loading

في المسجد الأقصى: عريٌّ عرانا جميعا

ديمه دعنا

أشعلت جملة من الصور الخادشة للحياء لسائحات أجنبيات اقتحمن باحات المسجد الأقصى غضبا في الشارع الفلسطيني واوساط المسلمين منذ ساعات الصباح الباكر
مصادر خاصة في المسجد الأقصى المبارك قالت لبالغراف إن عدم تواجد المصلين صباحا وقلة عدد الحراس والتواجد المكثف للجيش الإسرائيلي يسمح بتلك التجاوزات داخل باحات المسجد الأقصى موضحا أن شرطة الاحتلال هي السبب في الفلتان الذي يحدث داخل الاقصى من خلال التضييق على الحراس والضغط عليهم حين يلزمون الزوار باللباس الشرعي عند الدخول، هذا عدا أن الحارس الذي يلزم السائح باللباس يتعرض للابعاد والاعتقال والضرب.


ومن جانبه، أكد الشيخ عمر الكسواني مدير المسجد الأقصى المبارك لميدان القدس أن تلك الإساءة مقصودة لاستفزاز مشاعر المسلمين في كل مكان، مؤكدا أن هذا التدنيس يدلل على أن المسجد الأقصى مستهدف ممن يدعون أنهم زوار.


وأكد أن دائرة الأوقاف تطالب من شرطة الاحتلال عدم التدخل في شؤون الحراس في الاقصى خصوصا في فرض الزي الشرعي على السواح وزوار المسجد مشيرا إلى أن السائحتين تجرأتا في الدخول للمسجد كونها تحت حماية الجيش الإسرائيلي.


وأكد الكسواني انه سيتم تكثيف عدد الحراس المتواجدين على باب المغاربة وفي باحات المسجد لمنع تلك التجاوزات احتراما لخصوصية المكان المقدس.


ومن جانبها أشارت الباحثة المقدسية هنادي القواسمي إلى أن تلك المشاهد التي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي تذكرنا بواقع التضييقات المفروضة على المسجد الأقصى وتحديدا بالقيود والتدخلات المفروضة على تعيين حراس وموظفي دائرة الأوقاف الإسلامية في المسجد الأقصى مؤكدة أن الجميع يعرف أن عدد الحراس تناقص في الفترة الأخيرة لأن إسرائيل تحاول فرض شروطها في توظيف حراس جدد إضافة إلى أن الحراس المتواجدين لا يستطيعون متابعة كل ما يجري داخل الاقصى الذي تقدر مساحته 140 دونما عدا عن التضييقات التي تمارس على الحراس أنفسهم خلال ممارسة عملهم، لافتةً إلى أن هناك محاربة شرسة ضد عمل الحراس ففي رمضان الماضي تم الاعتداء على 10 موظفين من الأوقاف وكان هناك أصابتين خطيرتين إحداهما رصاصة مباشرة في العين.
واكدت الحلواني أن نسبة الابعاد عن المسجد الأقصى بحسب تقرير صدر عن مؤسسة القدس الدولية ارتفعت بنحو 90٪ منذ اب الماضي ٢٠٢١ وحتى شهر آب الحالي حوالي ٧٠٠ حالة ابعاد اي ارتفاع بنسبة ٩٠٪ عن السنة الماضية.


وأشارت إلى أن سياسات الاحتلال متصاعدة منذ ٧ سنوات بالتضييق على كل من يتواجد المسجد الأقصى وملاحقته والتضييق على كل المشاريع التي تحدث داخله في حين يمارس المستوطنون صلواتهم التوراتية كاملة داخل الاقصى دون محاسبة أو ملاحقة.


وبينت الحلواني أن هناك عدم تناسب في عدد الحراس وعدد الزوار في الفوج الواحد فقد تكون السائحتين دخلتا بشكل محتشم وأثناء تواجدهما قامتا بخلع الزي الشرعي.


واختتمت حديثها بأن اللوم لا يقع على الحراس فقط وانما على قلة تواجد المقدسيين داخل الاقصى في كل الأوقات وخاصة اوقات دخول السياح.
وفي ذات السياق، اوعز الدكتور ناجح بكيرات نائب المدير العام للأوقاف الإسلامية في القدس، أن هذا الفعل الأرعن هو من أجل التقليل من قداسة وهيبة المكان تحت حماية جيش الاحتلال.


ونوه إلى أن الحراس يقومون بأداء واجبهم على أكمل وجه رغم كل التضييقات التي يتعرضون لها بشكل يومي وتدخل الجيش فيهم أثناء عملهم ، وأن ذلك الفعل لا يدلل على تقصير الحراس وانما نحن من يتحمل تلك المسؤولية كمرابطين ومعتكفين ومصلين.


واستهجن بكيرات من قام بنشر تلك الصور عبر وسائل التواصل الاجتماعي مؤكدا أن ذلك الفعل أساء لنا قبل أن يسيء للسائحتين ، فنحن بتلك الممارسات نشارك الاحتلال في تدنيس المسجد الأقصى وشرعنة ممارساته الاستفزازية فيه.

المرابطة هنادي الحلواني قالت لبالغراف إنه في الوقت الذي يفرغ الاحتلال فيه المسجد الأقصى من مرابطيه ومصليه بالإبعاد والسجن والتنكيل، فإنه يعطي ضوءه الأخضر للمستوطنين للعربدة في ساحاته، حتى صرنا نرى فيه صوراً لا يقبلها أي حرّ لكاسيات عاريات من المستوطنات والسائحات يتبجحن بعريّهن في واحدة من أطهر بقاع الأرض!

ولا يزال هذا الحال من سيء لأسوأ ما دامت دماء الحرقة ماتت في عروقنا، وصرنا نرقب هذه الصور كغيرها من الصور دون غضبٍ أو أي تحرّك، المسجد الأقصى أمانتكم جميعاً، وكل واحد فينا مسؤول عن ما يحدث فيه، فمن غضّ الطرف عن خرق السفينة أغرق المركب بأكمله!

وعلى صعيد دائرة الأوقاف الإسلامية عقد الشيخ عزام الخطيب مدير عام دائر الأوقاف الإسلامية وشؤون المسجد الأقصى المبارك اجتماعا صباح هذا اليوم الخميس مع مسؤولي الحراس ورؤساء وحدات حراس المسجد الأقصى المبارك ورئيسة قسم الحارسات، وبحضور فضيلة الشيخ عمر الكسواني مدير المسجد الأقصى المبارك.
وصرح الشيخ الخطيب: “حراس وحارسات المسجد الأقصى المبارك الشرفاء خط الدفاع الأول عن المسجد الأقصى المبارك يبذلون الغالي والنفيس في الدفاع عنه، ونسأل الله العلي القدير الذي قدر وكتب لهم أن يكونوا حراسا وسدنة لمسرى نبيهم الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم أن يحميهم ويمدهم بالعون والثبات”.
“وإنني أحيي وقوفهم أمام ما يتعرضون له من حملات تضليل من أطراف عديدة، وهم الصابرون المحتسبون عملهم لله تعالى، ولخدمة أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين”.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة