كتبت حلا خلايلة
حلم تحول إلى حقيقة، بشغف بالأرض والزراعة، بعدما كانوا يزرعون ويعتنون بالزهور في محيط منزلهم ويعيشون وسط النباتات، أصبح سلامة وبناته الأربعة يديرون مشتلا ومشروعا جديد باسم “أنتيل للزهور”.
مشروع أنتيل للورود..
لم تكن فكرة المشروع فكرة عادية إنما هي حب للورد والزراعة، علاقة صداقة بين النبتة والأب وبناته جعلتهم يفكرون على مدار السنوات لتحويل قصة الحب هذه لحقيقة يعيشون معها.
شاكر سلامة من قرية بديا يقول لموقع “بالغراف” :” لفتت انتباهي الصباريات ومنظرهم وكان لدي شعف لأتعرف أكثر عن هذه النباتات وأنواعها وكيف تعيش، أحببت الأزهار بكافة أنواعها منذ طفولتي وكبرت معها حتى تزوجت وزرعت هذا التعلق ببناتي الأربع”.
وتابع:” الحب للورد والزراعة بشكل عام ما كان هواية وفكرة كان حب منذ الصغر، تابعت كل ما يخص الورد والزراعة وقمت بمتابعة كل بتلة وكل زهرة منذ زراعتها حتى تنمو وتكبر، حتى الأشجار المثمرة كنت أحب أراها وهي تكبر يوم عن يوم حتى أصبح لدي منزل واستمريت هكذا كنت ازرع دوما”.
وعن علاقة الحب الذي تربطه بالنباتات والأزهار يروي سلامة:” لم أمر يوماً وأنا ذاهب لعملي عن مشتل أو عن أي محل يبيع مستلزمات الزراعة والورود إلا واشتريت ورد حتى لو كانت صغيرة وأخذتها للبيت، وملأت البيت كله بكل أنواع الورد وكنت أحب الجلوس بين الأزهار حيث أشعر براحة نفسية”.
الحلم الموروث…
أصر سلامة بأن يبني مشروعه برفقة بناته الأربعة ليرافقنه في نجاحه، وحول مشاركة بناته في هذا المشروع الذي يعتبر من المشاريع النادرة لأب وبناته يحدثنا سلامة:” بناتي كانوا صغار وكانوا يرافقونني ويزرعون معي، علمتهم الزراعة، علمتهم كيف يعتنون بالشجر اذا تم كسره، ومنذ صغرهم كانوا يفقهون كل ما يخص النباتات، رأيت في عيونهم حب النباتات وكنت سعيد جداً بأن شغفي انتقل لبناتي وأحببت أن أرى هذا الحلم ينتقل لبناتي وأن نحققه سوياً”.
ويكمل سلامة:” كنت أرى الانبهار في أعين بناتي حينما أزرع سواء بالقوار أو الأرض، كنت دائماً أحب أن أقدم كل ما هو جديد، مما ولد عندي حلم بوجود مشتل وأن يكون مشتل مميز عن باقي المشاتل، فأصبحنا نتداول الفكرة بين بعضنا البعض، وأخذ من وقتنا سنين، وكان هناك قناعة لدينا بتميز الفكرة و الطريقة والشكل الذي سوف ننفذه للناس”.
منذ عشرة شهور ونحن نخطط حتى وصلنا ليومنا هذا، بدأنا من الصفر وكنا نرغب أن نبني كل خطوة بيدينا دون مساعدة أحد لنشعر بالنجاح بطريقة أفضل، رتبنا وبنينا المشتل كله من الألف الى الياء من أساسه بسواعدي أنا وبناتي، سواء كان مظلات أو رفوف وكل ما يخص المشتل كان بجهدنا.
أراد سلامة بهذه الطريقة أن يتميز المشروع عن باقي المشاتل، ونجح في هذه الخطوة، واستطاع أن يصل لقلوب الناس ويتلقى أراء جميلة، ولم يتوقف حلمهم هنا فقط، بل يحضرون مفاجئات للمستقبل، و كانت الفكرة أن كل شتلة تلبي حاجة أي مواطن سواء هدية لمناسبة أو زينة للمنزل، فعلى الرغم من صغر المشروع استطاعوا أن ينجحوا منذ البداية.
حب بلا حدود…
مزجوا بين دراستهم الجامعية وشغفهم بالزراعة والنباتات، تخطوا كل الصعاب والتحديات، ولم يوقفهم شيء عن حلمهم، أخضعوا بإرادتهم النباتات بأنواعها لرغباتهم وطموحاتهم.
فرح سلامة طالبة سنة أولى في جامعة بيرزيت تقول عن حلمهم ومشروعهم:” انتيل فلاور هو مشروع عائلي ولد من حب ورثناه عن والدي منذ نعومة أظافرنا، وعينا على الدنيا ونحن بين الزهور وربينا بينها”.
وتكمل:” كان والدي يومياً يعود للمنزل وبيده إما باقة زهور، أو قوار زراعة أو صبارة، فلم يأتي يوماً على المنزل فارغ اليدين من النباتات أو الأزهار، والدي والورد أصبحت تربطهم علاقة صداقة وأصبحوا مرتبطين بشكل غير طبيعي”.
أضحت النباتات والأزهار تلفت نظرنا أينما كنا، هي رؤيتنا البعيدة والقريبة، سواء في الشارع أو في الجامعة أو في المدارس، تضيف فرح:” والدي علمنا أن نتعمق في معرفتنا في الورد، وأصبحنا نعرف أنواع الورد وما هو المناسب للوردة، كيف نرويها وأين نضعها، أي النباتات التي نضعها تحت الشمس، وأيها في جو رطب، كنا نحب أن نعلم كل شيء يتعلق بالورد، وكيف نعتني به”.
حققنا حلمنا وجسدناه على أرض الواقع، تعبنا وواجهنا تحديات كثيرة، ولم نيأس وأصرينا حتى وصلنا للهدف.
ومن جهتها تقول عندليب شاكر طالبة الهندسة في جامعة النجاح وأحد المشاركات في المشروع، “تربيت ببيت كل ورد، ووقفنا إلى جانب والدي، ورأينا الحب في عينيه، وحاولنا تحقيق حلمه بمشاركتنا له، ووجودنا إلى جانبه في المشروع هي كلمة شكرا لوالدي، لأنه دائماً يحقق أحلامنا فأردنا أن نقف إلى جانبه في تحقيق حلمه”.