loading

مشروع استيطاني جديد في قلب الخليل.. عمارتان سكنيتان للمستوطنين في “الحسبة القديمة”

محمد عبد لله

في خطوةٍ جديدة لتوسيع الوجود الاستيطاني في قلب مدينة الخليل، أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن مشروع استيطاني يقضي ببناء عمارتين سكنيتين للمستوطنين على أرض سوق الخضار المركزي “الحسبة القديمة”، الواقعة في المنطقة المصنفة “H2 ” والخاضعة للسيطرة الإسرائيلية الكاملة. 

ويأتي هذا المخطط في وقتٍ تتصاعد فيه مشاريع البناء الاستيطاني داخل المدينة، وسط تحذيرات من بلدية الخليل وناشطين حقوقيين من خطورة ما يرونه مسعىً ممنهجًا للسيطرة على مركز المدينة ومحيط الحرم الإبراهيمي الشريف وطمس هويتها الفلسطينية.

وبحسب تفاصيل مخطط المشروع الجديد، فإنه من المقرر إقامة 63 وحدة سكنية موزعة على عمارتين بارتفاع ستة طوابق فوق الأرض وطابقين للكراجات تحت الأرض، إضافةً إلى مبنى ثالث مكوَّن من ثلاثة طوابق يضم صفوفاً تعليمية ومكتبة وكنيساً. ويُقدَّر إجمالي مساحة البناء بنحو 12,500 مترٍ مربع.

في السياق، شدّدت بلدية الخليل، في بيان صحفي، على رفضها واستنكارها الشديد لهذا القرار، معتبرةً إياه اعتداءً صارخاً على صلاحياتها ومخالفةً واضحةً لمصالح المدينة وسكانها، وانتهاكاً لمبادئ القانون الدولي الإنساني الذي يحظر مصادرة الممتلكات الفلسطينية أو استغلالها أو هدمها دون مبرر.

وأكدت البلدية أنها ستتخذ جميع الإجراءات القانونية المتاحة للاعتراض على القرار ضمن المهلة المحددة، حفاظاً على حقوق المواطنين وصوناً للمصلحة العامة للمدينة.

وطالبت البلدية المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية ومنظمة “اليونسكو” بضرورة التدخل الفوري لوقف هذه الاعتداءات المتكررة على الممتلكات الفلسطينية، وضمان حماية حقوق بلدية الخليل وسكان المدينة.

من جهته، قال الناشط الحقوقي في البلدة القديمة بالخليل عماد أبو شمسية في تعقيب لموقع “بالغراف”، إن المنطقة التي سيتم إقامة العمارتين فيها للمستوطنين قريبة من أرض الحسبة القديمة، وهي مغلقة منذ أكثر من 25 عاماً ولا يستطيع الفلسطينيون الوصول إليها منذ ذلك الحين.

وأوضح أبو شمسية أن المنطقة كانت تضم سوقاً وستة محلات تجارية لبيع الملابس، لكن الاحتلال هدمها قبل نحو ثلاث سنوات بحجة أنها آيلة للسقوط.

وبيّن أن هذه المنطقة تُعرف باسم (H2) وتشمل شارع الشهداء، وتل الرميدة، ومحيط الحرم الإبراهيمي، وحارة جابر، وبيت السلايمة، ووادي الغروس، ووادي الحصين، وهي جميعها مناطق مغلقة. وأضاف أن هناك 22 حاجزاً عسكرياً يقيمها الاحتلال على مداخل هذه المناطق، تُستخدم لتفتيش المواطنين، ولا يُسمح بالدخول إليها إلا لسكانها فقط.

وأشار أبو شمسية إلى أن ما بعد السابع من أكتوبر 2023 شهد تسارعاً كبيراً في مشاريع البناء والاستيطان داخل الخليل، موضحاً أن سلطات الاحتلال استولت على أرض في منطقة جبل الرحمة وحولتها إلى بؤرة استيطانية جديدة.

كما تم الاستيلاء على منزل المواطن عبد الباسط في 27 رمضان 2024 وتحويله أيضاً إلى بؤرة استيطانية جديدة، إلى جانب بناء ثلاثة طوابق في منطقة الكراج القديم تُستخدم حالياً كمعسكر لجيش الاحتلال.

وختم أبو شمسية قائلاً إن ما يجري “يدل بوضوح على أن الاحتلال ماضٍ في السيطرة الكاملة على قلب مدينة الخليل وتحديداً على الحرم الإبراهيمي الشريف، بدليل سحب الصلاحيات عليه من الأوقاف الإسلامية، في خطوة تهدف إلى فرض واقع استيطاني جديد في المدينة القديمة”.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة


جميع حقوق النشر محفوظة - بالغراف © 2025

الرئيسيةقصةجريدةتلفزيوناذاعةحكي مدني