كتبت حلوة عاروري
“هذه المنصة صوتكم وصوت من لا صوت له، نحترم الرأي والرأي الاخر، ولكن بنظام وادارة وترتيب لا أن تترك الأمور كما يترك الحبل على الغارب، قلناها ونقولها انتم من صنعتم هذا المجد وانتم من بدأتم هذا الركب العظيم فلا تسقطوه من ايديكم ولا تضيعوه” بهذه الكلمات يشحذ نحو عشرة آلاف معلمة ومعلم هممهم للمضي بالإضراب على مجموعة حراك المعلمين الموحد ٢٠٢٢ على تطبيق التليجيرام.
يتبادل المعلمون والمعلمات عبر هذه المجموعة آخر مستجدات حراكهم وإضرابهم، يتجادلون ويتناقشون، ويتبادلون الأفكار للمضي قدما لتحقيق مطالبهم، ويدرسون سبل الرد على بيانات اتحاد المعلمين تارةً، وعلى بيانات الحكومة تارةً أخرى، يختلفون في مرة، ويجمعون على التحرك في مراتٍ أخرى، لتخرج فعالياتهم إلى أرض الواقع.
وعبر ذات المنصة على تطبيق التليجيرام أعلن الحراكيون اليوم الأحد استمرار فعالياتهم الاحتجاجية من يوم غد الاثنين، إضراب من الطابور الصباحي ولطيلة أيام الأسبوع، مؤكدين على أن نضالهم سيستمر حتى تحقيق كافة مطالبهم ومشيرين إلى أن أي مبادرة للحل يجب أن تشمل رفع علاوة طبيعة العمل الى ١٠٠٪ وصرف غلاء المعيشة المتوقف من ٢٠١٣ ورفع علاوة الزوجة والأبناء كحد أدنى من أجل استئناف العملية التعليمية، ملوحين أنه إذا لم تستجب الحكومة فإنها تتحمل كامل المسؤولية عن تبعات ذلك.
وعاد الحراك للتأكيد على رفض أي إجراء يمس بأي معلم/ة على خلفية ممارستهم حقهم الدستوري بالإضراب لتحقيق مطالبهم المشروعة والعادلة وأن المساس بأي معلم/ة يعني المساس بكافة معلمي الوطنـ وأن أي حديث عن تعويض او تمديد للدوام المدرسي هو مرفوض رفضا تاما ما لم يحصل المعلمين على كامل مطالبهم.
الاتحاد يمثل الحكومة
الأستاذ بلال صبيح من مدرسة عنزة في قباطية يقول في حديث إلى ” بلغراف” إن الإضراب الحالي جاء دون تنسيقيات متبعة وجاء كردة فعل بعد تعرضهم للخذلان من اتحاد المعلمين في الإضراب الأخير الذي كان قبل أسبوعين، مضيفًا أنهم كانوا يعلقون الكثير من الآمال على هذا الإضراب، رغم ماضي الإتحاد الأليم معهم، و”لكن همنا الأوحد كان العيش بكرامة وعدالة اجتماعية، فجاء هذا الإضراب العفوي بعد الخذلان”.
وأشار إلى أن سبب الأزمات للمعلمين هو عدم وجود جسم حقيقي يمثلهم ويهتم لأمرهم ومشاكلهم ويسعى لحلها، فالجسم الحالي هو جسم يمثل الحكومة أمامنا وليس ممثلًا لنا أمامها كما يقول، فهو جاء كتغيير عن الإتحاد السابق ولكن لم يتغير شيء، ولم يستطع تمثيلهم نقابيًا بطريقة صحيحة ولذلك أضحى هناك أزمة ثقة بين الاتحاد والمعلمين، فهم يطلبون الفرص فقط، ولكن إن عاد الإتحاد ورفع لواء المعلمين فبالتأكيد سيجد المعلمين وراءه، ولكن هم فقط يحاولون ركوب الموجة.
وأكد صبيح أنهم يطالبون بنقابة منتخبة بشكل حر ونزيه، تدافع عن حقوقهم وتحميهم، لأن المشكلة ليست مع الإتحاد وتمثيله السياسي إنما تمثيله النقابي الذي لم يستطيع القيام به بطريقة صحيحة.
“شعرنا بأنه تم خداعنا عقب الإضراب الأخير وطريقة فكه، وأنهم قاموا فقط بالإلتفاف على أي حراك كان سيقوم به المعلون خاصة وأنه كان هناك عدد من المعلمين يستعدون للقيام بالإضراب”.
وأضاف أنهم يطالبون برفع طبيعة العمل ل 100% وليس مثلاً 150%، فنحن نقدر أن شريحة المعلمين شريحة ضخمة، وحتى لا تؤثر على ميزانية السلطة فنحن نقدر أزمتها الاقتصادية، ولكن نحن بحاجة لشيء لنعيش به بكرامة، وهذا ليس بشيء كثير فرواتب المعلمين صغيرة.
كما ونطالب بصرف غلاء معيشة الذي وعدنا به منذ عام 2013، فهي رفعت 5% ومرة أخرى 5% فقط منذ ذلك التاريخ ولكن في هذا العام فقط تغيرت الأسعار بشكل كبير، ونحن نريد أن نعيش بكرامة، فالحكومة يجب أن تتكفل برواتبنا.
إضافة إلى مطالبتنا بتغيير نظام العقود التي تشكل ظلمًا للمعلمين فهي تكون عقد تجربي لمدة ثلاث سنوات ثم بعدها يتم التثبيت، ونطالب بتقليل فترة التجربة التي هي من حق الحكومة بالتأكيد ولكن يجب تقليلها لسنة على الأقل، علما أن هذه السنوات لا تحسب من قانون نهاية الخدمة ولذلك يجب إضافة هذه السنوات لنهاية الخدمة، لأن نظام التقاعد ظالم وبحاجة لإعادة تقييم، ولذلك يجب أن تخفض لسنة مع احتسابها من نهاية الخدمة، فقانون الخدمة المدنية ظالم، والذي هو أساس تصنيف العلاوات وغيرها من الأمور، ولذلك بحاجة لتغيير والإتحاد لم يفعل شيء في هذا الأمر كما باقي النقابات، كما ونطالب بضرورة الاهتمام بأذنة المدارس فهم في وضع صعب جدًا.
وأكد صبيح أن مطالبهم هذه ليست بحاجة لمجلس وهيئة فهي مطالب واضحة وشرعية ومطلبية وليست سياسية فنحن نريد العيش بكرامة فقط، ونطلب من الحكومة أن ينظروا للمعلمين والتعليم كأهم شيء في الحكومة.
وأشار إلى خصم يوم عمل منهم قائلا: “ماذا يعني فهم يخصمون من رواتبنا منذ شهور، ولذلك أعول على هذا الإضراب بتحقيق كافة المطالب المطلوبة، ولذلك لا مشكلة لدي حتى بخصم باقي المستحقات المترتبة عليهم”.
هذه التحركات يأخذونها عن طريق استفتاء بعضهم وبالإجماع عن طريق وسائل التواصل وتحديدا تطبيق التليجرام، فلا أحد يقودهم إنما يقودون بعضهم البعض، مضيفًا أن الإجراءات القادمة تعتمد على رد الحكومة والوزارة حول المطالب.
ووجه رسالته إلى الحكومة “بأنهم أبناء هذا الوطن ويعانون كما غيرهم، وأنهم كأبناء لهذه الحكومة يريدون التعرض للتهديد ولا للخصم ولا لشيء أخر فهم يحتاجون للتعامل بالطريقة الجيدة، فالمطالب ليست كبيرة، فقط أن لا يتم المساس بالرواتب فهي قليلة”، مشيرًا إلى أنهم يقدرون أزمة الحكومة ولكن يجب الابتعاد عن رواتب المعلمين، اضافة الى ضرورة اعادة النظر في طريقة التعامل معنا، كما ووجه رسالته الى أولياء الأمور بأن” نحن منكم وأنتم منا ولكن كما ترون الوضع فوق المحتمل فكونوا معنا وسانودنا حتى نتخطى هذه الأزمة ونحن على استعداد للدوام يومي الجمعة والسبت لتعويض أبناءكم”.
الاتحاد الممثل الشرعي
وكان اتحاد المعلمين أعلن في بيان الخميس التوصل إلى اتفاقية مع الحكومة يضمن فيها رفع زيادة طبيعة العمل بنسبة 15% تصرف على مدار عامين بدءًا من العام القادم، اضافة الى تحويل العلاوة الاشرافية على طبيعة العمل بنسبة 15% بحسب قرار مجلس الوزراء، وهو ما يرفع علاوة طبيعة العمل إلى 80%.
ودعا الإتحاد المعلمين إلى العودة والالتزام بالدوام، مؤكدين مراقبة تنفيذ الحكومة لبنود هذا الاتفاق، واستمرارهم في المطالبة النقابية لضمان حياة كريمة للمعلمين
من جهتها تقول رويدة البرغوثي أمين سر اتحاد المعلمين إن الإتحاد هو السد والسند للمعلمين وهو خير من يحميه ويدافع عن حقوقه، لأن كل المطالب والحقوق لا تأتي إلا إذا كان هناك نقابة أو اتحاد يطالب بها بشكل رسمي، والإتحاد هو الممثل الشرعي للمعلمين، لأن العمل المنظم هو الذي يأتي بالنتائج وليست الفوضى والعمل غير المنظم.
وأكدت أنهم وفي ظل غلاء المعيشة وعدم الإلتزام بدفع الرواتب ولعلمهم بمدى حجم الضغط والعبئ المهني والمادي الذي يمر به المعلم، ولأنه أكثر فئة تستحق التقدير وتلبية احتياجاتها، خرج الإتحاد بفعاليات وإضراب لمدة أسبوعين، واستمرنا بالفعاليات حتى تم التوصل مع الحكومة إلى اتفاق على عدة بنود وهي منها :-
“دفع كافة المستحقات المالية العالقة للمعلمين من عام 2018 ” تصحيح، ومراقبة، ومخيمات وغيرها من المبالغ المترتبة على الحكومة”، الاتفاق على إنهاء ملف عالق للمعلمين الذين لم يتم تثبيتهم منذ عام 2019 وانهاءه، وإنجاز علاوة لمعلمي القدس،إضافة إلى متابعة ملفات غزة وإنجاز جزء كبير منها، وتحويل العلاوة الإشرافية إلى طبيعة عمل بنسبة 15% تتم تلقائيًا إضافتها للتقاعد، أما بالنسبة لغلاء المعيشة فأكدت أن الإتحاد دعى كافة النقابات الاخرى لعقد اجتماع ليصبح هنالك مطالبة جماعية بغلاء المعيشة المتوقف منذ 2013.
وأضافت البرغوثي أن الإتحاد طلب من المعلمين العودة الى الدوام لحين انتهاء المهلة ولكن ردة الفعل التي أبداها المعلمين كانت نتيجة عدم الثقة باللجنة التي تشكلها الحكومة لأنها تنتهج صفة المماطلة، ولكن الإتحاد هو جهة نقابية منظمة تعمل ضمن إطار منظم ويأخذ قرارات جماعية وليست منفردة.
وأشارت إلى أن الإتحاد لم يخذل أحدًا ولم يتهاون في أي قضية لأي معلم ويسعى دائمًا وبشكل دؤوب لأجله إضافة إلى الإنجازات التي حققها الاتحاد منذ عام 2018 من ملفات عالقة، والملفات العالقة التي يحمل المعلمين مسؤوليتها للإتحاد، هي تتحمل مسؤوليتها الحكومة التي يجب ان تتحرك لحلها.
وأكدت البرغوثي أن الاتحاد المنتخب من قبل المعلمين بشكل قانوني وبمشاركة 60% من المعلمين في انتخابه، لن يسمح بالمساس بأي حق من حقوق المعلم خاصة بعد خصم يوم عمل منهم، رغم أن هذا الإضراب ليس تحت مظلة الاتحاد، مطالبتهم بضرورة الالتفاف حول الاتحاد ومساندته كونه الممثل الشرعي والوحيد للمعلمين، وهو الذي يستطيع تحصيل حقوقهم من الحكومة، ضمن إطار منهجي ونقابي وخطة استراتيجية.
وأشارت إلى أن الإتحاد على تواصل مباشر مع المعلمين سواء على وسائل التواصل أو على أرض الواقع وأكدت أنها بنفسها تقوم بالزيارات الميدانية للمدارس وتقوم بالإستماع للمعلمين ومطالبهم والتحدث معهم حول أخر المستجدات التي توصل اليها الاتحاد، متمنية أن يحصل المعلم الفلسطيني على كافة حقوقه لأنه يستحق ذلك.