loading

سموترتش والجمل

ياسر مناع

يقوم المنطلق الاستعماري الاستعلائي على رؤية الذات الغازية بوصفها مركز الحضارة والتقدم والعقلانية، مقابل تصوير الشعوب المستعمَرة ككائنات متخلّفة تحتاج إلى التمدين والإنقاذ. 

هذه الرؤية لا تقتصر على المجال العسكري أو السياسي، بل تمتد إلى الوعي والثقافة، حيث يفرض المستعمر منظومته القيمية ومعاييره الحضارية بوصفها النموذج الوحيد للتطور الإنساني. 

من هنا تنشأ فكرة أن التفوق التقني أو العلمي يبرر الهيمنة، وأن القوة ليست أداة للسيطرة فحسب بل حق طبيعي للمتفوق على البدائي.

ويُترجم هذا المنطلق، في الخطاب والممارسة، إلى إلغاء الآخر وتجريده من إنسانيته وقدرته على التقدّم الذاتي. فالمستعمر لا يرى في الشعوب الخاضعة شركاء متكافئين، بل موضوعًا للوصاية أو الإصلاح القسري. 

هكذا تتحول العلاقة بين الطرفين إلى علاقة رأسية، تُكرَّس فيها الهيمنة المادية والرمزية، وتُبرَّر بأوهام التحضر والتنوير.

 هذه البنية الفكرية هي التي تغذي الخطابات العنصرية الحديثة، مثل خطاب سموتريتش ضد السعودية ويقصد به العرب قاطبة، الذي يربط بين التفوق التقني الإسرائيلي وبين الحقّ في السيطرة على الآخر وازدرائه.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة


جميع حقوق النشر محفوظة - بالغراف © 2025

الرئيسيةقصةجريدةتلفزيوناذاعةحكي مدني