ترجمة خاصة- بالغراف
على ما يبدو أن دولة الاحتلال الإسرائيلي بكل مكوناتها ذات العلاقة بمواجهة الحرائق لم تستقي العبر من التجارب السابقة خاصة من حريق الكرمل 2010، ولم تأخذ بعين الاعتبار التحذيرات الصادرة عن دائرة الأرصاد الجوية الإسرائيلية قبل أيام من اندلاع الحرائق، ولم تتزود بما يلزم من موارد لمواجهة هذا الحجم من الحرائق، والمسؤولية بالدرجة الأولى أُلقيت من أكثر من جهة على وزارة الأمن القومي الإسرائيلي ومن يقف على رأسها الوزير إيتمار بن جفير.
في إطار تحميل المسؤوليات عن الفشل في السيطرة على موجة الحرائق الحالية كتبت آفي أشكنازي المحلل العسكري لمعاريف العبرية: “مواجهة حادة: سلاح الجو الإسرائيلي يتهم بن جفير بتقديم رواية كاذبة”، سلاح الجو يدعي أن سلطة المطافئ الإسرائيلية رفضت عرض تقدم به بتشغيل مبكر لطائرات شمشون لإطفاء الحرائق، إلا أن سلطة المطافئ رفضت المقترح لدواعي مالية، جهات أمنية إسرائيلية قالت أن سلطة المطافئ رفضت مقترح سلاح الجو مرتان.
غضب شديد في سلاح الجو الإسرائيلي على رواية وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي غير الصحيحة التي قال فيها إنه طلب تحضير مبكر لطائرات شمشون لاستخدامها في إخماد النيران، سلاح الجو الإسرائيلي كشف عن إهمال وزارة الأمن الداخلي وسلطة المطافئ الذين أرادوا توفير مال من خلال عدم تشغيل طائرات سلاح الجو في الساعات الأولى من اندلاع الحرائق، مصدر عسكري إسرائيلي قال:” رواية وزير الأمن الداخلي وقحة ولا تقترب من الحقيقة”.
وتابع المصدر العسكري:” لدينا نظام تنبؤ عسكري، كنا على علم أننا أمام حالة جوية معقدة ومتطرفة، وقدرنا أنها قد تقود لحرائق واسعة، بناءً على هذا توجهنا لسلطة المطافئ وسألنا إن علينا أن نجهز طائرات شمشون ووضعها تحت مسؤوليتهم”.
وتابع المحلل العسكري لمعاريف: سلطة المطافئ كان ردها سلبياً على طلب سلاح الجو الإسرائيلي، وتحضير الطائرات لمهمة إطفاء الحرائق تحتاج ل 12 ساعة، يوجد أوامر واضحة لتشغيل الطائرات لمهمة الإطفاء عند اللزوم، رئيس سلطة المطافئ يطلب من قسم العمليات في قيادة رئيس الأركان الذي يصادق على الطلب، وحينها يصدر القرار لسلاح الجو.
تحضير الطائرات يحتاج لفك معدات من الطائرات وإدخال الحاويات الكبيرة، ومادة إطفاء الحرائق تمر في حالة معالجة، وبعد معالجتها إما أن تلقى على النار أو تلقى في الحاويات، لا يمكن اعادتها للتخزين، وحسب المصدر العسكري، وزارة الأمن القومي مطلوب منها دفع ثمن مواد الإطفاء وتكلفة استخدام الطائرات وبدل ساعات طيران.
التكاليف المالية هي التي منعت سلطة المطافئ من الرد الإيجابي وفي الوقت المناسب على اقتراح سلاح الجو الإسرائيلي، قائد سلاح الجو الإسرائيلي هو من أصدر التعليمات في البدء باستخدام طائرات شمشون في مهمات الإطفاء على قاعدة القراءة لحالة الجو وفق قراءة نظام التنبؤ التابع لسلاح الجو.
حتى الساعة 11 صباحاً رفضت سلطة المطافئ طلب سلاح الجو مرتان، وكان رد سلطة المطافئ على سلاح الجو:” لدينا طائرات تعمل، إن استمرت الحرائق في الليل، سنطلب استخدام طائرات شمشون”، الساعة 15:00 بعد الظهر طلب سلطة المطافئ استخدام طائرات شمشون بعد خروج الحرائق عن السيطرة، وبعد ساعة ونصف أقلعت طائرات سلاح الجو للمشاركة في إطفاء الحرائق.
في الجيش الإسرائيلي قالوا إن الطائرات استخدمت بعد أمر عملياتي من الجيش وليس بعد طلب من وزير الأمن القومي ايتمار بن جفير، وإن سلطة المطافئ والإنقاذ منعوا استخدام الطائرات في إطفاء الحرائق لساعات، مصدر عسكري إسرائيلي قال:” الوزير ايتمار بن خفير يحاول إخفاء فشل طواقمه، ومحاولة إعطاء صورة سلبية عن سلاح الجو، ولكن الأمور مختلفة بشكل كامل”.
في سياق الاتهامات لوزير الأمن القومي ايتمار بن جفير بالتقصير كتبت يديعوت أحرنوت: في الائتلاف الحكومي هاجموا الوزير ايتمار بن جفير سواء حول إلغاء احتفالات عيد الاستقلال، أو البيانات الصادرة في ظل مواجهة الحرائق.
كتب عضو الكنيست ايهود تال من الصهيونية الدينية:” في هذه الدولة يوجد وزير أمن قومي، بدلاً من إصدار بيانات إعلامية عن حكم الإعدام للمخربين، نتوقع من الوزير أن تمنع الشرطة المسؤول عنها الحرائق، وأن تكون منظومة المطافئ الإسرائيلية جاهزة ومجهزة للتعامل مع كل السيناريوهات”، وتابع عضو الكنيست:” الحرائق التي أثرت سلباً على عيد قومي عبارة عن مس بالأمن القومي، لذا علينا أن نقوم بعملية فحص داخلية”.
كما واجه ايتمار بن جفير انتقادات من داخل الحكومة نفسها على خلفية أن الأرصاد الجوية حذرت قبل وقت كافٍ من إمكانية اندلاع حرائق بسبب أجواء خماسينيه جافة، وقال المصدر الحكومي:” الوزير ايتمار بن جفير لم يعطي أية قرارات، وترك الجميع يتخذون القرارات بمفردهم”.