًا حديثه أنها لم تكد تُنهي جملتها لتسارع للخروج من الغرفة باتجاه الصالون، إلا أنها وهي بطريقها انفجر الباب وأصيبت على الفور وسقطت على الأرض فيما أصيب هو بفخذيه وبقي مكانه، ليسمع صرخات ابنته قائلة “ساعدوني ساعدوني” لمدة دقيقتين قبل أن تسكت مرتقية، ولم تلبي نداء والدها الذي ضل يصرخ باسمها ويناديها، فكان الأب شاهدًا على رحيل ابنته المقربة أمام ناظريه دون أن يتمكن حتى من مساعدتها. 

الأشقر يضيف أن والدتها هرولت للمكان قرب ابنتها قبل أن يندفع ثلاثة جنود لداخل المنزل فصرخت عليهم قائلة “قتلتوها قتلتوها شوفوا شو عملتوا بزوجي وبنتي” ليجيبوها بأنه بها نفس. 

نصف ساعة استمر نزف الأب من فخذيه الإثنين حتى دخل مرحلة الخطر ولم يقوموا بإسعافه، وبقي بانتظار سيارة الإسعاف التي تأخر وصولها نتيجة انتظار التنسيق وبسبب تدمير الطرقات والبنية التحتية، حسبما يقول الأشقر الذي يوضح أن الاحتلال احتجز زوجته وباقي أفراد العائلة وقاموا بتدمير ممتلكات المنزل واحتجاز الشبان ووالده الكبير في السن خارج المنزل لمدة نصف ساعة قبل انسحابهم. 

“رهف كانت روح الروح، وروح الفؤاد، كانت بيت أسراري وكانت قريبة مني جدًا ونفعل كل شيء سوية” هكذا وصف الأب بحزن ابنته رهف، مؤكدًا أنها كانت فراشة البيت ومصدر السعادة بالبيت بروحها المرحة وحبها للحياة، كما أنها كانت ضحوكة ومبتسمة رغم شخصيتها القوية، وكانت محبوبة من الجميع ومن كل من شاركها حديثًا يومًا. 

 صلت رهف الفجر حاضرًا يومها، وصباحًا أخبرت والدتها بحلمها أنها سقطت وأنها ربما تستشهد اليوم، حيث كانت الشهادة دومًا على لسانها وفي الاجتياح السابق كانت عند شقيقتها، إلا أنها كانت تتحدث بين الفينة والأخرى عن الشهادة يزيد والدها بصوته المُتعَب. 

لمساعدته كانت رهف تعمل في المؤسسة الإسلامية خاصة أنهم سكنوا بيتهم هذا جديدًا، إلا أنهم الآن مهجرين دون عمل أو منزل ويقطنون في منزل ابنتهم خارج المخيم. 

يصف الأشقر هذا الاجتياح بأنهم لم يروا مثله في التدمير والنهب وتدمير للبنية التحتية وحتى الشجر والحجر لم يسلما من التدمير، مشيرًا إلى أنهم لم يتوقعوا أن يكونوا بمثل هذا الهجوم حيث لم يتركوا شيئًا من تهجير للسكان لغيره من التدمير، مؤكدًا أن ما يحدث الآن أقسى مما حدث في الانتفاضتين حيث التهجير والتنكيل بالمواطنين وتدمير البيوت لم يحصل في الانتفاضتين مع اختلاف الوضع. 

 شقيقتها الكبرى ريهام تقول أنها كانت تتابع الأحداث على الأخبار وتعكف باستمرار على الإطمئنان على عائلتها، حينما رأت خبر اقتحام منزل والدها وأنه يوجد إصابتين لتشعر بانقباض بقلبها، وعندما حاولت مهاتفة رهف كان هاتفها مغلقًا وعندما هاتفت والدها وأجابوها أخبروها بأن رهف استشهدت وأباها أصيب وعليها أن تأتي بالإسعاف.  

تقول ريهام أن رهف يعجز الكلام عن وصفها فهي كانت الصديقة للجميع وكانت لوالدها الأم والصديقة والابنة فكانت روح البيت بكل جلسة، وهي من تصنع الجو المرح وارتقائها خلق فراغًا كبيرًا، مؤكدة أنهم لا زالوا لا يستوعبون الحياة دونها لأنها هي من تُحَليها. 

وزادت بأنها كانت صديقتها ومن تستشيرها في رأيها لأن رأيها مهمًا، مؤكدة أنها ورغم صغر سنها إلا أنها واعية وتعرف ماذا تتحدث. 

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة