محمد عبد الله
بصورة مفاجئة ودون إعلان أو تحذير مسبق، أبلغت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أمس السلطة الفلسطينية نيتها إغلاق معبر الكرامة، المنفذ الوحيد الذي يربط الفلسطينيين بالضفة الغربية مع الخارج، وذلك بشكل كامل في كلا الاتجاهين، وحتى إشعار آخر.
وصرّح رئيس الهيئة العامة للمعابر والحدود السيد نظمي مهنا أن الجانب الإسرائيلي أبلغهم بإغلاق معبر الكرامة اعتبارًا من الأربعاء 24-09-2025 وحتى إشعار آخر وفي كلا الاتجاهين.
كما دعت هيئة المعابر المواطنين والمسافرين إلى متابعة منصاتها الرسمية للاطلاع على أي مستجدات بخصوص عمل المعبر.
وقبل حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، كان يتدفق إلى الضفة الغربية نحو 500 شاحنة بشكل يومي قادمة من الخارج أو مرورًا بالأردن عبر معبر الكرامة إلى مختلف محافظات الضفة الغربية، إلا أن هذا العدد انخفض إلى أقل من 30 شاحنة بعد عملية إطلاق النار التي وقعت العام الماضي على المعبر.
وبشكل تدريجي عاد العدد وارتفع إلى نحو 250 شاحنة تدخل عبر معبر الكرامة بشكل يومي، إلا أن سلطات الاحتلال منذ يوم الخميس الماضي أغلقت المنفذ التجاري على المعبر بشكل كامل.
يقول رئيس غرفة تجارة وصناعة الخليل عبدة إدريس، إن معبر الكرامة وقبل العملية الأخيرة كان يعمل بحوالي 40% من طاقته اليومية، وهو ما أثر بشكل كبير على التبادل التجاري مع الأردن.
وقال إدريس في حوار مع “بالغراف”، إن الإغلاق أثر بشكل يومي وهناك مئات الشاحنات التي تحتوي مواد أولية وخام تدخل في الصناعات ومواد للأسواق والصناعات ما زالت عالقة.
وبين إدريس أن فلسطين تستورد من السعودية ودول الخليج مواد أولية للصناعات البلاستيكية ومواد غذائية وأسمنت وعشرات السلع الاستراتيجية والثانوية، عبر معبر الكرامة. وكذلك الحال في بعض الفترات عندما نعتمد على ميناء العقبة في الاستيراد من الخارج.
وقال إدريس إن الاقتصاد الفلسطيني يصدر للخارج عبر معبر الكرامة أيضًا الحجر الفلسطيني من خلال الأردن والكثير من المواد الخردة والحديد والخضار والتمور وغيرها.
وبالتالي فإن استمرار إغلاق المعبر التجاري يؤدي إلى خلل كبير في الصناعة الفلسطينية ومدخلات الإنتاج في الضفة الغربية – بحسب إدريس.
وفي سياق متصل، يسافر نحو 3500 مواطن فلسطيني بشكل يومي عبر معبر الكرامة إلى الأردن، ومنها إلى مختلف مناطق العالم، كما أن نفس الأرقام هي للمسافرين القادمين من الخارج إلى الضفة الغربية، وهذه الأرقام منذ بدء الحرب، أي بأقل من نصف الطاقة الاستيعابية للمعبر.
وهذا الإغلاق أدى إلى طوابير طويلة من المسافرين والعالقين بشكل يومي على طرفي الحدود، لذا تطالب حملة “بكرامة” بأن يتم الضغط على الاحتلال كي يتم إعادة فتح المعبر، وأن يتم زيادة ساعات عمله اليومية.