loading

تحليل: التحقيق الإسرائيلي في سقوط صاروخ يمني في مطار اللد

كتـب  محمد أبو عــلان/ خاص لبالغراف

تبّين أن مطار اللد ليس الموقع الاستراتيجي الوحيد الذي كان في مرمى صواريخ ومسيرات الحوثيين من اليمن، المحلل العسكري لصحفية معاريف العبرية آفي أشكنازي كتب أن الحوثيون أخطأوا إحدى أكبر محطات الكهرباء في إسرائيل بفارق أمتار فقط في إحدى عمليات القصف، وإن الحوثيين حققوا هدفاً كانوا يسعون له وهو فرض حصار جوي على إسرائيل وعزلها عن العالم.

حيث كان لصاروخ صباح الأحد على مطار اللد أثر فوري على شركات الطيران العالمية، وأعلنت 20 شركة طيران دولية وقف مؤقت لرحلاتها إلى مطار اللد، طالبة من الجهات الإسرائيلية المختصة تقديم تفسير وشرح للحالة الأمنية المحيطة في مطار اللد، حتى إن بعض الطائرات عادت أدراجها من حيث أتت رغم بقاء حوالي 20 دقيقة على هبوطها في مطار مع سقوط الصاروخ في مطار اللد.

على خلفية أهمية الحدث شكلت الجهات الإسرائيلية لجنة تحقيق عاجلة برئاسة قائد سلاح الجو الإسرائيلي، الذي عرض نتائج تحقيقه في ساعات المساء مما يثير الكثير من التساؤلات حول حقيقة التحقيق وجديته وموضوعيته وحياديته في ظل هذا الوقت القياسي من إعلان النتائج.

رئيس لجنة التحقيق ادعى في النتائج الأولية للتحقيق أن الخلل كان في الصاروخ الاعتراضي الذي أطلق على الصاروخ اليمني، وكان هناك خلل محدد في الصاروخ نفسه، ولم يكن الخلل لا في الكشف عن الصاروخ عند إطلاقه، ولا في تشغيل المنظومة الدفاعية ولا في التحذير للجبهة الداخلية.

وفي قراءة لنتيجة التحقيق يمكن تدوين مجموعة من الملاحظات التي تثبت أن غايات التحقيق تهدئة المجتمع الإسرائيلي أولاً، والمجتمع الدولي ثانياً أكثر من الحديث عن حقيقة الفشل الإسرائيلي في مواجهة الصاروخ البالستي اليمني، والذي لم يكن الفشل الإسرائيلي الأول في مواجهة الصواريخ والمسيرات اليمنية.

التحقيق ليس موضوعياً ولا مهنياً كون القائم على التحقيق (قائد سلاح الجو الإسرائيلي) هو نفسه المسؤول الأول عن الفشل في مواجهة الصاروخ، فلا يجوز بأن يحقق قائد سلاح الجو مع نفسه، بالتالي ستكون نتيجة التحقيق التنصل من المسؤولية ومحاولة تحميل الفشل لقضايا فنية تتعلق بالصاروخ الاعتراضي، بمعنى محاولة إلقاء كرة الفشل في ساحة بعيدة عن ساحة الجيش وسلاح الجو، وقد تكون في ساحة الصناعات العسكرية الإسرائيلية هي المستهدفة في اتهامات قائد سلاح الجو.

والحديث عن خلل فني محدد في الصاروخ الاعتراضي مسألة فيها شك، ومنبع الشك أن الصواريخ الاعتراضية أطلقت من أكثر من منظومة دفاع، أطلقت الصواريخ الاعتراضية من منظومة حيتس الإسرائيلية، ومن منظومة ثاد الأمريكية، فهل تزامن الخلل الفني المحدد في الصواريخ الاعتراضية من منظومتي الدفاع في آنٍ واحد.

ووصول الصاروخ اليمني لمنطقة استراتيجية مثل مطار اللد هو فشل مضاعف لمنظومة الدفاعات الجوية الإسرائيلية، والأمريكية، ومنظومات دفاعات جوية أخرى وجدت في المنطقة للدفاع عن دولة الاحتلال الإسرائيلي، كون المواقع الاستراتيجية والمنشآت الحيوية في العادة تحظى بوسائل ومنظومات دفاعية تكون دقيقة، وحساسة وسريعة الاستجابة حالة وقوع هجوم عليها.

وكان المحلل العسكري لمعاريف العبرية آفي اشكنازي كتب في سياق الحديث عن إمكانية مواجهة الصواريخ والمسيرات اليمنية: “التجربة خلال العام والنصف التي مضت أثبتت أنه لا يمكن المنع بشكل كامل وصول الصواريخ والمسيرات من اليمن، لهذا تمكن جزء منها من اختراق الدفاعات الجوية وتسببت بأضرار في الممتلكات وإصابات بين المواطنين، في السابق أصابت مسيرة من اليمن مبنى من عدة طوابق في تل أبيب، وأدت لمقتل إسرائيلي فيه، وإصابة مبنى في يفنه، وإصابة مدرسة في رمات غان ومنطقة مفتوحة في إيلات.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة