هيئة التحرير
تستمر جامعة بيرزيت في وضع بصمتها في كافة المسابقات، فها هي الطالبة فرح اشتية تحصد المركز الأول عن فئة الأفلام وذلك ضمن مسابقة حرية الصحافة والإعلام وحق الحصول على المعلومات.
مكافأة عن التعب
“ما بقي من البث” كان هذا عنوان العمل الفني الصامت الذي قدمته الطالبة في عامها الثالث فرح اشتية، لتحصد به المركز الأول عن فئة الأفلام في هذه المسابقة. معبرة عن فخرها وامتنانها بهذا الفوز، والذي أتى بمثابة المكافأة وكثمرة لمجهودها الكبير في إعداده وفق وصفها في حديث ل”بالغراف”.
ابنة جامعة بيرزيت بينت أن الفيلم يتحدث عن قصة صحفية تواجه سؤالًا إما أن تبقى على ما يحدث من تكتم على أوضاع الصحفيين، أو أن تكون الشاهدة الأخيرة وتقوم بالبث والتصوير، فهو بمثابة القرار المصيري الذي يواجه الجسم الصحفي بشكل عام.
فرح أشارت إلى أنه وخلال عملها على الفيلم كان هناك سؤال يجول بخاطرها “هل الكلمة أصبحت جريمة ؟!” مضيفة أن الفيلم يظهر أن الصوت واجب لا يمكن إسكاته، وهو عمل فني صامت.
فكرة من الواقع المعاش
أتت فكرة الفيلم من الواقع الذي نعيشه خاصة في الحرب وما رافقه من تكتم على أوضاع الصحفيين وما يحصل لهم من انتهاكات واعتداءات بحقهم. وفق قولها.
وحول ردة فعل الجمهور أفادت بتأثر الحاضرين خاصة مع النهاية المفتوحة للفيلم والتي حملت في ذات الوقت رسالة واضحة بأنها اختارت إيصال الصوت عقب ارتداء الدرع الصحفي.
هذا الفوز وردة الفعل الإيجابية وتأثر المشاهدين جعل فرح ترغب في المواصلة بهذا الطريق وإنتاج الأفلام، إضافة إلى موهبتها في المسرح، فهذا ليس العمل الفني الأول لها ولكنها المشاركة الأولى في مثل هذه المسابقات.
لم يكن فوز فيلمها بمثابة المفاجأة فهي كانت قد توقعت فوز عملها الفني، فهي قامت بدمج السينما مع المسرح الذي يعد هواية لها، وبين الإعلام ما أنتج عملًا عظيمًا، نافس مع باقي الفئات.
أربعة أيام استغرق العمل على الفيلم ما بين الفكرة والتصوير والمونتاج، موجهة شكرها للمشرفة نبال ثوابتة على المتابعة والدعم.
وطالبت فرح الطلبة بضرورة المشاركة في المسابقات والدمج بين الدراسة والفعاليات التي يحبونها فهناك الكثير من المواهب لدى الطلبة، والتي ظهرت جليًا بين الطلبة من مختلف الجامعات في هذه المسابقة سواء بأعمال فردية أو جماعية أظهرت روح الفريق.
استنهاض لهمم طلبة الإعلام
من جانبها تقول محاضرة الإعلام والمشرفة على اتتاجات الطلبة في هذه المسابقة نبال ثوابتة، أن المسابقة كانت بتنظيم من جامعة النجاح بمشاركة خمسة جامعات. مبينة أن هدفها يكمن في استنهاض همم طلبة الإعلام في الجامعات الفلسطينية وذلك بمسابقة جمعت بين مجالين ” حرية الصحافة، وحق الحصول على المعلومات”.
وأكدت أنهم بدائرة الإعلام كان لديهم اهتمامًا وذلك من قبل مجموعة من الطالبات بإنتاج مواد للمنافسة على الجوائز فتم تقديم ستة مواد منها “فيلمين، وأربعة تحقيقات استقصائية”.
وتابعت بأن الطالبة فرح استطاعت الفوز عن فيلمها “ما بقي من البث” والذي يتحدث عن الرقابة الذاتية ومدى الثقل التفسي والمعنوي الذي يعاني منه الصحفي الفلسطيني، وتحديدًا الصحفيات وذلك بحكم تراكم الانتهاكات والتهديدات والبيئة غير الآمنة للعمل الصحفي.
تجربة موفقة
وأردفت بأن المنافسة كانت شديدة حيث مجمل الأعمال التي تم مشاهدتها بشكل جماعي كانت نوعية وقريبة جدًا من الفوز. مشددة على أن التنافس بين الطلبة يوجد به جانب تحفيزي وتشجيعي لا سيما وأن طلبة الإعلام لديهم بيئة خصبة للإنتاج والمنافسة. وهي أيضًا تفتح شهيتهم نحو العمل المهني واكتشاف صعوبات الميدان ودقة التنفيذ.
ثوابتة أوضحت بأن التجربة كانت بالفعل موفقة لاسيما بوجود منهجية خاصة من قسم الإعلام بجامعة النجاح، من خلال مشاركة الطلبة في برنامج تدريبي قصير لتعريفهم بأهم المؤسسات العالمية خاصة بموضوع الحريات، إضافة لأهم الانتهاكات والبرامج التي فازت، وأيضًا أساسيات العمل سواء من جانب أخلاقي أو قانوني.
وأشارت إلى أن الطلبة لم يُتركوا لوحدهم للعمل بل كان هناك متابعة ودعم من مدرسي ومدرسات الإعلام من أجل أن تكون المنافسة تعلم وممارسة في ذات الوقت.
إنتاجات من الواقع
ولفتت إلى أن انتاجات الطلبة واهتماماتهم ذهبت للتغطيات الميدانية ومدى صعوبة الحصول على المعلومة، وأيضًا حرية الصحافة والانتهاكات والرقابة، منوهة إلى أنه من المهم بقاء هذا النمط من العمل مع الجامعات الفلسطينية حيث يعمل الطالبة من مختلف الجامعات بخط مواز، و يصبح لديهم فرصة لرؤية إنتاجات بعضهم والمناقشة فيما بينهم. فهذه التجربة كانت نوعية وظهر ذلك من خلال السعادة في نفوس الطالبات وحصولهم على الحافزية للمشاركة في السنوات القادمة.
وتمنت ثوابتة من طلبة الإعلام أن يكونوا دومًا على قدر من المسؤولية، حيث مهنة الإعلام حيوية جدًا وبها كمية عالية من الخطورة. ولكن كل ما بات الطلبة لديهم وعي لما يدور حولهم في الساحة المحلية والعالمية يكون لديهم القدرة على إنتاج افضل.
يذكر أن المسابقة التي نُظِمَت بالشراكة بين دائرة الاتصال في كلية الأعمال والاتصال بجامعة النجاح الوطنية، والمركز الدولي للصحافة والإعلام في جامعة أوسلو متروبوليتان، وبمشاركة الطلبة من 5 جامعات وهي “بيرزيت، النجاح،والجامعة العربية الأمريكية، والخليل، القدس المفتوحة، وفلسطين التقنية – خضوري”




