هيئة التحرير
نزوح وتشريد وأوضاع إنسانية صعبة تمر على النازحين من مخيم جنين مع استمرار عدوان الاحتلال لأكثر من 50 يومًا، وتزايدت هذه المعاناة مع دخول شهر رمضان المبارك حيث لا طعام ولا لمة عائلية أو حتى قدرة على أداء العبادات.
قهر وألم ومعاناة وشوق للمخيم ولبيوتهم، هكذا تبدو مشاعر النازحين من أهالي مخيم جنين الذين أجبروا قسرًا على الخروج من منازلهم دون حتى أن يتمكنوا من جلب ملابس أو أي من احتياجاتهم.
بصوتها المُتعِب تقول فلسطين عبد الله “30 عامًا” أنها تعيش رفقة زوجها وأطفالها الأربعة ظروفًا صعبة لم يعيشوا ظروفًا مماثلة لها من قبل، وذلك بعد نزوحها إلى حرش السعادة من المخيم منذ قرابة الشهرين.
تقطن الأم رفقة عائلتها في غرفتين من الزينكو حيث كانوا يعيشون في غرفة واحدة رفقة عائلات أخرى، فيما زوجها جريح لا يستطيع العمل.
نزوح وتشريد جعلها تعود للجلي عن طريق الدلو والطبيخ على النار، وفق ما يتوفر لهم من مساعدات تمكنهم من تدبير أمورهم، مساعدات تخلو من الكثير من الاحتياجات مثل ” الغاز، والأغطية، وغيرها” وفق ما تقوله في حديث ل” بالغراف”
جاء رمضان هذا العام مختلفًا على فلسطين وعائلتها، حيث في بيتها كانت تطهو ما يطيب لها فيما يكون الأمر مختلفًا عندما يكون الإنسان متشرًدا عن منزله حسبما تقول
تؤكد فلسطين على أن هذا التشرد الذي يعيشون به أثر على أطفالها فليس لديهم ملابس إضافة إلى البرد الذي يعيشون به، كما أن العيش بالتشرد سبب لها عدة أمراض ما زالت تعاني منها
وباشتياق كبير تتمنى فلسطين أن تنتهي الحرب وتعود لمنزلها الذي لا يعرفون عنه شيء، وعندما حاولوا الوصول إليها منعهم الاحتلال. مؤكدة أن تناول كسرة خبز في منزلها بالمخيم أهون من هذا التشرد الذي يعيشوه
لم يختلف الحال كثيرًا عند الأم هبة سالم التي نزحت إلى حرش السعادة، فهم يعيشون في غرفة زينكو، بظروف صعبة ، ويقطنون 10 أفراد في هذه الغرفة منذ شهرين.
الأم تؤكد أن زوجها لا يعمل فيما والمونة التي تصلهم لا تكفي لسد احتياجاتهم اليومية فهي تكون خالية من فوط الأطفال والحليب وغيرها من الأصناف التي يحتاجها الأطفال.
مضيفة أن أطفالها ونتيجة الاجتياحات المتكررة أصيبوا بحالة نفسية نتيجة الخوف أثرت على إخراجهم بشكل لا إرادي ما زاد من الصعوبات لديها.
هبة توضح أن بيتهم في المخيم اقتحمه الاحتلال لأكثر من مرة وبعد المرة الأولى استطاعوا الوصول إليه لكنهم وجدوه في حالة دمار كبير، فيما باتوا الآن لا يعلمون عنه شيىًا بعد الاقتحامات الأخيرة له.
يمر شهر رمضان عليهم بشكل صعب هذا العام، مؤكدة على اشتياقها للمخيم ولمنزلهم فيما تلح أمنية واحدة عليهم بأن يعودوا للمخيم ولمنزلهم ولمدرستهم.
سلافة وحده النازحة في منطقة الهدف، تؤكد أن الوضع صعب وسيء حيث ما زال الاحتلال يحرق ويدمر البيوت في المخيم.
وحدة تؤكد أن أيام رمضان التي مرت كانت صعبة ومرت بتوتر وقهر وتعب، حيث لا استقرار والأيام تمر غير طبيعية إضافة إلى تشتت الأهالي، وهذا ما شعروا به بشكل أكبر في رمضان حيث حُرموا من الجمعات العائلية مؤكدة أن الناس يعيشون بقهر وتعب وضغط نفسي وألم.
موضحة أنهم كعائلة تشردوا ونزحوا منذ شهرين حيث بات كل فرد يعيش في منطقة وهو شيء صعب بشكل كبير عليهم.
وفي تجربة صعبة مرت بها وحدة أكدت أنها حاولت الوصول لمنزلهم في محاولة لمعرفة أي شيء عنه، إلا أن الاحتلال منعها رفقة آخرين وقام بإطلاق النار والغاز تجاههم، واحتجزهم في مخزن وهم مقيدين ومعصوبي الأعين موضحة أنها كانت تجربة صعبة شعرت بها بأنها لن تعود للحياة مجددًا ولن ترى أحدًا من عائلتها.
وحدة أفادت بأن بعض المؤسسات والمحلات التجارية تساهم في مساعدة النازحين، فيما تُبين أنهم خرجوا من منازلهم دون أن يتمكنوا من الحصول على شيء بما فيها الملابس أو حتى الاوراق الثبوتية.
مشيرة إلى أن المؤسسات لا تقدم التسهيلات اللازمة للمواطنين عندما يذهبون لإخراج بدل فاقد لأوراقهم الثبوتية. مشددة على ضرورة قيام المؤسسات بتوفير التسهيلات للمواطنين وتقديم المساعدات بشكل أكبر للمواطنين