loading

اقتحامات المستوطنين للطيرة: كذبة جديدة

هيئة التحرير

منذ سنوات تتكرر اقتحامات المستوطنين لأراضٍ تقع على أطراف حي الطيرة غرب مدينة رام الله، من ناحية قرية عين قينيا المجاورة، ويؤدون طقوسهم وصلواتهم التلمودية بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، في محاولة للسيطرة عليها، ووسط خشية من تهويدها وفرض أمر واقع جديد هناك.

مستوطن قتيل يهدد أراضي “الطيرة”

يزعم المستوطنون الذين يقتحمون المنطقة بحماية جيش الاحتلال بشكل متواصل ومنذ سنوات، بأن مستوطنًا قتل هناك، “لكنها ذريعة باطلة، إذ لا  يوجد أي شيء أثري أو تاريخي، ولا مقام فيها يدلل على ادعاءاتهم”، تؤكد مسؤولة الإعلام في بلدية رام الله مرام طوطح لـ”بالغراف”.

والأرض التي يقتحمها المستوطنون ملكية خاصة تعود لمواطنين في مدينة رام الله، ومصنفة “ج” وفق اتفاقية أوسلو، وتحوي مناطير قديمة وبيوت لمواطنين، وفق طوطح، التي تؤكد أن “هذه الاقتحامات لا معنى لها، فهم يَدّعون في اقتحامهم وإقامتهم للصلوات بها أنها إحياء لذكرى مستوطن قتل فيها، وهذا غير صحيح”.

وترى طوطح أن هذه الاقتحامات تندرج تحت إطار التضييق على المدن الفلسطينية وحصارها ومنع امتدادها، أو منع حل المشاكل العمرانية وتوسع المدن عمرانيًا، حيث يحاول الاحتلال فرض أمر واقع، وكأنه يوجد شيء مهم في هذه المنطقة ليقيموا صلواتهم بها، ولكن الذي يحدث هو مشروع مخطط له لا علاقة له بالصلوات التي يؤديها المستوطنون لا دينياً ولا تاريخياً فليس لهم شيء في هذا المكان.

تقول طوطح: “إن ذلك نهج للاحتلال بفرض أمر واقع في هذه الأراضي، وهذه ليست أول طريقة يفرضوا فيها أمرًا واقعيًا من خلال تأدية الطقوس، فهو نهج يتبعوه وهو غير صحيح، فهي ملكية خاصة، وهذه الصلوات ليس لها أي أساس، وهي تندرج تحت اقتحامات المستوطنين ومحاولتهم لحصار المدن الفلسطينية، وإقامة نقاط بحجج تاريخية أو أثرية واهية”.

سيطرة على الآثار الكنعانية

سلوك جديد لسلطة الآثار الاحتلال بالتسلل للكثير من الأراضي وإحاطتها بالأسيجة وإغلاقها بحجة وجود آثار، وتحديداً في مناطق شمال وغرب رام الله، رغم أن كل المعطيات الأثرية تؤكد أن هذه الآثار الموجودة بهذه الأراضي هي آثار كنعانية تعود للفلسطينيين، وفق مدير التوثيق في هيئة مقاومة الجدار أمير داود.

ويشدد وادود على ان تسلل سلطة الآثار لبعض الأماكن، فإنه بالضرورة يؤدي إلى سيطرة الاحتلال على هذه الأراضي وتحويلها لصالح المشروع الاستيطاني.

 تبدي بلدية رام الله عبر مسؤولة الإعلام فيها، مرام طوطح تخوفها من هذه المشاريع الاستيطانية، وتحاول تحديها من خلال إقامة مشاريع بتلك المناطق مثل: الطرق الرابطة بالأحياء الجديدة، وأيضاً مثل حديقة رام الله الموجودة في منطقة “ج”، وهي من أهم المشاريع بهذه المنطقة،.

وتقول طوطح: “هذا تحدي بالنسبة للبلدية بأن تقيم المشاريع في هذه الأراضي، التي هي ملك للشعب، وهي جزء من تحديات تواجهها بلدية رام الله، لتعزيز صمود الأهالي على أراضيهم وتثبيت حقهم بها”.

هكذا ينفذ الاحتلال “البيئة الطاردة”

لا تنفصل اعتداءات المستوطنين عن سلوك الاحتلال بشكل عام، “فهناك حماية ودعم تقدمه دولة الاحتلال بمؤسساتها الرسمية للمستوطنين بشكل كامل، لذا فسلوك المستوطنين واعتداءاتهم، وما ينتج عنها، مخطط له داخل أروقة حكومة الاحتلال”، يؤكد مدير التوثيق والنشر في هيئة الجدار والاستيطان أمير داوود في حديث لـ “بالغراف”.

ووفق داود، فإن مخططات دولة الاحتلال هو زعزعة الوجود الفلسطيني، وتحديداً في المناطق المصنفة “ج”، والتضييق على الفلسطينيين، وإنشاء ما يطلق عليه “البيئة القسرية، البيئة الطاردة”،  والتي تدفع القاطنين في هذه المناطق إلى مغادرتها، فهم يحاولون من خلال هذا النوع من السلوكيات دفع المواطنين لمغادرة هذه الأماكن إلى المدن، بهدف تفريغها خاصة مناطق “ج”.

ويرى داود بوجود مخطط كامل في دولة الاحتلال عبر دفع عصابات المستوطنين لتنفيذ اعتداءات في التجمعات الفلسطينية، من أجل خلق بيئة قسرية تدفع المواطنين بالنهاية لإحداث تهجير قسري، وتقليل الزيادة السكانية الطبيعية للمواطنين في هذه المناطق، وذلك تمهيداً للسيطرة عليها.

استغلال المناسبات الدينية للسيطرة 

يحاول الاحتلال وعصابات المستوطنين من خلال الانتهاكات التي يقومون بها للأراضي وبعض الأماكن الأثرية خاصة، إضفاء صبغة دينية ومناسباتية لهذا النوع من الاقتحامات، “فهم ينفذون اقتحامات لمدينة نابلس بحجة زيارة قبر يوسف، فعملية الاقتحام تأخذ بُعدًا مناسباتيًا أو دينيًا، لأجل تبرير الاقتحام، كما في المسجد الأقصى ومحاولة فرض التقسيم الزماني والمكاني وزيادة عدد المستوطنين الذين يقومون باقتحامه بحجة المناسبات الدينية كما هو الحال تماماً في الحرم الإبراهيمي، فهم بإضفاءهم لمناسبات دينية ومناسباتية يحاولون ترسيخ أمر واقع يؤدي بالنهاية لسيطرة إسرائيلية حتى لو كانت محدودة على هذه الأماكن”، بحسب داود.

الاحتلال والمستوطنون يسعون إلى الترويج لتلك المناطق كافة، وتحديداً في الضفة الغربية أن بها مقامات ومزارات تعود إلى تاريخهم المزيف، ولكن لا يرتبط هذا النوع من السلوكيات بالبعد الديني، وربما يكون مخطط بعيد الأمد للسيطرة على الأرض.

يقول داود: “إن هذا السلوك قد يكون المدخل للسيطرة على تلك الأماكن من خلال إضفاء بُعد مناسباتي أو ديني، من أجل التسلل إليها والسيطرة عليها، ومن الممكن أن يكون مقدمة لإنشاء بؤرة استيطانية جديدة لعائلة مستوطنين، تمهيداً لتحويلها لمستوطنة كاملة تأخذ كامل الأراضي المجاورة لها، فهو سلوك مستوطنين بدعم وتخطيط من دولة الاحتلال يؤدي بالنهاية للسيطرة على الأرض وفق عناوين ومبررات مختلفة”.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة