مستوطن في رئاسة أركان جيش الاحتلال

هيئة التحرير

عيّن هيرتسي هاليڤي رئيس لهيئة أركان جيش الاحتلال، هاليڤي الذي يقطن بمستوطنة “كفار ها-أورانيم” غرب مدينة رام الله في الضفة، سيكون أول رئيس أركان لجيش الاحتلال يسكن في إحدى مستوطنات الضفة الغربية، فما الذي يعكسه هذا التعيين على الوضع الفلسطيني.

وعن ذلك يقول عادل شديد الخبير في الشأن الإسرائيلي في حديث ل ” بالغراف”  أن يكون رئيس أركان جيش الاحتلال الجديد مستوطن فهذا يعني أنه مؤمن بما يسمى أرض إسرائيل الكبرى بما فيها الضفة ” يهودا والسامرة”.

وأضاف أنه  قبل سنوات كان الجيش والأمن هم أكثر من يدعم عملية السلام مع السلطة الفلسطينية وذلك من منطلقات أمنية، ولكن عندما يكون رئيس هيئة أركان  جيش الاحتلال مستوطن، فهذا يعني أن تكون توصياته الأمنية والعسكرية للمستوى السياسي بضرورة الحفاظ على الاستيطان، وبضرورة الحفاظ على القوة، وتبني القوة العسكرية والحد الأقصى من القوة بالتعامل مع الفلسطينيين، ما يعني ذلك عدم التنازل عن أي جزء مما يسمى بأرض اسرائيل ورفض أي كيان آخر ، وأيضًا رفض حل الدولتين

وأكد شديد أن هذا التعيين يعكس أن الجيش الإسرائيلي أصبح يُحكم ويخضع لتأثير اليمين في اسرائيل سواء اليمين الديني أو العلماني، مضيفاً أن هاليڤي ليس متدينًا فهو طالما يسكن في الضفة فهذا يعني  تبنيه وجهة نظر يمنية علمانية، فاليمين الإسرائيلي ينقسم إلى ديني علماني وهو يسكن في مستوطنة علمانية لا يوجد فيها متدنيين، وهذا يعني أنه الجيش الإسرائيلي أو قيادته  لم تعد تحسب على أنهم جيش لا وجهة نظر لهم أو ليس لهم توجهات سياسية أو حزبية ودورهم هو حماية أمن اسرائيل فقط، فهذا اليوم أصبح مختلف لأنه طالما كان العسكري الاول القائد العسكري للجيش مستوطن فهذا يعني أنه سيوظف الجيش لخدمة المشروع الاستيطاني

 وشدد على أن هذا خطير جداً على الصعيد الفلسطيني،  ولكن بالمجتمع الاسرائيلي فهو منذ سنوات ذهب باتجاه اليمين سواء الديني أو العلماني، حيث وصلت مجموعة من من المستوطنين  لهيئة الأركان وكانوا ضباطًا كبار،  ولكن أن يكون رئيس الأركان مستوطن فهو تطور جديد، وهذا يعكس مرحلة ذات تأثير قوي جداً لليمين

ووفق شديد فهذا التعيين يعني أن الأمور فلسطينيًا على  مفترق طرق، فالجيش كان بالعادة يُحسب على يسار الحكومة في إسرائيل،  وهو كان الأكثر ضغطًا ودفعًا باتجاه المسار السياسي والمفاوضات مع السلطة الفلسطينية، فهم كانوا يطرحون أنفسهم بأنهم ليسوا جزءًا من المنظومة السياسية في اسرائيل، بل هم جهاز أمني حِرفي يساعد بتقريب الوضع بين الفلسطينيين واسرائيل، فالسؤال الآن هل ستقبل السلطة استقبال ضباط وهم يخضعون لهذا المستوطن المسؤول، فهذا يضع الأمور أمام مفترق مصيري بحسب ما يقوله شديد ل ” بالغراف”

بدوره يرى خلدون البرغوثي المختص بالاعلام العبري أن هذا التعيين لا يعني شيء إسرائيلياً فهو نائب رئيس هيئة الأركان السابق ومع انتهاء مدته جاء هذا التعيين

تعيين هاليڤي الذي يعيش في مستوطنة بإحدى مستوطنات الضفة، خاصة في هذه الفترة حيث بات القرار الاسرائيلي ممسوك من قبل المستوطنين، وفي الفترة التي قادة الاستيطان هم من يتصدرون المشهد في الاعتداء على المواطنين وذلك بالشراكة مع الجيش والمنظومة السياسية الاسرائيلية، فإن هذا التعيين يعزز هذا التوجه لكون المسؤول الأول عن الجيش الإسرائيلي هو نفسه مستوطن

 وأكد البرغوثي أن المستوطنين وجنود الاحتلال والمسؤولين يقومون بنفس الدور والفرق بينهم هو الزي فقط، فالمنظومة الاستيطانية والمنظومة السياسية والعسكرية مرتبطة وتخدم هدف واحد، حيث عبر عنها أحد مسئولي الجيش عندما قال نحن والمستوطنين شيئاً واحداً

 واضاف أنه من وجهة نظر صهيونية فالضفة الغربية أهم من الداخل، فهم يسمونها ” يهودا والسامرة”، فهم يحاولون الادعاء بأن لهم موقع ديني في كل مكان بالضفة مثل قبر يوسف في نابلس وقبة راحيل في بيت لحم والحرم الابراهيمي في الخليل، إضافة إلى قبر ابراهيم الذين يعتبرونه الأب، لذلك فمعظم الاماكن التي لديها أهمية دينية في الادعاء الصهيوني موجودة في الضفة، ولذلك يعتبرون أن الضفة والداخل لهما نفس الشيء بل ربما الضفة أهم

 ولفت إلى أن وزير الجيش السابق ايفغدور ليبرمان  يسكن أيضاً في مستوطنة ” نكوديم” جنوب بيت لحم،  إضافة إلى الكثير من المسؤولين الذين يسكنون في مستوطنات بالضفة المحتلة

 وهرتسي هاليڤي ولد ونشأ في مدينة القدس عام ١٩٦٧، وشغل عدة مناصب منها تعيينه عام ٢٠٠١قائدًا لوحدة “ساريت متكال” في جيش الاحتلال وبقي في منصبه 3 سنوات، واستمر ترفيعه في الرتب في الجيش حتى تعيينه رئيسا للمخابرات العسكرية العام ٢٠١٤ورئيسا للقيادة الجنوبية العام ٢٠١٨، إلى أن تم تعيينه نائبًا لرئيس هيئة الأركان عام ٢٠٢١.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة
الرئيسيةقصةجريدةتلفزيوناذاعة