loading

تقديرات الجيش الإسرائيلي: عبء كبير على الجنود النظاميين في السنوات القادمة

ترجمة خاصة لبالغراف

الجيش الإسرائيلي يقيم معسكرات جديدة في سوريا ولبنان وقطاع غزة، يضاعف بمرتين أو ثلاث مرات عدد القوات الموجودة على الحدود، ويزيد بآلاف العناصر سلاح المشاة، حتى بدون تجدد العمليات القتالية يعلم الجيش الإسرائيلي العبء العملياتي المترتب على حال عودة حماس وحزب الله، في ظل تجاهل المستوى السياسي، العائلات سترى أبنائها مرة واحدة في الشهر، هذا في أحسن الظروف.

وحول ما ينتظر الجيش الإسرائيلي في المستقبل في هذا السياق كتب المراسل العسكري ليديعوت أحرنوت يوآف زيتوني تحت عنوان:” استعدادات الجيش الإسرائيلي: عبء كبير على القوات النظامية في السنوات القادمة على جنود الخدمة النظامية، تقريباً لن يروا البيت”.

وتابع الصحفي الإسرائيلي: تآكل أكثر ومهمات أكبر، وتقريباً دون الخروج للبيت، إحدى القضايا الجوهرية التي كشفتها تحقيقات الجيش في السابع من أكتوبر للجمهور الإسرائيلي الواسع قرار هيئة الأركان الإسرائيلية قبل خمس سنوات تقليص حجم القوات في معسكرات الجيش للنصف في عطل نهاية الأسبوع كخطوة من أجل تشجيع التجنيد في الجيش الإسرائيلي.

هذا القرار الذي صنف مؤخراً في قيادة المنطقة الجنوبية كخطأ، كان ثمنه دماء في يوم السبت الأسود، وبشكل خاص في المعسكرات التي كان فيها عدد القوات قليل، كما كان الحال في معسكر ناحل عوز، حيث قتل في معركة السيطرة عليه (53) جندياً وأسر (10) جنود، منذ إلغاء القرار كانت هناك محاولات يائسة من الجيش للتعامل مع العبء الكبير جداً ومتعدد الساحات والذي سيتزايد على جنود الجيش الإسرائيلي في السنوات القادمة، وليس فقط على قوات الاحتياط.

قسم العمليات في الجيش الإسرائيلي المسؤول عن نشر القوات في عمليات الدفاع الروتيني على حدود البلاد وفي الضفة الغربية، يقدر أن الجيش الإسرائيلي في ضائقة قوى بشرية غير مسبوقة منذ أيام منطقة الحزام الأمني في الجنوب اللبناني، والتي استمرت بعد الانتفاضة الفلسطينية الثانية في مطلع العام 2000، والسبب أن السياسية الإسرائيلية نتاج سياسة هدوء وهمي، لمنع حزب الله وحماس من العودة ليكونوا “وحوش إرهابية”، وجيوش حقيقية، كما كان الأمر حتى اندلاع الحرب، والثمن الذي دفعه الشعب الإسرائيلي مقابل ذلك.

القلق في رئاسة الأركان:

الآن القوات النظامية في الجيش الإسرائيلي تشعر بحجم العبء على أكتافها في كل الساحات، ولا بوادر لتغير في الأوضاع القائمة، حسب شخصيات رفيعة في الجيش الإسرائيلي: في السنوات القادمة 17 يوماً في الجيش، 3-4 أيام في البيت، يعني إجازة قصيرة لكل جندي كل أسبوعين ونصف، مرّة في الشهر، هذا في الحالات التي لا يوجد فيها تحذيرات أو تصعيد أو منع إجازات، هذا مقابل السنوات الماضية التي كان الجندي يخرج لإجازة كل أسبوعين.

وأوضح الجيش الإسرائيلي:” من الأفضل تنسيق المتوقع مع الجمهور الإسرائيلي، ومع من تم تجنيدهم في الوحدات القتالية، ومع الجنود في الوحدات وبشكل أساسي مع عائلاتهم، والذين سيرون أبنائهم بشكل أقل في المستقبل، حتى وإن لم تستأنف الحرب الطويلة في غزة، وإن بقيت ساحة سوريا ولبنان، وبالتأكيد أيضاً الضفة الغربية ساحات هادئة كما هي اليوم”.

وقالوا أيضاً في الجيش الإسرائيلي:” نحن نعمل من أجل تخفيف العبء عن جنود الاحتياط الذين انهكوا حتى النخاع، ولكن الثمن ستدفعه القوات النظامية قبل الجميع في الجيش الإسرائيلي، اليوم الجيش بحاجة لآلاف الجنود من أجل المعسكرات التي أقيمت في لبنان، وفي جبل الشيخ وفي الأراضي السورية، والمعسكرات التي أقيمت في المنطقة العازلة في غزة، ولنضيف إلى ذلك الضعف مرتان أو ثلاث مرات في الكتائب في غلاف غزة ومنطقة الجليل، قياساً بما كان يوم السادس من أكتوبر 2023، واقع جديد لن يتغير خلال السنوات القادمة، حتى في أوضاع متفائلة أكثر”.

القلق في رئاسة الأركان الإسرائيلية ويشاركها القلق رئيس الأركان الجديد أيال زامير، هو النقص في القوى البشرية في الجيش الإسرائيلي، مقابل عدم مبالاة المستوى السياسي المطلع على المشكلة، قرابة (10000) جندي إسرائيلي تركوا الجيش منذ بداية الحرب، وحسب معطيات الجيش الإسرائيلي أيضاً (12) ألف جندي غالبيتهم من وحدات قتالية إما قتلوا أو جرحوا منذ بداية الحرب الحالية، ناهيك عن الارتفاع في عدد القوات المطلوبة للدفاع عن الحدود، والزيادة الفورية في العام الأخير في ألوية المدرعات والهندسة أدخلت الجيش الإسرائيلي في عجز  قوى بشرية سيزداد، والثمن سيدفعه المجندون في المراحل القادمة، وبعبء لم يكن منذ عقدين من الزمان.

ومن العوامل التي ترفع نسبة العجز في القوى البشرية في الجيش الإسرائيلي قرار رئيس الأركان الجديد زامير إقامة لواء مشاة إضافي لأول مرة منذ دمج كتيبة 900 في لواء المشاة، والذي كان قبل 20 عاماً، اليوم يمتلك الجيش الإسرائيلي خمسة ألوية مشاة، إلى جانب لواء كفير والناحل والمظللين وجولاني ولواء جفعاتي، وعلى الأقل لواء هندسة واحد سيقام، كما سيتم إعادة تفعيل سرايا الاستطلاع التي أغلقت في الماضي، هذا يعني الحاجة لآلاف الشواغر من الجنود القتاليين الذين على الجيش تجنديهم، وحتى ذلك الوقت العبء فقط سيزداد على القوات الحالية.

من أجل البحث عن مصادر للقوى البشرية توجه الجيش الإسرائيلي إلى جنود كبار في الجمهور الإسرائيلي يحاول بواسطتهم تشكيل ألوية جديدة على قاعدة جنود أعمارهم ما بين 40-60 عاماً، على الرغم من المحفزات هذه الأطر لم يتم ملؤها بعد، ولازالت تعتمد على المتطوعين.

يقولون في الجيش: “نحن في حالة توتر شديد، وكل جندي إسرائيلي يشعر بذلك على بدنه، في التدريب يشعر الجنود بهذا العبء، وبعد شهرين من التدريب في قوات المشاة أصبح مطلوب من كتائب المشاة أن تأتي وتعزز القوات في الساحات على حساب تدريبها، كل هذا لا حل له إلا زيادة عدد القوات في الجيش الإسرائيلي، الأمر غير المتوفر حالياً، حتى في أرقام صغيرة، كذلك كمية الاستعداد في هيئة الأركان التي تعني اعداد القوات في الاحتياط التي يجب أن تكون جاهزة للاستدعاء للساحات التي يعلن فيها عن عمليات عسكرية كبيرة، استدعاء بثلاثة أضعاف أو أربعة ما لم يتغير الواقع الحالي”.

التموضع بدلاً من الاقتحامات:

الواقع الحالي لا يشمل فقط ساحات ساخنة مثل الضفة الغربية، وغزة والحدود الشمالية، جنود ومجندات على حدود العرابا، ساحة كانت تعتبر هادئة نسبياً، ومشغولة بالأصل في احباط عمليات تهريب مخدرات وأسلحة من سيناء، يصفون صعوبة العودة للبيت مرة لكل أسبوعين ونصف، “في أعقاب الأربعة أيام إجازة بعد 17 يوماً في الخدمة، يوم واحد يذهب على الطريق إلى البيت، لا يوجد حل، ولا يوجد مخرج، هذا رد الضباط على حالة الضغط، بالضبط كما هي الأسطوانة المشروخة، وفي حال كانت حالات تبديل إجازات، كان الضباط يوافقون شريطة أن تكون على حساب الجندي، ما يعني البقاء 21 يوماً في الجيش.

هذه الأعباء الكبيرة والثقيلة يمكن أن تكون السيناريو الوردي، وفق ما نشر في وول ستريت جورنال يوم السبت 8-3-2025 خطة الجيش الإسرائيلي حال عادت الحرب على غزة، وبضغط من المستوى السياسي سيتم احتلال أراضي داخل قطاع غزة، والبقاء فيها، هذا بدل عن عمليات الاقتحام المتكررة التي كان هناك انتقادات حادة لجدواها، خاصة من قبل جهات في اليمين.

نموذج مصغر من خطة احتلال الأراضي القائمة في الجيش الإسرائيلي على ممر فيلادلفيا على الحدود المصرية، القوات فيه موجودة في معسكرات، وفي ممر نتساريم شمال قطاع غزة، والذي انسحب منه الجيش الإسرائيلي وفق اتفاق صفقة التبادل في المرحلة الأولى، في حال انتهت العملية العسكرية ببقاء القوات في خانيونس ومناطق الشاطئ والرمال، العبء على القوات سيزداد أكثر، وعلى حساب التدريب في الساحات الأخرى، وسيكون مطلوب توفير ما بين مئات وآلاف الجنود للجيش الإسرائيلي حتى داخل قطاع غزة.

عن المستوى السياسي الإسرائيلي في موضوع القوى البشرية في الجيش الإسرائيلي كتب الصحفي الإسرائيلي: المستوى السياسي أثبت إنه ينتحر بهذه الطريقة دون أن يأخذ بعين الاعتبار الثمن والمخاطر، في الجيش الإسرائيلي، هناك تشكيك في جدوى بقاء قوات إسرائيلية في مخيمات لاجئين فارغة، مثلما هو الحال في مخيم جنين منذ شهرين، وفي ظل حرية العمل العسكري للجيش الإسرائيلي شمال الضفة الغربية، تطرح تساؤلات داخل الجيش، خاصة في ظل الحاجة لجنود في جبل الشيخ وهضبة الجولان السورية، والتي احتلت بدون معارك، والتي يتواجد فيها الجيش الإسرائيلي 24/7.

الاحتياط أول من يخرج لإجازة:

الخطوات التي يقوم بها قسم العمليات في الجيش الإسرائيلي لمواجهة العبء المُرهِق، من ضمنها وحدات كاملة أخذت إجازات في المنازل، لمدة ما بين 5-7 أيام، كما هو في ألوية جفعاتي والناحل خرجوا بعد حوالي شهر أو شهرين لاقتحامات في قطاع غزة قبل وقف إطلاق النار، الحديث يدور عن نموذج أكبر، لكنه يعطي نوع من الراحة للجنود بعد 50-60 يوماً بدون الذهاب للبيت، الأمر يتعلق بمهام الألوية، وبشكل خاص إن كانوا في حالة هجومية.

حسب تقديرات الجيش الإسرائيلي: أول من يحصلون على تخفيف العبء هم قوات الاحتياط، هناك جهود مبذولة بأن لا يخدموا أكثر من شهرين ونصف متواصلة، وهي المدة المحددة للاحتياط في العام 2025، ولكن من الواضح أن غالبيتهم سيؤدون هذه الخدمة المكثفة مرتان في أقل من عام.

احتمالات تجدد الحرب على غزة:

في الجيش الإسرائيلي هناك تساؤلات حول احتمالات تجدد الحرب على قطاع غزة. المستوى السياسي استعجل القرار للسماح للجيش الإسرائيلي بتجنيد عشرات آلاف جنود الاحتياط بأمر التجنيد 8 مفتوح، لكن ضباط كبار في الاحتياط حذروا من حالة الإنهاك للجنود أمام دوائر صنع القرار، وقال الضباط، على الرغم من العرض أسبوع – أسبوعين الذي يقدم لقوات الاحتياط ما بين 50% -70% يلتزموا بالدعوة للتجنيد، والسبب حالة الانهاك والتآكل التي تصعب عليهم التطور في حياتهم المهنية، وحياتهم الأكاديمية ومصالحهم التجارية، ليس على كل القضايا يمكن التعويض بالمال أو مزيد من المنح، أو بإجازة.

وختم الصحفي الإسرائيلي حول موضوع استدعاء الاحتياط في المستقبل: المهام الهجومية في قطاع غزة كما هي مخططة الآن، يمكن الاعتقاد أن أناس كثر يعتقدون بضرورتها وسيأتون، على الرغم من أنهم شاركوا في العمليات البرية لشهور طويلة في غزة ولبنان في السنة الأخيرة، وهم تحت ضغط كبير من عائلاتهم، “يوجد آخرون عليهم المشاركة”، هذا اعتقاد يجب أخذه بعين الاعتبار، لإنه يمكن ربطه في المستقبل في قرارات استدعاء من ألوية أخرى.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة