هيئة التحرير
ما أن انطلق كأس العالم وبدأ الرسام الفلسطيني محمود عباس بنقل أحداثه بطريقته الخاصة، فرسمُ الكاريكاتير وسيلة عباس لإيصال رسالته في كل حدث، وتلامس الصورة الكاريكاتيرية رسالة الرسام إلى المتلقي من خلال سياق مشترك قائم على الواقع الذي يعيشونه.
وأفاد عباس في حديث ل”بالغراف” أن كأس العالم هو بطولة ينظر لها الجميع، والمتابعة من كل العالم له كون أهميته لهذا العام تعود لإقامته في دولة عربية والتي ينظر العالم الغربي لهم برجعية وتخلف، ويُنظر لها بعين الاسلاموفوبيا.
واعتبر أن مساندتهم اليوم لدولة عربية كقطر كونها دولة منظمة، ودعمهم كعرب للمنتخبات العربية مهم جداً من عدة نواحي، أولها مؤازرة الشعوب العربية من خلال مشاركتها بالمباراة وتشجيعها، وثانياً أن تصل صورتهم الحقيقية للعالم خصوصاً أن هناك من يسيء لصورة العرب ويحاول تضليلها.
كرسام كاريكاتير يحاول عباس الرد على الرسومات المسيئة والأفكار الخاطئة التي يوصلها رسامي الكاريكاتير الغرب والاسرائيليين والتي انتشرت عقب تنظيم البطولة في العديد من الصحف الأمريكية منها والاسرائيلية التي حاولت تشويه صورة العرب وتشويه الحقائق عنهم من خلال رسماتهم.
ويعتبر عباس كفنان فلسطيني أن رسوماته الكاريكاتيرية التي تتبع كل مباراة هي من واجبه كرد جميل للشعوب العربية التي ترفع العلم الفلسطيني عالياً، وتهتف باسم فلسطين وتذكرها في كل تجمع لها، وأن يكون العلم الفلسطيني ملاصق لأعلام المنتخبات العربية في كل مباراة فهذا يدل على أن الشعوب العربية لا زالت تؤمن بعدالة القضية الفلسطينية وعدالة مناصرتها.
المقاطعة ..
ويرى عباس أن الاحتلال ظن بتوقيعه اتفاقيات مع حكومات بعض الدول العربية وتطبيع العلاقات ببعض المجالات أنه امتلك الشعوب العربية وامتلك إرادتهم، “فاليوم نرى بعض الشعوب في قطر التي طبعت دولها مع الاحتلال الاسرائيلي أن جماهيرها تؤازر الشعب الفلسطيني وتسانده برفع الأعلام ورفض الحديث مع وسائل إعلام الاحتلال ومقاطعتهم، فردة الإعلام الاسرائيلي كانت محبطة جداً، فهذا ما يرينا أن الشعوب لا زالت حية، فكل عربي حر رفض الظهور في مقابلاتهم، فهذا رد على أن الشعوب العربية لا يمكن كسر إرادتها بتطبيع بعض حكوماتهم بعلاقاتهم مع الاحتلال، وعلى سبيل المثال الشعب المصري الذي على الرغم من توقيع اتفاقيات سلام منذ أكثر من ٤٠ عاماً إلا أنه لا زال يرفض رفضاً تاماً تطبيع العلاقات مع الاحتلال، فهذه عبرة من كل الشعوب الحرة.
محمود عباس
عشق رسم الكاريكاتير ودمج بين دراسته وشغفه، محمود عباس ٣٦ عاماً فلسطيني الأصل من قرية حمامة جنوب فلسطين وولد في مخيم الوحدات للاجئين الفلسطينيين في الأردن وأكمل تعليمه الابتدائي والثانوي والجامعي في غزة ويعيش في السويد ، حاصل على درجة البكالوريوس في التصميم والمونتاج، منذ عام ٢٠٠٩ التحق في ركب رسم الكاريكاتير واتخذه وظيفة، فهو عضو في شبكة الكرتون الدولية، والاتحاد الدولي للصحفيين ونقابة الصحفيين السويديين، وكان قد حصل على الجائزة الفخرية في البرتغال عام ٢٠٢١.
امتلك عباس موهبة الرسم منذ الصغر، واشتهر في انتفاضة الأقصى برسم اللوحات المناهضة للاحتلال على الجدران في مخيمات ومدن قطاع غزة، في عامي 2007 و2008 استشهد والده وشقيقيه حسين ومصطفى، وهو ما دفعه إلى البدء برسم الكاريكاتير حيث وجد فيه في البداية وسيلة للتعبير عن الفقد، وانطلق بعدها لرسم آلاف اللوحات التي ارتبطت بمناسبات أو أحداث وطنية مما لاقت رواجاً وإقبالاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي والمجلات والجرائد.