ترجمة خاصة- بالغراف
كتب آفي اشكنازي المحلل العسكري في معاريف العبرية: الحرب على قطاع غزة مستمرة، وإسرائيل موجودة أمام تحدٍ كبير، وهو عدم وجود استراتيجية سياسية واضحة لليوم التالي للحرب على قطاع غزة، وفي الحقيقة لا يوجد توافق في المستوى السياسي بخصوص النتائج المرجوة، ولا يوجد خطة واضحة ماذا بالضبط يريدون منها.
وتابع المحلل العسكري لمعاريف: الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023 تنجح كل يوم في حمل اسم جديد، من طول أيام الحرب وحتى حجم القوات المطلوبة للجهود الحربية، الآن وصلت الأمور مستوى جديد، أسماء الحروب والعمليات العسكرية، من حرب السبع جبهات، حرب القيامة، حرب السيوف الحديدية، حرب أكتوبر، عملية سهم الشمال، عملية العز والسيف، وفي الأيام الأخيرة حصلنا على اسم جديد “عربات جدعون”، حسب قائمة الأسماء كان يفترض أننا انتصرنا في هذه الحرب التي لا تنتهي.
حتى مع الاسم الجديد الأهداف التي حددها الكبنيت هي ذات الأهداف المعلنة للحرب، “هزيمة حركة حماس وإعادة المخطوفين”، والخطوط العريضة للخطة التي تمت المصادقة عليها: الجيش الإسرائيلي سيعزز قواته من أجل إدخالها خلال الأسبوعين القادمين إلى قطاع غزة، خلال عشرة أيام سنبدأ نرى قوافل سائقي المدرعات، ومركبات النمر، المدافع المضادة للدبابات في طريقهم من الشمال إلى منطقة غلاف غزة، والخطة العسكرية تشمل غلاف دفاعي قوي للقوات العاملة في الميدان، من الجو ومن البحر، واستخدام معدات ثقيلة لتفجير العبوات وهدم مباني تشكل خطر.
مكون جوهري من مكونات العملية العسكري هو تهجير السكان من مناطق القتال، بما فيها من شمال قطاع غزة إلى جنوب قطاع غزة، محاولين الفصل بين السكان وبين عناصر حركة حماس، من أجل منح الجيش الإسرائيلي حرية النشاط العملياتي حسب تعبير المحلل العسكري، وحسب مصدر أمني إسرائيلي رفيع:” على العكس من السابق، الجيش الإسرائيلي سيبقى في كل مكان يحتله من أجل منع عودة الإرهاب، ويكرس في كل منطقة تحتل موديل مدينة رفح، والتي تم فيها القضاء على كل التهديدات الأمنية، وتحولت لجزء من الفضاء الأمني”.
وعن موقف المستوى السياسي الإسرائيلي كتب آفي اشكنازي: سيبقى المنع على دخول المساعدات الإنسانية لحين بدء العملية العسكرية، وبدء تهجير السكان نحو الجنوب، حينها سيتم تفعيل خطة المساعدات الإنسانية وفق خطة الجيش الإسرائيلي التي تمت المصادقة عليها من قبل المستوى السياسي التي ستتم عن طريق شركات أجنبية مدنية في مواقع تحت حماية الجيش الإسرائيلي، وستكون أيضاً في منطقة عميقة في رفح، يتم فحص الداخلين عليها من قبل الجيش الإسرائيلي لمنع دخول عناصر حماس.
حتى هنا الخطة التي تمت المصادقة عليها، ومن هنا جاءت النجمة التي أرفقت للقرار:” نشر القوات الإسرائيلية قبيل زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة ستوفر فرصة لإمكانية التوصل لصفقة تبادل وفق رؤية المبعوث الأمريكي ستيف وتكوف، وفي مثل هذه الحالة ستحاول إسرائيل الإبقاء على وجودها في المناطق التي احتلتها وإضافتها للمناطق الأمنية تحت سيطرتها، في كل اتفاق مؤقت أو دائم، وإسرائيل لن تخلي المنطقة الأمنية في محيط قطاع غزة، التي تهدف من خلالها حماية المستوطنات، ومنع تهريب الأسلحة لحركة حماس”.
في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية يقولون:” حال لم يتم التوصل لصفقة تبادل أسرى، ستبدأ عملية عربات جدعون ولن تتوقف حتى يتم تحقيق الأهداف المعلنة للعملية العسكرية، هزيمة حركة حماس، واستعادة المخطوفين الإسرائيليين من قطاع غزة”.
إلى جانب البيانات الإعلامية من الجهات الأمنية الإسرائيلية، كانت هناك تصريحات لوزير المالية الإسرائيلي والوزير في وزارة الحرب بتسلئيل سموتريش قال فيها أن إسرائيل لن تخرج من قطاع غزة حتى بعد إعادة المخطوفين، ما يعني أن سموتريش وضع حجر الأساس لعملية الضم والاستيطان في قطاع غزة.
وعن موقف الجمهور الإسرائيلي كتب المحلل العسكري لمعاريف العبرية: الجمهور الإسرائيلي يحاول فهم ما يدور حول هذه العملية، وإلى أين ذاهبون من هنا فصاعداً؟، بدايةً يجب القول بصراحة، العملية العسكرية الأولى التي قادها الجنرالات الجدد قائد المنطقة الجنوبية ورئيس الأركان فشلت في تحقيق الهدف، عملية “العز والسيف” لم تحق أهداف العملية، والآن إسرائيل تستعد للمرحلة الثانية، هل ستنجح؟، من غير الواضح أن النجاح مؤكد، على ما يبدو هذا سيكون معقد أكثر، والسبب؟، لا يوجد استراتيجية سياسية واضحة لليوم التالي، ولا يوجد توافق بين المستوى السياسي حول الأهداف المرجوة، ولا خطة واضحة للقوات ماذا يريدون منها بالضبط.
وتابع المحلل العسكري عن المستوى السياسي الإسرائيلي: شعارات فارغة مع رؤية سياسية لوزراء متطرفين، مع حكومة تحاول فرض شعار “إسرائيل لكبري”، واعتبر اشكنازي أن نقطة الضوء في المكونات الإسرائيلية السياسية والأمنية هم وزير الحرب كاتس ورئيس الأركان زامير، ومعهم قادة رئاسة الأركان وضباط جهاز الشاباك يفهمون الوضع داخل قطاع غزة، وواقع الجيش الإسرائيلي بعد حرب لعام ونصف في سبع جبهات، واستنزاف قوات الاحتياط والقوات النظامية، وهم يعلمون أن التحدي الأمني والسياسي الكبير لازال أمامنا، اسمه المشروع النووي الإيراني.
وختم المحلل العسكري لمعاريف: أوجدوا خطة على مراحل، مع آلية البقاء لأسبوعين وربما ثلاثة، والمصادقة على الخطة هو وسيلة ضغط وتأثير على الإدارة الأمريكية وعلى الرئيس ترمب، من منطلق يمكننا المساعدة في إنقاذ احترامه، حيث منذ انتخابه لم يتمكن من تحقيق أي شيء من رؤيته للسلام، لا في أوكرانيا ولا في إيران ولا في الشرق الأوسط، ولا نريد أن نتحدث عن حربه الاقتصادية الخاطئة وسياسته في ضم أراضي.
وتابعت معاريف: إسرائيل وضعت بالأمس المسدس جانباً، وهي ليست في المواجهة الأولى، لكنها تعتقد إنها يمكنها إطلاق النار عليه (تعبير مجازي عن القدرة في التأثير) إن لم يتمكن قائد العالم الحر الفرض على حماس الإفراج عن ال 59 أسير إسرائيلي في غزة.