loading

فلسطين حاضرة في المونديال

خليل جاد الله

في بطولة كأس العرب التي احتضنتها دولة قطر مع نهاية العام الماضي، حظي المنتخب الوطني الفلسطيني بالكثير من التشجيع. قيل بأن جزءاً كبيراً من ذلك كان؛ لرغبة الجماهير العربيّة بأن يُرفع علم فلسطين في كل ملعب من ملاعب المونديال.

زار منتخب فلسطين ثلاثة من ملاعب بطولة كأس العالم – قطر 2022: ملعب الجنوب، وملعب المدينة التعليمية، وملعب 974، وفشل في زيارة ملاعب أخرى؛ لأنه ودّع البطولة من دورها الأول، ولكن منتخبات عربيّةٍ كثيرة رفعت علم فلسطين حتى أوصلته المباراة النهائية، وتحديداً منتخبيّ الجزائر وتونس، اللذان رفعا علم فلسطين في المدرّج، وفي لقطات احتفال اللاعبين بتحقيق الانتصارات.

وعلى بعد شهرٍ من انطلاقة المونديال العربي الأول فإن إسم فلسطين يعود للارتباط مرّة أخرى بمنافسة تحتضنها دولة قطر، ولكن هذه المرّة يعود ليرتبط بأكبر تظاهرة رياضيّة عالمية، ألا وهي كأس العالم.

مهندس ملعب المباراة النهائية فلسطيني

من المقرّر أن يحتضن ستاد لوسيل -أحد ستادات المونديال الثمانية- المباراة النهائية من بطولة كأس العالم قطر 2022، إلى جانب عدد هام من اللقاءات في الدور الأول والأدوار الإقصائية.

ويعتبر ستاد “لوسيل” أكبر ملاعب المونديال إذ تصل سعته الإجماليّة إلى 80 ألف مشجّع، ولأجل إنجاز مشروع كبير كهذا فإن لمسات المهندس الفلسطيني تميم العابد كانت حاضرة؛ إذ يحمل الرجل الذي قضى سنوات كثيرة من حياته في دولة قطر، مسمّى مدير عمليات استاد لوسيل.

وينحدر العابد إلى عائلة فلسطينية هاجرت من مدينة صفد عام 1948، وكان قد بدأ عمله في تشييد ستاد لوسيل قبل قرابة 9 سنوات، بعد أن أمضى سنوات من العمل
كمهندس ميكانيكي في مجال النفط والغاز في دولة قطر.

ويقول العابد عن ذلك لموقع (Qatar2022.qa): شاركت في الإشراف على إنشاء مصانع للبتروكيماويات في قطر، وهي مشاريع تستقبل أعداداً محدودة من الناس، أما أن أكون من بين العناصر الأساسية في إنجاز مشروع بهذا الحجم وهذه الأهمية، فإن في ذلك شرف كبير لي، وتتويج لمسيرتي المهنية.ً.”

توأم فلسطيني مع نيمار وخابي في إعلان المونديال

شهدت حملة الترويج لمونديال قطر 2022 الكثير من الإصدارات الإعلانية، ويعتبر الإعلان الذي ظهر فيه نجم المنتخب البرازيلي نيمار جونيور، ومعه الـ “تيك توكر” خابي لام، بعنوان: حلمك أكبر، أحد أبزر الإعلانات الخاصة بالمونديال العربيّ إلى الآن.

وقد شهد هذا الإعلان ظهور التوأم الفلسطيني “أمير ومحمد” الوحيدي، وهما توأمان اشتهرا خلال السنوات القليلة الماضية بمقاطع فيديو يتم نشرها عبر حساب يُديره والدهما على موقع التواصل الاجتماعي “انستغرام”. وترتكز هذه المقاطع على إظهار مهارتمها في لعبة كرة القدم، إلى جانب مشاركتهما في تصوير عددٍ من الإعلانات المتلفزة.

ويقول عاصم الوحيدي، والد التوأم أمير ومحمد، عن مشاركته نجليه في الإعلان المونديالي: ” قامت الشركة المنفذة لهذا الإعلان بنشر خبر عن حاجتها لأطفال يمتلكون المهارة في لعبة كرة القدم، فتقدّم لتنفيذ الإعلان أكثر من 70 طفلاً ومن جنسيات مختلفة، وبعد إرسال الفيديوهات والصور الخاصة بالتوأم (twin_model_kids) تم اخنيارهما لتنفيذ الإعلان، وخاصة بعد نجاحهما في تخطّي الاختبار الذي ركّز على القيام بالمهارة المطلوبة في الإعلان”.

ويقيم التوأم “الوحيدي” الآن في دولة الإمارات العربيّة المتحدة، وهم أبناء عائلة فلسطينية من قطاع غزّة، ويلعبان في نادي العين الإماراتي (أبرز أندية الإمارات).

