loading

أم أحمد وأم أيمن: هجرات ثلاث

هيئة التحرير:

هاجرت الحاجة أم أيمن أبو وردة (٨٦ عاما) ثلاث مرات، خرجت في الهجرة الأولى من قرية المويلح قضاء يافا، بعدما قامت العصابات الصهيونية بتفجير بيت وبيارة، فخافت العائلة على حياتها وقررت الهجرة هرباً إلى كفر قاسم، حيث نصبت خيمةً من غطاء سيارة وعاشت فيها خمسة أشهر.

وبعد خمسة أشهر هدمت العيلة خيمتها وهاجرت هجرتها الثانية إلى رافات، بعد مشي ثلاثة أيام، وبعد شهرين سجلت العائلة في وكالة الغوث حيث بدأ إنشاء المخميات عسكر ومن ثم بلاطة.

هدم الشتاء خيمة العائلة، فتبرع القرويون لهم بغرفة، عاشوا فيها مع حيواناتهم من البقر والدواب، لمدة عشر سنوات، ومن ثم انتقلت العائلة إلى مخيم بلاطة، فتزوجت وأنجبت أطفالا فيه، وتهجرت هجرتها الثالثة إلى قرية الكرامة، في حرب الأيام الستة ومن ثم عادت لاحقاً إلى بلاطة، ومن ثم توسعت العائلة واشترت أرضاً واستقرت عليها في منطقة الضاحية التحتا.

وأضافت:” كنا عايشين أحسن عيشة، كنا نزرع، عندنا حيوانات ودواب، عندنا منازل وبيارات، كانت الأرض مليئة بينابيع المي، كانت مويلح أرض خصبة، كانت جنة”.

كانت هجرات مأساوية، حرق اليهود أرضنا، وحاولنا الاستفادة من السبل المحروق :”شفنا الأمرين، أنا حاصية بلدنا بالواحد، أغلبهم ماتو، هاجرت مع أمي وأبوي وثلاثة من أخواتي وأخوي، ولم يبق إلى أنا وأخي من العائلة كلها، دار حماي لم يبق أحد ممن هاجروا”.

عدسة وحوار: حنين قواريق

بدي أموت في بلادي

“بتذكر كل شي في البلاد، بلدنا حلوة، كنا نوكل من أرضنا، كله من أرضنا لا نروح هون ولاهون، مبسوطين، بريطانيا طلعتنا من بلادنا وشتتنا عن بعضنا، تجوزت وأخواني مش هون، وإخوتي ماتوا في الشتات بسورية وما شفتهم، هاجرت ثلاث هجرات، ع سلفيت، وع حوارة، وع بلاطة”

” لو ظلينا ببلادنا نوكل ملحة وبصلة أهون من الحياة، بدي أرجع ع بلادي وأموت في بلادي” هكذا تقول أم أحمد خديش (٨٣ عاما) من بلدة إجزم قضاء حيفا، والتي تعيش في مخيم بلاطة.

وتتذكر أم أحمد الخروج من البلاد بالقول: البيادر ملانه قمح وملانه شعير، سرقوها اليهود وأخذوها لحيواناتهم في تل أبيب، طلعنا بدون ولا إشي، تركنا كل شي في البلاد، حياتنا هان مرار في مرار، ولادنا ظاعوا، إلي استشهد، وإلي معتقل في سجون الاحتلال”.

وأضافت: “هاجرنا من إجزم بعد قصفها بالطائرات، واستقرينا في سلفيت، بعدها هاجرنا مرة أخرى بعد قصف سلفيت بالطائرات، ومن سلفيت هاجرنا إلى حوارة ومنها إلى بلاطة”.

إخوتي تشتتوا، أخوي وخواتي في سلفيت، آخر في يوغسلافيا، وآخر في إربد، في البلاد كنا بجوار بعضنا، هنا كله خوف بخوف، وكل واحد في بلد، بتنامي مرعوبة وبتقومي مرعوبة، طخ واعتقالات، وإن شاء الله نقضي هالسنين على خير، عندنا أربع أسرى”.

عدسة وحوار: حنين قواريق
فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة