loading

السامريون بين حرمة السبت وفَرحة التوجيهي

مؤيد طنينه

تعيش التوأم مجد ورمز من الطائفة السامرية بنابلس، حالة من التوتر، بعد حالة التخبط التي تلت إعلان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، عن موعد نتائج الثانوية لهذا العام، يوم السبت المقبل.

ويشاطر التوأم هذا التوتر أربعة آخرين (يوسف، توفيق، خضر زينة) من طلاب الثانوية العامة من الطائفة السامرية، لأن يوم السبت له شعائره الدينية الخاصة بالطائفة حيث يمنع عليهم التواصل مع الخارج ويبتعدون عن الهواتف وكل ما يربطهم بالعالم الخارجي، بحسب عضو لجنة الطائفة السامرية ومدير العلاقات العامة، رجائي السامري.

الذي يضيف لـ”بال غراف”، أنه جرى اجتماع مع وزير التربية والتعليم، بتاريخ السادس من يناير/كانون الثاني، للتباحث بشأن التوجيهي ويوم السبت، وقدمنا مقترحاً بأن لا يكون امتحانات يوم السبت، ليتسنى لطلبة الطائفة ان ينهوا الامتحانات مع زملائهم وأصدقائهم، إلا أنه رفض المقترح، وجرى الاتفاق على أن يكون امتحان مسبق قبل بداية الامتحانات، وهو ما حصل.

طلاب التوجيهي من الطائفة السامرية

ومقترحاً آخر تقدمت به الطائفة، أن لا يتم الإعلان عن النتائج يوم السبت، وهو ما وافق عليه وزير التربية والتعليم ومسؤول ملف التوجيهي محمد عواد.

وفي حديث لـ”بال غراف” نفى عواد أن يكون الاتفاق جرى بهذه الطريقة، و”تم إساءة فهم حديثي أنا والوزير، من غير المعقول أن يرتبط مصير الوطن بستة طلاب، ويضيف عواد أنه تم وعد ممثلين عن الطائفة حضروا الاجتماع، أن توجد آلية لمراعاة الخصوصية الدينية، وهو ما جرى.

والدة الطالب توفيق، نجلاء توفيق، حضرت الاجتماع، قالت لـ”بال غراف” وزير التربية والتعليم نظر إلى محمد عواد وأخبره رداً على مقترحنا بأن لا تكون نتائج يوم السبت، done؟ وعواد رد بنفس العبارة done.

الطالب توفيق شلبي، وهو بفرع الأدبي، يرى أن ما حدث كان يمكن تفاديه، إلا أنه بعد الإعلان فإنه من الصعب ربط مصير ستة طلاب، بباقي طلاب الوطن.

وفي حالة خيرت، سأختار الإعلان قبل بيوم على الإعلان بعد بيوم.

ويرى توفيق أن يوم الجمعة مثل يوم السبت، لن نتأثر بالنتائج مثل بقية الطلاب، لأنه هنكون عرفنا نتائجنا وما عرفنا بقية الطلاب، وإذا كانت يوم السبت مش هنعرف نتائجنا ولا نتائج غيرنا”

مشيراً إلى أن لهذا تأثير على “فرحتنا وتفاعلنا مع أصدقائنا وزملائنا، بتمنى يكون في حل بديل للموضوع”.

عندما أعلن رئيس الوزراء عن موعد النتائج، تواصل ممثلون عن الطائفة مع مسؤول ملف التوجيهي محمد عواد، وكان رده أن هذا قرار رئيس وزراء وليس قرار الوزارة.

وتقول رفقة عاطف، والدة التوأم رمز بالفرع العلمي ومجد للفرع الأدبي، لـ”بال غراف” كان رد بناتي “ما بدنا نتائج مسبقة، ليه نتائجنا تطلع لحالنا؟”.

وترى الطالبة رمز، بأن هذا ظلم، وأنهم طفوا الفرحة، ومش هنقدر نوثق لحظة الفرحة التلقائية بعد إعلان النتيجة، ولا هنقدر نتواصل مع صديقاتنا لنطمن عليهم ويطمنوا علينا.

بعد المنشور الأخير لرئيس الوزراء بخصوص موضوع النتائج بالطريقة المناسبة، تواصل بال غراف مع مدير العلاقات العامة بالطائفة الذي أكد أن الوزارة تواصلت معهم لتخبرهم أنه سيتم الإعلان عن النتائج يوم الجمعة بعد الساعة الثانية من منتصف النهار عن طريق رسائل نصية.، ونتوقع أن تكون الساعة الخامسة.

وتعيش على جبل جرزيم جنوب مدينة نابلس أصغر طائفة في العالم، وهي الطائفة السامريّة، الّتي يبلغ عددها قرابة 800 فرداً، مقسّمين ما بين جرزيم ومدينة حولون في الداخل المحتل.

وكلمة “سامريّ” تعني بالعبريّة القديمة “محافظاً أيّ المحافظ على الديانة العبريّة القديمة”، و”ترتكز الديانة السامريّة على خمسة أركان أساسيّة، هي: وحدانيّة الله الواحد الأحد، نبوّة موسى بن عمران، التوراة خمسة أسفار، قدسيّة جبل جرزيم لا القدس، واليوم الآخر وهو يوم الحساب والعقاب”.

ويحتفل السامريون خلال العام بـ 7 أعياد، هي: عيد الفصح الّذي يتم خلاله تقديم الأضحية لله الّذي فسح على بني اسرائيل وأنقذهم من بطش فرعون مصر، يتبعه عيد الفطير لستّة أيّام، عيد الحصاد، عيد رأس السنة العبريّة، عيد الغفران، عيد العرش، عيد فرحة نزول التوراة.

ويعتبر السامريّون أنفسهم، سلالة بني إسرائيل الّذين خرجوا برفقة النبيّ موسى من مصر إلى الأراضي المقدّسة قبل 3653 عاماً، هرباً من بطش الفرعون

ويحتلّ جبل جرزيم مكانة مقدّسة لدى السامريّين، الذين يحملون 3 جوازات سفر الفلسطينيّ، الإسرائيليّ والأردنيّ، في حين تحرمهم إسرائيل من أقدس بقعة لديهم، وهي قمّة جبل جرزيم الّذي يؤمنون بأنّ هيكل سيّدنا موسى بني هناك، وهي محاطة بأسلاك وسياج حديديّ، ولا يسمح لهم بالحجّ إليها سوى 3 مرّات سنويّاً أثناء أعياد الفصح والحصاد والعرش.

يفخر السامريّون بتاريخهم المحفوظ في المتحف السامريّ، الّذي بني في عام 1997 على 450 متراً مربّعاً، ويضمّ سلسلة التاريخ السامريّ (163 سلالة) من آدم إلى الكاهن الأكبر الحاليّ وأقدم نسخة خطيّة موجودة للتوراة في العالم مكتوبة بالّلغة العبريّة القديمة (عمرها 3600 سنة)، ومجموعة من الوثائق والكتب العبريّة القديمة وأحجاراً وعملات معدنيّة وسراجات وفخاراً وزجاجاً أثريّاً قديماً ومجسّمات توضح الأماكن المقدّسة السامريّة.

 يعتبر السامريون أنفسهم جزءاً لا يتجزّأ من الشعب الفلسطينيّ، ومن نسيجه الاجتماعي، ويشاركونهم الافراح والاحزان والمناسبات.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة