loading

عزاءٌ في كل بيت

هيئة التحرير

دخلت شيرين أبو عاقلة كل بيت فلسطيني، ظهرت صورتها على كل الشاشات، وصدح صوتها في كل الأمكنة، في المنازل والشوارع والمقاهي، تسمَّر الاف الفلسطينيين أمام التلفاز وشاهدوا تقاريرها من كل المدن، على مدار خمسة وعشرين عاماً مضت من عملها كمراسلة لقناة الجزيرة.

عزاءٌ في كل بيت، وتشييع في كل شارع، وحزن في كل زِقاق، هذا ما خلفته رصاصة قناص إسرائيلي صباح اليوم الأربعاء، بعد أن اخترقت رأس أبو عاقلة، لتُزف شهيدةً في شوارع مخيم جنين، مرورا بنابلس ورام الله وصولا إلى القدس حيث ستوارى الثرى.

“شيرين أبو عاقلة، لقناة الجزيرة، القدس المحتلة” كلمات حفظها الفلسطينيون عن ظهر قلب، دخلت بيوتهم، وعلقت في أذهانهم، ارتبطت بأحداث لن ينسوها، انتفاضة الأقصى، الاجتياح، حصار مخيم جنين، حصار المقاطعة، وما تلاها من هبات وانتفاضات كانت تغطيها، حتى صارت حدثاً للتغطية.

تشييع مهيب لشيرين أبو عاقلة في عدد من المدن الفلسطينية

يعرف مخيم جنين شيرين أبو عاقلة وتعرفه جيداً، فقد جابت أزقته برفقة عشرات المكلومين والمكلومات، تبحثُ بين الركام عن أحياء، وترفع الأنقاض عن شهداء آخرين، خلال اجتياح المخيم قبل عشرين عاماً، تعرفها سيدة المخيم، ويذكرها شيوخه، ويحفظ أطفاله الذين صاروا شباباً وجهها عن ظهر قلب.

وعلى غير العادة صارت شيرين في الجهة المقابلة، خمسة وعشرين عاماً تنقل الأخبار، فصارت هي خبراً يُنقَل، نشرت قتل إسرائيل وجيشها لآلاف الفلسطينيين في الخليل والقدس ورام الله وجنين، ورحلت بعدما صارَت بالنسبة لقناص إسرائيلي كأي فلسطيني، شخصاً يُقتّل فقتلها بدم بارد.

صدحت سماعات المساجد بالآذان، وقرعت أجراس الكنائس، في مدن دخلتها عشرات المرات لتغطية الأخبار، وخرجت منها محمولة على الأكُف لتتصدر نشرات الأخبار، نقلت بيانات الفصائل الفلسطينية المختلة، في أوقات الحرب وأوقات الهدوء، فأجمعت كل بيانات اليوم على نعيها.

مواطنة من مخيم جنين تستذكر شيرين أبو عاقلة

من مخيم جنين حيث حملت على أكف المقاومين، إلى نابلس، ومنها إلى رام الله حيث عملت لسنوات، يقف الفلسطينيون لتحيتها في كل قرية تمر بها، قرآن في سماعات المساجد، أبواب محال أغلقت، ووجوه شاهَت، وحناجر صدحت، من القدس إلى جنين إحنا صوتك يا شيرين.

جولتها الأخيرة قبل القدس كانت طريقاً سلكته عشرات المرات، بين ميداني المنارة والساعة، تارةً تركض هرباً من زخات الرصاص في الاجتياح، وأخرى تغطي مسيرات تنادي على الجهاد وعلى الكفاح، غطت تشييع عشرات الشهداء، وانتهت بها الطريق محمولة على الأكف وحناجر تصدح يا شهيد ارتاح ارتاح.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة