loading

سيلفي الحرية: الواتساب انتصر على المحكمة

هيئة التحرير

في الرابعة من فجر يوم الأحد السابع عشر من نيسان، والذي يتزامن مع يوم الأسير الفلسطيني، ومن ساحة المحكمة الإسرائيلية في القدس التقط المحامي جاد قضماني سيلفي مع زملائه المحامين غطت فيه ابتسامة الانتصار على تعب يومٍ طويل بعد أن نجحو بالحصول على أمر افراج لعدد من معتقلي المسجد الأقصى في أحداث الجمعة الماضي.

ابتسامة انتقلت بشكل فوري إلى نحو خمسين مشاركاً في مجموعة طوارئ على تطبيق الواتس أب، أسست فور بداية الأحداث، لتضم محامين وصحفيين وناشطين ومدافعين عن الأسرى، كانت باكورة تنسيق العمل من أجل إطلاق سراحهم وعودتهم إلى منازلهم.

محامون في المحكمة وفي الطريق إليها، وصحفيون ينقسمون بين تغطية الأخبار وبين التنسيق مع أهالي المدينة لترتيب الكفالات وخروج أبنائهم، وناشطون يتولون تكفيل المعتقلين، وآخرون يتولون نقلهم من السجون إلى القدس ومنها إلى منازلهم في عموم فلسطين.

وضمن المجموعة المحامين خلدون نجم ، مدحت ديبة، خالد زبارقة ، حمزة قطينة ، جاد القضماني، احمد مصالحة، فراس جبريني، طارق العسولي، محمد محمود، احمد مصالحة، ناصر عودة، جواد بركات، علاء الرشق، حسام عابد، رزان الجعبة، معتز العجلوني، خليل زاهر، محمد السيوري، مهران امارة، ونبيل زحيمان وجميل سعاده وغيرهم كثر، إلى جانب عدد من الصحفيين والناشطين.

رئيس لجنة أهالي المعتقلين المقدسيين أمجد أبو عصب أكد “أن وجود هذه المجموعة ساهمت في تسريع العمل في الافراج عن المعتقلين، حيث ساهمت بتجميع المحاميين، وتركيز أسماء المعتقلين والتواصل مع أهاليهم، مما ساهم في حصول نتائج أسرع”.

جعلت هذه المجموعة “العمل يسير في شكل منضبط ومهني، وساهم في تقديم خدمة أفضل وأسرع، وعزز رفض المحاميين لإعطاء خدمات استشارات جماعية، ما تسبب بإرباك الشرطة، وفوت الفرصة عليها بالاستفراد بالمعتقلين ومحاميهم”.

كما ساهمت المجموعة في الخطوات ما بعد الافراج من حيث الاستقبال وتوصيل الأسرى، “العمل الجماعي دائما يكون أفضل من العمل الفردي، تحديدا أنه ملف واح”د.

المحامي خلدون نجم أكد أنه فور اقتحام المسجد الأقصى المبارك وحدوث الكم الكبير من الاعتقالات، تواصلت مع الصحفيين المقدسيين وبدأنا بتشكيل المجموعة من أجل حصر المعلومات، حيث جمعت المحاميين والمتطوعين، وبدأت المجموعة بالعمل كخلية نحل.

وأشار إلى أن دور الصحفيين والنشاطين كان إيجابي جدا في جمع المعلومات والتواصل مع الأهالي، ودور المحاميين كان التواجد مع المعتقلين، الفكرة تطورت ودخلت جهات مقدسية فعالة، ودعمت النشاط على الأرض بشكل لوجستي.

وأضاف نجم أن الجهود نجحت في إطلاق سراح عدد كبير من المعتقلين، وتم إطلاق سراح القاصرين والأطفال، ومن ثم تكفيل وإطلاق عشرات المعتقلين، بفضل تواجد الأهالي باب محطات الشرطة، والوصول إلى الى الافراج عن البقية خلال اليومين الماضيين.

كان للصحفيين والناشطين دور كبير في طمأنة الأهالي، والتواصل معهم، وجمع المعلومات التي ساهمت بتكفيل المعتقلين وإطلاق سراحهم، ومن ثم استقبالهم وتأمين وصول الذين من خارج القدس سواء في الضفة أو الشمال إلى بيوتهم.

وأكد المحامي مدحت ديبه أن حجم الاعتقالات كان كبير جداً من المعتكفين، ومن ثم تجميعهم في ساحة مركز عسكري شرق العيسوية، ونظرا للحدث الكبير تم تشكيل المجموعة على الواتساب، والتي ضمت محامون كثر إلى جانب صحفيين وناشطين”.

وتولت المجموعة التنسيق وتقسم الجهد بين من يتابع مع الأهالي، ومن يتابع مع المعتقلين الذين تم نقلهم إلى مراكز التحقيق ومن ثم إلى السجون، واتفقنا أن يتم وضع محامي لكل معتقل، وعدم تقديم استشارات جماعية، ومثّل الزملاء المعتقلين ونجحوا بالإفراج عن نحو ٣٠٠ معتقل مساء الجمعة.

وأضاف ديبه يوم السبت قدمنا طلبات للمحكمة ونجحنا بالإفراج عن نحو مئة معتقل، والاخرين افرج عنهم يومي الأحد والاثنين، هذا ثمرة الجهد والتنسيق والتعاون بين جميع المحاميين المتطوعين، القدس تذوب فيها المسميات والأحزاب نعمل ببوصلة واحدة هي القدس والأقصى.

