loading
فلسطين في ناسا

فلسطين في ناسا .. حلم تحقق

هيئة التحرير

بين العلم والعلماء والاختراعات والابتكارات خاض مجموعة من طلبة فلسطين تجربة مليئة بالمتعة المرتبطة بالفائدة العلمية في الولايات المتحدة الأمريكية وتحديدًا في وكالة “ناسا” والعديد من المختبرات العلمية والمتاحف، ضمن مشروع ” تك تالنت” التي تنفذه مؤسسة “النيزك”، ليحقق أولئك الطلبة حلمهم.

معرفة يحققها الحلم

“حلم وتحقق”، هكذا وصفت مسك عبد السلام (15 عامًا) من مدينة نابلس في حديث لـ”بالغراف”، رحلتهم إلى “ناسا”، حيث تعرفت رفقة من كانوا معها بالرحلة على العديد من الأشياء من محاكاة للفضاء ومحاكاة للإقلاع، إضافة إلى تعرفهم على العديد من الأشياء بالعلوم والتكنولوجيا فهي رائدة في هذه المجالات.

في رحلتهم شاهدت الطلبة إطلاق صاروخ فضائي، وكذلك زاروا عديد المعاهد العلمية “للبرمجة، والتكنولوجيا، والذكاء الصناعي، ومعاهد أخرى للتعليم الهندسي”، وأيضًا زيارتهم العلمية إلى “ديزني لاند”، والتي حصلوا فيها على تدريبات تعليمية عن كيفية استخدام المبرمجين فيها الفيزياء بالقصص.

لقد تلقى الطلبة الدعم من عوائلهم ومعلميهم، حيث تقول مسك: “لقد تلقينا الدعم من عائلاتنا ومعلمينا خاصة معلمتي خلود عودة، إضافة إلى دعم مؤسسة النيزك لهم”.

بالنسبة لمسك، فإن هذه الرحلة أضافت لها الكثير، إذ ساهم وجودهم في “ناسا” على لفت نظرهم للتخصص الذين يريدونه، فعرفوا توجه العالم، إضافة إلى تعلمهم ربط الريادة بالإبداع والأعمال، وكيف تستطيع من خلال مشروعك ربطه بمستثمر، وكيف يصبح لديه دخل مادي منه، وتقول: “لقد أصبحت شخصية نقدية أكثر وملاحِظة للمشاكل بشكل أكبر، فالرحلة أضافت لي معلومات بشكل كبير”.

وبوصف الطالبة ياسمين جلود (15 عامًا) من مدينة رام الله في حديث لـ”بالغراف”، رحلتها إلى “ناسا”، فإن الرحلة هي أحد الأحلام التي تحققت، “فقد كانت ممتعة، ومفيدة، وغنية بالمعرفة في ذات الوقت، وتعلمت الكثير منها”.

تقول ياسمين: “ذهبنا إلى (ناسا) ورأينا الكثير من الأمور المختلفة والمتطورة، ورأينا المركبات الفضائية، إضافة إلى الكثير من المحاكات التي تمت تجربتها، منها تجربة (3D) كرحلة إلى المريخ، وتجربة قريبة إلى تجربة انطلاق مركبة الفضاء، وزيارتهم إلى إلى محطة (سبيس إكس)، وزيارتهم لـ(ديزني) وحضورهم ورشة عمل حول كيفية توظيف الفيزياء في الألعاب، وزيارتهم للعديد من المتاحف منها متحف (أديسون)، وأيضاً زيارتهم إلى مختبر (انفيشون) الذي تتم به الاختراعات، لقد أبهرت كذلك بمشروع (الدرون) والذي يتم التحكم به من خلال العقل فقط، إضافة إلى زيارتهم لعدد من المدارس ورؤيتهم للتكنولوجيا وكيفية تطبيقها”.

“زيارة غيرت تفكيري”، ذلك ما قالته جلود حول مدى استفادتها من هذه الزيارة، إضافة إلى “أن ما رأوه خلال الزيارة، يرغمك على التفكير بالمستقبل والاتجاه الذي سوف تذهب إليه”، ثم تؤكد “هذه رحلة حصلت على دعم عائلتي ومعلميي ومؤسسة (النيزك) التي وفرت لهم كامل احتياجاتنا المادية والمعنوية وورش العمل، خلال عملنا على مشاريعنا أو خلال زيارتنا إلى أمريكا”.

مشاريع عملية!

شاركت مسك عبد السلام بالرحلة إلى الولايات المتحدة و”ناسا” وتقدمت بمشروع تحت عنوان (الثورة الكمية) ويتحدث عن الحواسيب الكمية التي تعمل بـ(ميكانيك الكم).

تقول مسك لـ”بالغراف”: “إن فكرة البحث أتت بناء على ملاحظات ببداية فردية ومن ثم جماعية، وهي بأن الناس لا يعلمون بالحواسيب الكمية بمعدل 92% من صفوف الثامن وحتى التوجيهي، ويعود سبب عدم معرفتهم بها أن البحوث المتوفرة حولها معقدة للغاية وغير شاملة وأنها باللغة الإنجليزية، لذا قرروا معالجة هذه المشكلة”.

لم تنسَ الطالبة ياسمين جلود ما حدث بجائحة كورونا خاصة المشاكل الأسرية، فكان لها مشروعها بعنوان “مكافحة العنف”، الذي تقوم فكرته على أنه “خلال جائحة كورونا زاد العنف الأسري، ولأن غالبية المُعنِفين يمنعون المُعَنَفون من اللجوء للجهات المختصة، فحينما تخرج المعنفة/ المعنف إلى مكان عام، فإنه يكون هناك كاميرات في الأماكن العامة تقوم المعنفة بعمل إيماءات معينة تعني بباطنها أنها تتعرض للعنف المنزلي”.

وتمتاز هذه الكاميرات بأنها تستخدم إحدى خاصيات الذكاء الصناعي “تعلم الآلة” التي تتعرف على هذه الإيماءات فترسل الموقع للشرطة أو الجهات المختصة بهذا الموضوع، وفق ياسمين.

“تك تالنت”

مؤسسة “النيزك” أطلقت هذا المشروع تحت اسم “تك تالنت”، وهو يستهدف طلبة صفي “التاسع والعاشر” من كافة المدارس، بثلاث مجالات مختلفة: “البحث العلمي، التطبيقات الإلكترونية، والإبتكارات والاختراعات”، يؤكد منسق المشاريع في مؤسسة “النيزك” كمال المصري في حديث لـ “بالغراف”.

يقول المصري: “إن مشروع (تك تالنت) بدأ ب 7 آلاف طالب بستمائة مشروع، حيث تلقى الطلبة تدريبات ودعم مادي وتقني، ومن ثم كان هناك منافسة على مستوى كل محافظة، ثم انتقلت المنافسة على مستوى الوطن بـ150 مشروعًا، ومن ثم انتهى بـ 46 مشروعًا، وكان ينفذ في الضفة الغربية بما فيها القدس، وكذلك في قطاع غزة”.

ووفق المصري، فإن هذا البرنامج تُوج برحلة علمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتحديدًا إلى وكالة “ناسا”، إضافة إلى العديد من المحطات الأخرى، من زيارات إلى مدارس ومختبرات إبداع، ومتاحف كـ”متحف أديسون”، و”متحف فورد”، إضافة إلى زيارة علمية إلى “ديزني لاند”.

والهدف من هذا المشروع، بحسب المصري، هو تطوير المهارات لدى الشباب في الوطن، وتطوير المشاريع الريادية الموجودة، إضافة إلى فتح آفاق للطلبة وتطويرهم من الناحية التكنولوجية، وهذا المشروع هو نتاج لعدة مشاريع موجودة في مؤسسة “النيزك”، وهو ينفذ للمرة الأولى، وهو مستمر وباق، والمشروع يرتكز على ركيزتين هما: “العلوم والمجتمع، والإبداع في التعليم”.

ومؤسسة “النيزك” هي مؤسسة مقدسية غير ربحية أسست عام 2003، ويرتكز عملها على ثلاثة ركائز، وهي: “العلوم والمجتمع، والإبداع في التعليم، والاقتصاد الإبداعي”، وتوجد المؤسسة حاليًا في كافة أنحاء الوطن، وتعمل المؤسسة مع كافة الفئات العمرية، ويتدرج الطلبة بالمشاريع منذ صِغَرِهم من خلال الدورات التعليمية، وبرامج تخص الطلبة الصِغار، ومن ثم يذهبون إلى دورات في أكاديمية “آفاق” التابعة للمؤسسة، ومن ثم إلى المشاريع كمشروع “تك تالنت”، وبعدها إلى التحدي والانخراط بمشروع آخر على مستوى الوطن العربي.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة