loading

أحمد مناصرة: سنواصل قرع الخزان

هيئة التحرير:

في أقبية أقسام العزل في سجون الاحتلال، ومع استمرار نقله من عزل الى اخر، تُعمق سلطات الاحتلال معاناة الشبل احمد مناصرة الجسدية والنفسية، الذي نُقل اليوم السبت من سجن “ايشل” في بئر السبع الى سجن “هشيكما” في عسقلان، استعدادا لجلسة المحكمة المقبلة يوم الثلاثاء في محكمة الاحتلال المركزية في بئر السبع. 

وقدم طاقم الدفاع عن مناصرة استئناف للمحكمة على قرار لجنة تصنيف ملف مناصرة كملف “إرهاب” وعلى قرار رفض لجنة الثلث الإفراج عنه، في حين قدمت مجموعة من الخبراء النفسيين مكونة من ٣٦ خبيرا بطلب عفو عن الشبل مناصرة الى رئيس دولة الاحتلال، مطالبة إياه والإفراج عنه بشكل فوري بسبب تردي حالته الصحية داخل سجون الاحتلال.

وقال مدير نادي الأسير قدورة فارس لـ”بالغراف” ان الجهود المبذولة حاليا من اجل الافراج عن احمد مناصرة تقتصر على الفريق القانوني، مشيرا ان ما يتعرض له أحمد هو استمرار للجريمة الكبرى التي تعرض لها والمستمرة منذ لحظة اعتقاله وحتى الان.

الطاقم القانوني قدم استئناف على قرارين صدرا من محكمة الاحتلال بحق مناصرة، أولهما يتعلق بإبقاء مناصرة في العزل، والثاني حول قرار لجنة الاحتلال تصنيف ملف مناصرة كـ”ملفه ملف إرهابي”، ولذلك من المفروض ان تبت محكمة الاستئناف في الاستئناف.

وأشار فارس انه لا يوجد تعويل على ما يسمى بقضاء الاحتلال، لكن من الممكن ان يحدث تحول في موقف المحكمة، لافتاً إلى أن حالة أحمد الصحية لا تزال على ما هي عليه، اذ لا يزال يعاني من تبعات انهيار عصبي كامل أصابه، وهو يتناول مجموعة من الادوية المهدئة، التي يمكن ان يدمن عليها ومع الوقت تفقد تأثيرها، وبالتالي ستلجأ سلطات الاحتلال الى زيادة كميات الأدوية. 

 وأشار الى ان هناك العديد من الاسرى أصيبوا سابقا بانهيارات عصبية، وان كانت تجربة أحمد أصعب قليلا نظرا لطول الزمني والعزل الذي تعرض له، لكن هؤلاء الاسرى بعد ان عاشوا في بيئة صديقة وجرى التعامل معهم معاملة حسنة وبمحبة تحسنت حالتهم كثيرا، وان كانت حالة أحمد أصعب من تلك الحالات.

وكانت منظمة العفو الدولية قد دعت في حزيران/يونيو الماضي سلطات الاحتلال للإفراج الفوري عن أحمد مناصرة، بسبب معاناته من مشكلات صحية عقلية ونفسية خطيرة ظهرت منذ اعتقاله عندما كان طفلاً قبل سبع سنوات، مشيرة ان مناصرة اعتقل عام ٢٠١٥ وكان في الثالثة عشرة من العمر وقتئذٍ، وقامت باستجوابه بطريقة قاسية وهددته بدون حضور محامٍ. وهو يقبع في السجن منذ ذلك الوقت، وفي الحبس الانفرادي منذ مطلع نوفمبر/تشرين الثاني٢٠٢١. وقد تمّ تشخيص أحمد بالفصام، ويعاني من تخيلات ذهانيه، كما أنه يعاني من اكتئاب حاد.

وقررت لجنة الإفراج الخاصة التابعة لسلطة سجون الاحتلال في حزيران/يونيو الإبقاء على تصنيف ملف الأسير المقدسي أحمد مناصرة حسب تعريف القانون الإسرائيلي لمكافحة الإرهاب، مما يغلق الباب أمام طاقم الدفاع لعرض ملفه على لجنة الإفراج المبكر بعد انقضاء ثلثي المدة، وقررت المحكمة عقوبة السجن الفعلي ١٢ عاما والتي خُفضت لاحقا إلى تسعة أعوام ونصف العام على مناصرة (٢١ عاما).

وكانت عائلة الطفل مناصرة، قد أكدت في بيان سابق لها إن ابنها أحمد تعرّض لضرب مبرح أدى إلى كسر في الجمجمة وتسبب بورم دموي فيها، كما تعرّض لأقسى أنواع التعذيب الجسدي والترهيب النفسي واستخدام أسلوب التحقيق الطويل من دون توقف، والحرمان من النوم والراحة، وتعرّض أيضاً لضغوط نفسية كبيرة. ونتيجة التعذيب الجسدي والتنكيل النفسي، عانى أحمد، وما زال يعاني جرّاء صداع شديد وآلام مزمنة وحادة في الرأس تلازمه حتى اللحظة، من دون تقديم العلاج المناسب الكفيل بتخفيف آلامه، الأمر الذي أدى إلى ظهور اضطرابات نفسية لديه تفاقمت مع استمرار عزله الانفرادي وعدم السماح له بالاختلاط بباقي الأسرى، ليبقى وحده يحاكي نفسه، ويعاني ويتألم ويصرخ من دون حاضنة اجتماعية. 

ولفتت العائلة انه حسب تقرير أخصائية في الطب النفسي، زارته فأن أحمد يعاني اضطراباً نفسياً، وأن الأدوية التي يتناولها غير مناسبة وتزيد في تفاقم حالته النفسية، وأنه بحاجة إلى تشخيص مهني سليم ومعالجته بأدوية مناسبة وإنهاء عزله، وأن العلاج الأمثل له هو وجود حاضنة اجتماعية في غرف السجن، أو في الفضاء الخارجي، تساعده على تجاوُز الأزمة النفسية التي ساعد الاحتلال، بل عمل على تفاقمها بالعزل والعلاج غير المناسب والإفراط في تناول الأدوية المخدرة والمنومة.

وقال المتحدث باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين حسن عبد ربه لـ “بالغراف” ان الجلسة من المفترض ان تعقد في السادس عشر من الشهر الجاري للبت في الاستئناف المقدم ضد قرار تصنيف ملفه كـ”إرهابي”، وضد العزل الانفرادي الذي هو فيه، وللمطالبة بعرضه على لجنة الثلث للإفراج عنه، مشيرا انه سيتم تدارس الخطوات القانونية على ضوء ما تقرره المحكمة.

ولفت عبد ربه ان الحالة الصحية لأحمد مناصرة صعبة للغاية، فهو يعاني من مشكلة حقيقية في الدماغ والاعصاب، تسبب بعدم تركيز واضطراب نفسي غير طبيعي، مشيرا الى ان سلطات الاحتلال ترفض زيارته حاليا، على الرغم من سماحهم بذلك قبل شهور.

ولفت عبد ربه الى ان نحو 30 – 35 خبير وعالم بعلم النفس وعلم الاجتماع طالبوا رئيس الاحتلال بالإفراج عن مناصرة بسبب حالته الصحية والنفسية، مؤكدين انه لا يمكن علاجه وهو السجن والعزل الانفرادي.

وأضاف عبد ربه ” إذا كان هناك علاج فهو من المؤكد سيكون خارج السجن”، ويقتضي ذلك خضوعه لبرنامج علاج نفسي طويل الأمد، مصحوب برعاية واهتمام كبيرين.

وأشار عبد ربه ان احمد وصل الى الحالة التي يعاني منها منذ لحظة اصابته بالرصاص وتهجم المستوطنين عليه ومحاولتهم قتله، والذي استكمل فيما بعد بالتحقيق والضغط الكبيرين الذين مروا عليه، والضغط العصبي والجسدي عليه لفترات طويلة، أمضاها في العزل الانفرادي ما خلق لديه هذه الحالة.

ولفت عبد ربه ان عمليات نقله من عزل الى اخر بين فترة وأخرى ضاعفت من حالته النفسية، خاصة ان عمليات النقل تتم في البوسطة في ظروف غاية في الصعوبة ولساعات طويلة.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة