loading

تحليل إسرائيلي: عنف المستوطنين وصورة إسرائيل !!

محمد أبو علان/ خاص بالغراف

على الرغم من وقف الحرب على قطاع غزة وفق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وتوقيع اتفاقية شرم الشيخ بين حماس ودولة الاحتلال الإسرائيلي، لازالت صورة دولة الاحتلال سلبية على المستوى السياسي ومستوى الرأي العام الدولي، وإن التغيير في الموقف يحتاج لخطوات كبيرة وأكثر جدية من وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

في إطار قراءة للحالية السياسية لدولة الاحتلال الإسرائيلي بعد وقف الحرب على غزة رسمياً، كتب ايتمار أيخنر من قدماء المراسلين السياسيين في يديعوت أحرنوت عن الحالة السياسية الإسرائيلية تحت عنوان:” الضغط السياسي ضعف، ولكن إسرائيل لازالت في العناوين، الصور التي حلت محل الصور من قطاع غزة”.

وتابع أيخنر في يديعوت أحرنوت: على الرغم من الأمل، صورة إسرائيل العالمية لم تتغير، عنف المستوطنين الإسرائيليين بات الأبرز في وسائل الإعلام العالمية، وانتقادات حادة توجه الآن للحكومة الإسرائيلية، وأعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي يرون أن “مائير كهانا على حق”، التغيير في صورة إسرائيل لن يأتي إلا في أعقاب تغيرات جدية وكبيرة، والتحدي المركزي يبقي الرأي العام العالمي.

من كان لديه أمل بعد وقف الحرب على قطاع غزة أن يتراجع مستوى “العداء” لإسرائيل، أو يكون تراجع في حملات المقاطعة ضدها سيشعر بالإحباط، في إسرائيل انتقلت للمرحلة التالية، الإسرائيليون والرئيس الأمريكي دونالد ترمب مُركزين جهودهم في عودة الأسرى الموتى، وفي المراحل التالية من خطة دونالد ترمب، ولكن في العالم سواء في الحكومات أو في الرأي العام ما جرى في قطاع غزة لن ينسى سريعاً.

الادعاء بإبادة شعب، والهدم الواسع في القطاع، والاتهامات بتنفيذ جرائم حرب نفذت على يد الجنود الإسرائيليين، كل هذه القضايا ستلاحق إسرائيل فترة زمنية طويلة، إلى جانب ذلك، جزء كبير من العداء الدولي موجه نحو حكومة بنيامين نتنياهو، ويتضامنون مع الأحداث الصعبة في قطاع غزة، ولازالت هذه الحكومة في السلطة.

وتابع المراسل السياسي في يديعوت أحرنوت: على الرغم من ذلك، هناك بعض الجوانب يظهر فيها تراجع بنسبة العداء لإسرائيل خاصة في الجانب المؤسسي والدولي، على سبيل المثال المطالبات بطرد إسرائيل من مسابقة الأغنية الأوروبية، ومن أكبر برنامج بحث وتطوير في العالم للتعاون العلمي والصناعي، بعد وقف الحرب على غزة أبلغت إسرائيل أن التهديد لم يعد قائماً، هذا دليل صريح على أن العداء السياسي تراجع، ولكن في جوانب محددة فقط.

التحدي الأكبر لازال أمام الإسرائيليين:

في موضوع الرأي العام العالمي صورة إسرائيل لم تتغير، على الرغم من أن التغطية الإعلامية الدولية تراجعت منذ وقف المعارك في قطاع غزة، ولكن حتى الآن قطاع غزة لم يفتح  أمام الصحافة العالمية، والتوقع مع السماح للصحفيين الدوليين الدخول ستكون موجة جديدة ضد إسرائيل، وربما طوفان من التغطية الإعلامية السلبية، كون الصحفيين سينقلون ما يرون في الميدان، وسيسمعون الغزيين.

إسرائيل لازالت بعيدة عن موجة انتقادات دولية كونه يمنع على الصحفيين الدوليين الدخول بحرية لقطاع غزة، وحقيقة أن هناك حجم أقل من التغطية الإعلامية الآن لا تشير إلى ما سيحدث في المستقبل؛ فقد يكون ذلك مجرد فترة هدوء مؤقتة وقد يزداد الوضع سوءً عندما يدخل الصحفيين الدوليين لقطاع غزة.

الادعاءات الموجهة تجاه إسرائيل تشكل تعبير عن شعور بالاشمئزاز من تصريحات يدلي فيها وزراء في الحكومة وأعضاء كنيست، مثل التصريح الصادر عن عضو الكنيست الإسرائيلي نسيم فاتوري الذي قال فيه أن “الحاخام كهانا على حق”، وعدم قيام جهات إنفاذ القانون الإسرائيلية بما يكفي ضد ما يقوم به المستوطنين في الضفة الغربية، كل هذا يلاقي تعبير في وسائل الإعلام العالمية، وتؤثر على صورة إسرائيل في العالم.

 العالم لازال يبحث عن أمل:

استطلاعات الرأي العام في العالم لازالت تظهر صورة سلبية عن إسرائيل، ولا بوادر لتحسنها، التغيير يمكن أن يكون فقط بعد خطوات جدية أكبر من نهاية الحرب، مثل إجراء انتخابات جديدة في إسرائيل وتشكيل حكومة جديدة، اعتماد خطة سلام أو بدء مفاوضات سياسية، ولكن حتى الآن لا بوادر على الأرض، وإسرائيل لازالت بعيدة عن ذلك.

مع كل هذا، من المرجح أن التقدم في خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للمرحلة الثانية قد تؤدي لتراجع مستوى الضغط السياسي على أكتاف الدبلوماسية الإسرائيلية، وعلى المدى القصير على الأقل، العالم يجد الأمل في خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب،  وتضافر جهود العديد من الدول في إطار الخطة يتيح للدول الغربية تقديم إجراءات تُسهم في تحسين الوضع الإنساني في غزة.

رغم التراجع في الضغوطات السياسية التحدي الأكبر بقي في مستوى الرأي العام العالمي، وإنه يحتاج لوقت طويل من أجل أن تهدأ النفوس، فعلى سبيل المثال، الأسبوع الماضي أوقف حفل أوركسترا إسرائيلي في باريس على يد نشطاء مؤيدين للفلسطينيين، وتم إلغاء حفل أوركسترا في بلجيكا، وفي برلين تسلق ناشطون مؤيدون للفلسطينيين بوابة براندنبورغ، ولوحوا بالأعلام الفلسطينية، وأشعلوا المشاعل، ورفعوا لافتة كتب عليها: “لن تتكرر الإبادة الجماعية مرة أخرى – الحرية لفلسطين”.  

وعن الحل لتحسين صورة إسرائيل عالمياً يرى المراسل السياسي ايتمار أيخنر أن مجموعة خطوات يجب أن تكون، قبل كل شيء في المجال الأمني، العالم يجب أن يتوقف عن سماع اسم إسرائيل برأس نشرات الأخبار، تطورات إيجابية على الساحة السياسية، مثل توسعة اتفاقيات أبرهام، وانضمام السعودية لدائرة السلام، هذه ستساهم في تحسين موقف وصورة إسرائيل، وسيشجع دول أخرى السير على إثرها.

كما أن حالة إسرائيل تتأثر بالوضع الجيو استراتيجي في مناطق أخرى من العالم، تطورات على الحرب الروسية الأوكرانية مثلاً قد تصرف النظر عما يجري في المنطقة منذ السابع من أكتوبر، ويخفف الضغط السياسي الممارس على إسرائيل.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة


جميع حقوق النشر محفوظة - بالغراف © 2025

الرئيسيةقصةجريدةتلفزيوناذاعةحكي مدني