وسبق لهذا التوأم الفلسطيني أن شارك في تنفيذ اعلانات تلفزيونية عديدة لشركات ومؤسسات مختلفة، وبعض عروض الأزياء، ولكن هذه اللحظة التي شاركا فيها مع النجمين العالميين “نيمار وخابي” لتصوير إعلان خاصٍ بمونديال قطر 2022، تمثّل أهميّة خاصة، وعن ذلك يقول والدهما: “مشاركة التوأم تعني لنا الكثير، وهي مصدر فخر لنا ولعائلتنا وبلدنا فلسطين، إذ نعتزّ بكوننا سفراء لفلسطين في هذا الإعلان العالمي الذي يخصّ أكبر حدث عالمي رياضي يُقام في المنطقة”.

شارة الكابتن فلسطينية

قبل فترة بسيطة أعلن الاتحاد البولندي لكرة القدم بأن قائد منتخب بلاده “ليفاندوفسـكي” سيرتدي شارةً تحمل علم أوكرانيا، كشكلٍ من أشكال التضامن مع الشعب الأوكراني، في ظلّ حرب بلاده مع روسيا، وفي إطار يخصّ “الشارة” تحديداً، فإن اتحادات منتخبات عالميّة عديدة -ستشارك في مونديال قطر 2022- أعلنت نيّتها أيضاً في ارتداء قادةِ منتخبات بلدناها شارةً تتضامن مع “المثليين”، وتحمل ألوان هذه الفئة.

هذا الخلط بين قضايا سياسية، واجتماعية، مع مناسبةٍ رياضية أثار الكثير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في الوطن العربي، فأعربوا عن رغبتهم في أن يحمل قادة المنتخبات العربية شارة تحمل ألوان علم فلسطين، كنوعٍ من أنواع التضامن مع القضيّة الفلسطينية، لا سيّما وأنها أسمى القضايا المطروحة.

الإعلامي الرياضي أحمد ملّاح من المملكة الأردنية الهاشميّة تابع هذه الحملات “غير المنظمة” فقرّر أن يُنشئ “هاشتاغ” يُحاكى به رغبات المستخدمين، وصمّم لأجل ذلك صورةً فيها عن مضمون الحملة، وكان عنوان هذا الهاشتاغ (#شارةالكابتنفلسطينية).

ويقول ملّاح عن ذلك: “تشرفت باطلاق الوسم (الهاشتاغ) الخاص بهذه الحملة إلى جانب تصميم خاص بها، وهو التصميم والذي لاقى انتشاراً واسعاً وتم استخدامه في مختلف المنصات، وتوحيد الهاشتاغ -تحديداً- هو أساس نجاح حملات مواقع التواصل الإجتماعي”، وأضاف ملّاح والذي يعتبر أحد أبرز المبادرين لإطلاق الحملة على نطاق واسع، بأنه يشعر بساعدة كبيرة للأثر الذي تركته، ولمساهمة عدد كبير من الزملاء الإعلاميين وصُناع المحتوى في انتشارها أيضاً.

وعن السبب الذي دفعه لاطلاق الهاشتاغ يقول ملّاح: “القضية الفلسطينية هي قضية كل عربي وحُر في هذا العالم، وأرى بأنه من الواجب علينا كإعلاميين كلما سنحت لنا الفرصة أن نُذكر بقضيتنا، و#شارةالكابتنفلسطينية هي رد على ما تُروج له بعض المنتخبات المشاركة لاقحام أمور بعيدة عن الرياضة في كأس العالم من خلال اقحام السياسة وأمور لا تناسب عاداتنا أو عقيدتنا الإسلامية في أول مونديال يُقام بأرضٍ عربية”.

ويأمل ملّاح إلى جانب مستخدمين ومؤثرين كُثر في الوطن العربي بأن يصل صوتهم للاتحادات العربية من أجل تنفيذ هذه الفكرة، لا سيّما وأنها ستسمح لعلم فلسطين بالتواجد في بطولة كأس العالم ولأول مرة على قميصٍ منتخب مشارك فيه، بعد أن كان منتخب فلسطين أحد أوائل المنتخبات العربيّة التي تنافست ووصلت الأمتار الأخيرة من أجل الوصول للمونديال، وكان ذلك في تصفيات كأس العالم 1934، والتي خسر فيها منتخب فلسطين ورقة التأهل في الأمتار الأخيرة أمام شقيقه المصريّ.

وظهر قائد المنتخب القطريّ حسن الهيدوس قبل أيام مرتدياً وشاحاً يحمل ألوان “الكوفيّة الفلسطينية” في لقاءٍ جمع نجوم المنتخب القطري مع الجماهير، على إثر افتتاح معسكر “العنابي” استعداداً لبطولة كأس العالم قطر – 2022. وأعتبر مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي ذلك إشارةً لرغبةِ الهيدوس في تنفيذ فكرة أن تحمل شارة المنتخب القطري (العربي) ألوان علم فلسطين.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة