هيئة التحرير
أينما حل الفلسطيني كان الإبداع والإنجاز رفيقه، فالفلسطيني عَمِدَ دومًا على المنافسة في مختلف المسابقات العالمية بمختلف الفئات واستطاع تحقيق أبرز الإنجازات وحصد المراكز الأولى على الدوام.
“حراس الماء” مشروع حصد المركز الأولى عن الفئة الصغرى في مهرجان العلوم والروبوت في المسابقة الآفروآسيوي التي أقيمت في ماليزيا، ليسطر أطفال فلسطين اسمهم بين العقول النيرة المبدعة.
الطفلان أحمد عياش وإيليا منصور، استطاعا ابتكار “روبوت” يستشعر أماكن تسرب المياه ويعمل على إصلاحها بشكل مؤقت ويقوم بإرسال رسالة للجهات المختصة للمباشرة بإصلاح الخلل بشكل دائم.
هذا المشروع الذي ابتكره أحمد وإيلياء تم تحت إشراف المعلمة والمدربة حليمة عياش التي أكدت أن المسابقة شارك بها 12 دولة من آسيا وأفريقيا بما يقارب 157 فريقًا متنافسًا على مختلف الفئات بمشاركة 500 طالب.
مشروع لتنمية مستدامة
عياش أوضحت أن الفريق الفلسطيني حصد المركز الأول في الفئة عن مشروعه”حراس المياه”، حيث كان موضوع هذا العام من المسابقة المياه، فاختار الفريق الفلسطيني مشروعًا يُعنى بالأمن المائي خاصة في موضوع تسرب المياه.
وأضافت أن هذه المشكلة منتشرة في صنابير المياه بالمدارس أو البيوت أو في الطرقات أو بشبكات المياه المهترئة ما يؤدي لفقدان كميات وفيرة من المياه، فآثر الفريق حل هذه المشكلة عن طريق تصميم “”روبوت” وتركيب مجسات عليه تستشعر أماكن تسرب المياه، حيث يتوجه الروبوت بشكل تلقائي لمكان التسرب ويقوم بإصلاح الخلل مؤقتًا ثم يقوم بإرسال رسالة للجهات المعنية للمباشرة بإصلاح الخلل بشكل دائم.
وأكدت عياش أن “الروبوت” مشبوك على البلوتوث و الذكاء الاصطناعي ما يسمح لأي شخص في المدرسة أو البيت أو أماكن العمل أو أينما تم وضع هذا الروبوت بأن تصله رسالة مباشرة على تلفونه حول الخلل لإصلاحه.
ونوهت إلى أن تكلفته بسيطة والمجسات المستخدمة أسعارها زهيدة ما يُتيح توزيعه في كافة المناطق فهو ذو تكلفة بسيطة بمكوناته وأدواته التي تراعي ظروف الشعب الصعبة. مضيفة أن الروبوت المستخدم تم إعادة تدويره كما أنه يعمل على الطاقة الشمسية حتى لا تكون البطاريات مكلفة ولا تكون مضرة بالبيئة وهو يكون بذلك ذو مدة أطول ومستدام ويُشحن بشكل تلقائي وهو كان بمثابة إضافة نوعية لفريقهم.
تكمن أهمية هذا الجهاز في التقليل من هدر المياه نظرًا لوجود شح في المياه من الأساس في فلسطين، إضافة إلى المحافظة على الاستدامة فالأمن المائي هو من أحد أهم أهداف التنمية المستدامة وفق ما تقوله عياش.
نوادي خاصة بالأطفال
عياش أردفت بأن هذه هي السنة الأولى التي تطلق بها وزارة التربية والتعليم نوادي خاصة بالفئة الصغرى حيث هناك 28 نادي من محافظات الوطن، وبصفتها مدربة لمنطقة الوسط أكدت وجود العديد من المشاريع الإبداعية وكان لدى الطلبة الشغف والخيال العلمي والطموح والقدرة على إعطاء الأفكار بطريقة أبعد مما توقعوا لهم، مؤكدة أنها شعرت بمدى الإمكانيات المتوفرة في عقول الطلبة وإمكانية نهوضهم عند إتاحة الفرصة لهم وتوفير الإمكانيات لهم.
وحول الفرق أشارت إلى أنه خلال التدريبات وعند تكوينهم للفرق حرصوا أن لا يكون الفرد مُبدعًا في كافة الاتجاهات وتم اختيار الفريق بعناية بحيث يضم فردًا لديه مهارة الإلقاء وقدرات لغوية وقدرة على جذب الجمهور والفرد الآخر يكون لديه قدرة برمجية عالية، فكان أحمد يمتلك القدرة البرمجية التكنولوجية العالية والتي تفوق عمره، وإيلياء تمتلك الحس والتذوق الفني وقدرة لغوية تعبيرية رائعة فتم دمجهم سوية مشكلين فريقًا رائعة.
سعادة كبيرة بالفوز
الطفل أحمد وصف شعوره عقب الفوز بعدم التصديق والفخر والسعادة الكبيرة. مبينًا أن المشروع فكرة جديدة، وسيقدم الفائدة للمجتمع.
أحمد بين أن العمل على المشروع ساعده على تعلم روح الفريق وساهم في تعرفه على أناس وبرمجيات كبيرة، معبرًا عن شغفه الكبير بالبرمجة، لأنها تساعد في الحياة اليومية، مؤكدًا توقعه الفوز بالمركز الأول بالمسابقة مشجعًا زملائه على المشاركة في المسابقات.
بدورها تقول الطالبة إيلياء أن المشاركة جميلة واستطاعت التعرف على ثقافات جديدة من دول مختلفة.
وحول مشروع الروبوت الخاص بهم بينت أنهم لاحظوا تسرب المياه من صنابير المياه في المدارس والبيوت ما يؤدي إلى نقص كميات كبيرة من المياه وما يرافقها من خسائر مالية. فأرادوا المساهمة في حل هذه المشكلة.
وعبرت إيلياء عن سعادتها بالفوز بإسم فلسطين. مشجعة زملائها للمشاركة في هذه المسابقة. موجهة شكرها لمدربتهم حليمة ولعائلتها على دعمهم.
ضرورة المشاركة بهذه المسابقات للأطفال
من جانبها تقول والدتها سعاد شلش أن هذه مشاركتها الأولى في مثل هذه المسابقات. مؤكدة أنها تُداوم على تشجيع طفلتها للمشاركة بمثل هذه المسابقات.
وأفادت بأن الطلبة يتعلمون من تجارب الحياة وهي أهم من الدراسة. موضحة أن المسابقة كانت تجربة مهمة لها سواء محليًا أو دوليًا. وهي تضيف لها الكثير في الحياة والواقع.
بدورها وجهت المعلمة حليمة عياش رسالتها للأهالي بضرورة دعم أبنائهم وإتاحة الفرص لهم بأدنى الإمكانيات حيث يمكنهم تسجيلهم في النوادي التي تتيحها وزارة التربية والتعليم، مشجعة الأهالي على ضرورة عدم الاستهانة بأي عمل صغير يقوم به أطفالهم فهذه الفرص تنمي مهاراتهم وروح الخيال والابتكار والإبداع لديهم ويجب عدم حصرهم في الكتب المدرسية.




