loading

ترقوميا: أسدٌ جريج وأرضٌ في مهب الريح

كتبت حلوة عاروري

بيدين أعزلتين وقلب شجاع وصدر عاري دافع الشاب حسام فطافطة رفقة شباب بلدة ترقوميا شمال الخليل عن أراضيهم المهددة بالمصادرة، قبل أن ينتهي به المطاف طريح الفراش في المشفى بعد أن هشم جنود الاحتلال رأسه.

حسام فطافطة “٢٣عاماً” واحدًا من الأهالي الذي دافعوا عن أراضيهم، قبل أن يحتجزه الجنود وينهالوا عليه بالضرب بأعقاب البنادق وأقدامهم، على كافة أنحاء جسده وخاصة رأسه، ما أدى إلى إصابته إصابة بليغة برأسه.

 وقال علي فطافطة والد حسام إنهم أثناء تواجدهم في أراضيهم من أجل استصلاح أراضيهم، اقتحمت قوات الاحتلال الأرض وطالبتهم باخلاءها وأعلنوها منطقة عسكرية مغلقة، فرفضنا المغادرة فقاموا بالاعتداء علينا بقنابل الغاز والرصاص المطاطي وقنابل الصوت، فتصدى لهم الأهالي وأصيب خلال هذه المواجهات ثمانية شبان من بينهم ولديه حسام ومحمد ولكن حسام حالته كانت الأصعب.

 وأضاف أن حسام تصدى لجنود الاحتلال بصدره العاري فما كان من الجنود سوى الاعتداء عليه، فانهال ثمانية جنود عليه بالضرب والاعتداء بأعقاب البنادق والبساطير، حتى أن كامل جسده عليه علامات نتيجة الضرب الذي تركز بشكل أكبر على رأسه، مشيرا إلى أنهم منعوا الشبان من إسعافه لأن هدفهم كان تصفيته وحاول الشبان تخليصه أكثر من مرة حتى استطاعوا تخليصه من بين أيادي الجنود وإسعافه ونقله إلى المستشفى.

 وأشار فطافطة إلى أن حسام ونتيجة الضرب الشديد الذي تعرض له شخصه الأطباء بتعرضه لثلاث ضربات بالرأس أخطرها على “الجانب الأيمن من الدماغ، وكسر بالجمجمة، ونزيف داخلي بالدماغ، وقطع بأحد الشرايين، وضغط الجمجمة على الدماغ”، مشيرًا إلى أنه خضع لعملية جراحية لمدة أربع ساعات واليوم كان هناك تحسن واضح وملموس على حالته وأصبحت مستقرة، مؤكدًا أن حسام شخصية محبوبة لدى العائلة والأصدقاء ومن يعرفه وهو صاحب قلب طيب وأبيض، ولكن عند الاعتداء على الأرض فالإنسان يستميت للدفاع عنها والوقوف في وجه الاحتلال.

تملك العائلة خمسين دونما من الستمائة دونم المهددة بالمصادرة من أراضي بلدة ترقوميا، يزرعونها منذ سنوات طويلة، وهذه المرة الأولى التي يتعرضون لمحاولة إخراجهم منها.

من جهتها تقول والدة حسام إن المستوطنين وقوات الاحتلال هاجموهم أول أمس أثناء تواجدهم في أرضهم التي يزرعونها منذ سنوات طويلة، مضيفة أنهم طالبوهم بالخروج من الأرض وبأن الأرض منطقة عسكرية مغلقة، ولكنهم رفضوا الخروج من الأرض.

وأضافت أن جنود الاحتلال وبعد رفضهم الخروج من الأرض صعدوا أعلى الجبل وقاموا بإلقاء قنابل الغاز عليهم وقنابل حارقة لحرق الأراضي، التي قاموا بإعمارها منذ عشرات السنين، ولديهم أوراق تثبت ملكيتها لهم، مضيفة أنه ونتيجة الاعتداء أصيب الشبان ومن بينهم حسام الذي انهال عليه الجنود بالضرب على رأسه وسائر أنحاء جسده، حتى أنهم ضربوا قنبلة غاز تحته، ومنعوا الشبان من إسعافه أو الاقتراب منه، وبدأوا بإطلاق الرصاص المطاطي والحي على كل من حاول الاقتراب منه فكانوا يودون إعدامه رغم عدم تشكيله أي خطر عليهم، وبعد عدة محاولات استطاع الشبان تخليصه من بين أيديهم وإسعافه.

وأشارت إلى أنه أيضاً أصيب شقيقه محمد برصاصة مطاطية في بطنه ويرقد أيضاً في المستشفى، أثناء محاولته حماية أخيه، مؤكدة أنهم سيبقون صامدين بأرضهم، فهي أرض الأجداد والآباء.

شبكة قدس

 وتحاول قوات الاحتلال السيطرة على 600 دونم من منطقة هرش بالطيبة في بلدة ترقوميا الواقعة بين مستوطنتي ” تيلم” و “ادورا” وذلك من أجل مشروع استيطاني للربط بين هاتين المستوطنتين.

 وحول ذلك قال راتب الجبور منسق اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في الجنوب أن هذه الاخطارات تأتي نتيجة السياسة التي تنتهجها قوات الاحتلال ضد كافة الأهالي في منطقة الخليل في “ترقوميا، ويطا، ودورا، ومسافر يطا،” إضافة إلى الاغوار وغيرها من المناطق، وذلك من أجل السيطرة على مزيد من الأراضي لتنفيذ الخطة المرسومة لصفقة القرن.

 وأضاف أن الاحتلال يسعى للاستيلاء على أراضي ترقوميا منذ 30 عامًا وذلك من أجل ضمها إلى مستوطنتي ” تيلم” و” وادورا”، مضيفاً أن الأهالي يمتلكون الوثائق الثبوتية التي تؤكد ملكيتهم لهذه الأراضي، وهم يتصدون للاحتلال ومستوطنيه ويدافعون عن أراضيهم.

 وأكد الجبور أن الأهالي ورغم امتلاكهم للاوراق الثبوتية فهم لا يعولون كثيرا على محاكم الاحتلال، خاصة وأن أهالي مسافر يطا يناضلون للحفاظ على أراضيهم منذ عشرات السنين رغم توجههم للمحاكم، ولذلك فأهالي ترقوميا يناضلون للحفاظ على أراضيهم، فهم يقيمون اعتصاما على أراضيهم من أجل صد هجمات المستوطنين المتكررة.

 وأشار إلى أنه في حال  سيطرة الاحتلال على هذه الأراضي فستصبح ترقوميا محاصرة من المستوطنات من الجهة الشرقية ومن جدار الفصل العنصري من الجهة الغربية، مطالبا المؤسسات الإنسانية والدولية بضرورة الوقوف عند مسؤولياتها وأن تقوم بدورها في حماية الشعب الفلسطيني الذي يعاني من جنود الاحتلال ومستوطنيه.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة