هيئة التحرير
لم يهدأ غضب أمهات الشهداء خاصة بنابلس، بعدما وصفهن محافظ نابلس إبراهيم رمضان، أمس الأربعاء، بأنهن شاذات ويدعين النضال ويرسلن أبناءهن للانتحار، ليخرجن وأهالي الشهداء اليوم الخميس، بتظاهرات، تطالب برحيل رمضان ومحاسبته، رافضات تبرير رمضان لإساءته وكذلك رفضن اعتذاره.
في تصريحات لإذاعة النجاح المحلية التي تبث من نابلس، قال رمضان أمس، “إن الأم هي من تظهر الحنان والعطف، لكن هنالك أمهات شاذات ترسل أبنها للانتحار، وتظهر للآخرين أنها (المناضلة)، هذه ليست أمًا”.
غضب ومطالبات بالرحيل
شهدت مدينتي نابلس ورام الله مساء اليوم الخميس، وقفات ومسيرات غاضبة تطالب برحيل إبراهيم رمضان، حيث رفع الأهالي لافتات تطالب برحيله، وتؤكد على رمزية أهالي الشهداء وأمهاتهم، فيما علق العقيد المطارد فتحي خازم في تصريحات له في مخيم جنين، على تصريحات رمضان، “نفخر بأمهات الشهداء الماجدات، والعار سيلحق بمن حاول الإساءة إليهن، والمقاتلون رضعوا حليب العزة والكرامة وليس حليب الشذوذ أيها الشاذ”.
وقالت نسرين عويوي “أم سامر”، والدة الشهيد عبد الرحمن صبح من نابلس، في حديث لـ”بالغراف”: “أنا كأم شهيد، وكذلك بقية أمهات الشهداء نطالب جميعا أن يرحل إبراهيم رمضان من منصبه، نظمنا وقفة على ميدان الشهداء بنابلس، وسنفعل كل ما بوسعنا حتى ينفذ مطلبنا”.
وحول اعتذار رمضان أمس، بعد تصريحاته، قالت والدة الشهيد عبد الرحمن صبح: “إن اعتذار رمضان غير مقبول، ولا يعني لنا أي شيء، وهو أساء إساءة غيرة عادية، وعليه أن يرحل، وهو بموقع ليس عادي، هو محافظ لنابلس، ويجب أن يكون وطنياً، وإنسان يحمل هذه الفكرة عن أمهات الشهداء بأنهن يرسلن أبناءهن للانتحار، فأين الوطنية؟ وكيف يمكن أن يكون بمنصبه؟”.
رمضان يعتذر
بعد ساعات من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، خرج رمضان أمس، ببيان صحافي، والغريب أنه لم ينشر على وكالة الأنباء الرسمية “وفا” ونشر فقط على صفحة “الفيسبوك” الرسمية للمحافظة، حيث برر أنه لم يقصد، ومؤكدًا اعتزازه بالأم الفلسطينية، وأن رمزيتها فوق كل الاعتبارات.
وقال رمضان: “إن البعض أخرج حديثًا سابقًا له عن سياقه ومقصده، بغرض الطعن والتشويه”، معبرًا عن اعتذاره لأي خدش غير مقصود بالمطلق، لأن أمهات الشهداء محط اعتزاز وفخر دائم”، وكرر رمضان الاعتذار مرتين في ذات البيان، وقال: “أكد مرة أخرى اعتذاري وأسفي عن عبارة لم تكن في مكانها رغم أن الله يعلم بأنها غير مقصودة، وحملت خارج سياقها”.
“فتح نابلس” و”عرين الأسود”.. مطالبات بمحاسبته
في اليوم ذاته، خرج رمضان على إذاعة “علم” المحلية التي تبث من مدينة الخليل، مؤكدًا أنه لم يخطئ وكرر اعتذاره لأمهات الشهداء، إن فهم مقصده بشكل خاطئ، ثم عبر عن أسفه حول استنكار إقليم حركة “فتح” في نابلس لتصريحاته.
وبالفعل، فقد أصدرت حركة فتح – إقليم نابلس بيانًا، وصفت فيه تصريحات رمضان بغير المسؤولة، والتي لا تعبر ابداً عن نهج حركة فتح وأبناء الشعب الفلسطيني، مطالبة القيادة الفلسطينية باتخاذ إجراءات فورية وكفيلة بصون عهد الشهداء وأمهاتهم المرابطات.
ما جرى أثار غضب مجموعات “عرين الأسود”، والتي طالبت محافظ نابلس بالاستقالة، وقالت في بيان لها، “استقل واحفظ ماء وجهك، وما قدمته من سنوات في سجون الاحتلال، فكل شي في هذا البلد مؤقت إلا نحن والشهداء والأسرى وأمهات الشهداء دائمون، والباقي وهم وسراب”.
القوى تطالب بالمحاسبة
تلك التصريحات ناقشتها القوى الوطنية والإسلامية في محافظة نابلس، حيث قال منسق القوى الوطنية والإسلامية في المحافظة نصر أبو جيش لـ”بالغراف”: “لقد طلبنا بشكل واضح من محافظ نابلس أن يقدم اعتذاره عن تلك التصريحات، وقد قام بهذه الخطوة، مساء أمس الأربعاء”.
وأشار أبو جيش إلى أن دور القوى الوطنية والإسلامية هو ترسيخ السلم الاهلي، وسيكون لنا في الفترة المقبلة اجتماع يضم محافظ نابلس وأهالي الشهداء.
وقوبلت تصريحات رمضان بغضب واستنكار من قبل العديد من القوى الوطنية والإسلامية، مطالبة رمضان أن يعتذر عن تصريحاته، وبمحاسبته، فيما أكدت القوى على رمزية ومكانة أمهات الشهداء، وأهمية تضحياتهن. لكن وبعد يوم من تلك التصريحات، التي استفزت الشارع الفلسطيني، هل سيرحل رمضان من منصبه؟