وقال الصحفي المقدسي باسم زيداني: “بعد الاقتحام الضخم الذي حدث للمسجد الأقصى المبارك فجر يوم الجمعة وكمية الاعتقالات غير المألوفة التي جاوزت ال ٤٧٠ معتقلا، تم التواصل من قبل ناشطين وصحفيين من أجل الحصول على معلومات حول المعتقلين، وتم الاتفاق على تشكيل مجموعة غرفة عمليات على تطبيق واتساب لتركيز العمل والتعاون بين الصحفيين والمحامين والناشطين”.

وأضاف :”بالفعل تم تشكيل المجموعة التي ضمت أكثر من عشرين محامياً من مختلف المناطق والتوجهات، ومن ثم بدأ التواصل مع أكثر من جهة من أجل تأمين الباصات، ومن أجل طمأنة الأهالي، واحضار المعلومات القانونية، إلى جانب نشر المعلومات والتأكد منها”.

وأشار زيداني إلى أن القدس اليوم فيها أكبر فريق إدارة أزمات، حيث تم التواصل مع أكثر من ٥٠٠ عائلة معتقل في مختلف مناطق فلسطين، ومن ثم تكفيلهم عن طريق شباب وصحفيين ومتطوعين، رغم شح الإمكانيات والظروف الصعبة، ومن ثم توصيل المعتقلين المفرج عنهم.

من ناحيتها قالت الصحفية المقدسية أسيل عيد: “الفكرة عظيمة ومثمرة ومطلوب تطبيقها بكل حالة مماثلة، صدقاً فخورة من كل قلبي بمبادرة مماثلة، بتابع الواتساب وبشوف تسابق الصحفيين والنشطاء للمساعدة، وسهر المحامين رغم تأخر الوقت وصيام رمضان، وببالي جملة وحدة فقط: “الحمد لله على نعمة القدس، والحمد لله اني بنت هذي المدينة يلي أهلها مفخرة.”

وأضافت: “فخورة جداً بجهود الصحفيين والنشطاء المبادرين بشكل طوعي، وأعدادهم المتزايدة للمساعدة بالتشبيك مع الأهالي لتخفيف الضغط عن المحامين، وتوثيق الاسماء الي تم اعتقالها والفيديوهات الي بتثبت الانتهاكات، وابلاغ الاهالي بمصير ابنائها لامتصاص الخوف، فخورة بالمتطوعين الي انضموا وتركوا حياتهم ليوقفوا عباب مراكز التوقيف، ويوفروا سحور وقهوة وغيره، وكمان يوفروا للمصلين المفرج عنهم أحذية بالمقاسات المطلوبة، ومواصلات لكل شخص ساكن بالضفة او بالشمال،  فخورة بشكل أكبر بالمحامين الي سهروا للفجر وتوحدوا ووزعوا حالهم بشكل منظم للإفراج عن المصلين، الي بصير جهود جبارة تُحترم.

وأشارت إلى أن “كل تفصيله صارت، كل جهد اتسخر لخدمة المصلين المعتقلين، والمحامين، والأهالي بيعكس تعاضد ووحدة بتشرف، هذا الانتماء النقي وروح التطوع والعطاء والشغل الخالص ورفع الاقصى بمكانة الاولوية الي بتطغى على كل شيء هو معنى حب القدس، القدس هي البوصلة الي بتتفوق على كل اشي، كانت هيك كل العمر، وهيك ان شاء الله رح تضل”.

من ناحيته قال الناشط فادي مطور: “حققت المجوعة تواصل فعال جداً ما بين المحاميين والنشطاء والصحفيين من جهة وأهالي المعتقلين من جهة أخرى، وساهمت المجموعة في توفير الكفالات، وأيضاً اعلام الأهل فور الافراج، وأيضا توصيل المعتقلين إلى منازلهم”.

وأضاف: “فخور اني كنت جزء من هذه المنظومة التي تواصلت الجهود المشتركة فيها حتى الافراج عن أغلب معتقلي المسجد الأقصى المبارك، وهي مستمرة في متابعة الأمور والأحداث التي تحصل في هذه الفترة في المدينة والأقصى”.

المقدسي فادي دويات أكد أن “هذه المجموعة والجهود التي بذلتها ليست غريبة اطلاقا عن شباب القدس، حيث بدأت المبادرة من صحفيين مقدسيين، تواصلوا مع المحاميين والناشطين ومع الشباب الذي تولوا عمليات توصيل المعتقلين ونقلهم”.

وأضاف” هذا واجبنا كشباب القدس، لم نقم إلى بدورنا تجاه أبنائنا وأبناء وطننا، والفضل الأول والأخير يعود للمحامين الذين بذلوا جهودا كبيرة للإفراج عن المعتقلين”.

محامون متطوعون، صحفيون وناشطون، وضعوا القدس على رأس أولياتهم، قسموا العمل بينهم، صوتٌ يطمئن الأهالي، وآخر يستبسل بالدفاع عن ابنائهم، وآخر يناديهم للعودة إلى منازلهم، مجموعة على تطبيق حديث، وفرت الكثير من الجهد والحديث، فكانت القدس كعادتها في كل مره، على الموعد.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة