loading

الفتيات وكأس العالم: بنعرف أكثر منكم

هيئة التحرير

قبل انطلاق كأس العالم المقام في قطر، بدأت منشورات ساخرة تطالب الفتيات بعدم الاقتراب من الرجال أثناء المباريات وعدم طرح أي سؤال حول المباريات، منشورات لاقت رواجاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، ولم تتوقف مع بدء البطولة بل تحولت لمنشورات ساخرة من متابعتهن للمباريات وتفاعلهن عليها، فما رأي الفتيات بذلك، وهل فعلاً لعبة كرة القدم حِكرًا على الرجال؟!

شكران العتوم “٢٦ عامًا” تقول في حديث ل” بالغراف” أنها بدأت تتابع كرة القدم منذ كانت في العاشرة من عمرها، وتحديدًا من مباراة فرنسا وإيطاليا بكأس العالم، مضيفة أنها ومن بعدها بدأت تتابع كرة القدم وبانتظام، حيث تتابع الدوري الإسباني والدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي، مؤكدة أن متابعتها لا تقتصر على الدوريات الأوروبية فتتابع أيضاً كأس أسيا وأمم إفريقيا وغيرها من البطولات، مشيرة إلى أنها تهتم بكل شيء يخص كرة القدم وتتابع كل شيء يخصها.

الصحفية المختصة بالجانب الرياضي أحرار جبريني “٣٣ عامًا” تقول أنها بدأت متابعة كرة القدم منذ عام ٢٠٠٦ دون فهم مجريات المباراة ولكن ومع الأيام ومجالسة أصحاب الخبرة، أصبحت تتحرى وتسأل عما يدور حتى بدأت باستيعاب اللعبة والإلمام بقوانينها وتحديثاتها.

وأكدت أن متابعتها لكرة القدم لا تقتصر على كأس العالم فمنذ العام ٢٠١٠ وبحكم عملها كصحفية ومصورة رياضية بدأت بمتابعة دوري المحترفين الفلسطيني  وكأس أبو عمار وكأس فلسطين ومشاركات منتخب فلسطين بالإضافة إلى دوري الأبطال والدوري الاسباني والسوبر الأوربي، وغيرهم من الدوريات العربية، مضيفة أنه وبلا شك أن كأس العالم يختلف عن غيره من البطولات الرياضية كون له أجواء استثنائية باعتبار أن كرة القدم هي اللعبة الأكثر متابعة من قبل الجماهير.

وتقول لبيبة أبو سارة ” ٢٢ عامًا” أنها بدأت تتابع كرة القدم منذ كأس العالم ٢٠١٤، ومن ثم بدأت بعدها تتابع الكرة بانتظام وتتابع باقي البطولات الرياضية، مؤكدة أن متابعتها غير مقتصرة على كأس العالم فقط.

بدورها تقول الصحفية ولاء السلامين “٣٠ عامًا”  أنها  بدأت تتابع كرة القدم منذ أكثر من ١٤ عامًا، مضيفة أنها تتابع كأس العالم ولكن لا تقتصر متابعتها لكرة القدم على المونديال، إنما تتابع غيره من البطولات.

كرة القدم ليست حكراً على أحد

وأضافت أنه في المجتمع ليس الجميع يتوقع من الفتيات الحوار في كرة القدم، مؤكدة أن كرة القدم ليست حكراً على أحد فهي لكل من يفهم بها، مضيفة أن هناك الكثير من الشبان لا يعلمون عن الكرة شيء أيضاً.

وأكدت ولاء السلامين والتي تعمل في الصحافة الرياضية أنها لا تعطي أهمية كبيرة للأحاديث المتعلقة بمتابعة الفتيات لكرة القدم، مضيفة أنها فقط اهتمامات ليس أكثر، فهناك فتيات يعرفن الكثير عن كرة القدم لأنها في خانة الاهتمامات لديهم، مشيرة إلى أنه كما يوجد فتيات لا يعرفن شيء بكرة القدم،  فهناك شبان لا يعرفون عن كرة القدم الكثير، مؤكدة أنها تستطيع تقديم الأدلة من خلال الجولات الميدانية التي تقوم بها، مضيفة أنه ومن خلال عملها فمن جهة المعلومات هناك قلة نادرة من تعرف بتاريخ كرة القدم.

وأشارت إلى أنها تعمل في المجال الرياضي منذ سنتين، وأنها في البداية عانت من الصعوبة في التعامل خاصة وأن الذين تتعامل معهم على دراية كاملة في المجال الرياضي، مؤكدة أن البدايات دائمًا ما تكون صعبة ولكنك تستطيع بمجهودك التغلب على كل شيء فلم يأتي كل شخص على مجاله وهو متعلم كل شيء وإنما بالممارسة وتطوير الذات ستتغلب على كل شيء.

وتبيّن أحرار جبريني أنه لا يوجد فرق بين إمرأة ورجل في متابعة المباريات، فطبيعة الإنسان  وتركيبته مختلفة بدرجة اهتماماته، وكون أجواء كأس العالم استثنائية  فنسبة متابعة النساء تزداد من مونديال لآخر وذلك لعدة أسباب منها أن طبيعة الأجواء تحتم عليهن المتابعة، أو ربما لأن دولة عربية مستضيفة لهذا الحدث، أو ربما بدافع العروبة بسبب المنتخبات العربية المشاركة ، إضافة إلى تطور الثقافة الرياضية ومفهوم كرة القدم، مؤكدة سعادتها الكبيرة بأن النساء والفتيات أصبحن يتابعن بشغف.

وحول المنتقدين لمشاهدة المرأة للمونديال فأكدت جبريني  أن كل محبي كرة القدم يشاهدون كأس العالم على وجه الخصوص مع جميع أفراد الأسرة، مضيفة أن الناس تغيرت ولكن تبقى هنالك فئة قليلة تحارب كل ما هو ناجح، مشيرة إلى أنه هناك منتقدين ليس للمرأة فحسب ففي هذه النسخة بالذات انتقد جزء من الناس تنظيم قطر للمونديال وتحدثوا عن الأموال التي دُفعت من أجل المونديال لكنهم تناسوا أن حصول قطر على تنظيم المونديال كان إيجابيا لكل العرب فاختلفت نظرة الغرب عن العرب وعن ديننا الاسلامي.

وأوضحت شكران العتوم أن كرة القدم ليست حكراً على الرجال أو الإناث، فهي هي عبارة عن لعبة للشعوب كافة، فهي سميت بالمتعة وأفيون الشعوب ولم يتم اقتصارها على ذكور وإناث، فهي عبارة عن شغف وحبها لمن يريد، مضيفة أن هناك الكثير من الفتيات اللواتي لا يتابعن وفي المقابل أيضاً هناك الكثير من الذكور اللذين لا يتابعون، مضيفة أن الطابع العام في العالم العربي أن كرة القدم يتابعها الذكور ولكن هذا غير صحيح فهي للجميع، وهناك الكثير من الفتيات اللواتي يتابعن المباريات بكل شغف، مؤكدة أنه يجب علينا فقط المتابعة والاستماع بكرة القدم بعيدا عن شخصنتها.

توقعات حامل اللقب

وحول توقعها للفائز بكأس العالم هذا العام أكدت شكران العتوم أنها تتمنى أن يصل المنتخب المغربي للنهائي ويتوج باللقب ويكون أول منتخب عربي إفريقي يحقق الكأس وتتزين قمصان المنتخب بالنجمة الأولى، فالمغرب فازت على الكثير من المنتخبات الكبرى، ولكن وفي نفس الوقت يبدو أن الكأس يريد ميسي فمنطقيًا تتوقع فوز الأرجنتين بالكأس هذا العام.

وتوقعت ولاء السلامين أن يكون نهائي كأس العالم ما بين فرنسا والأرجنتين، إلا إذا أحدثت المغرب الشقيق مفاجأة من العيار الثقيل وذلك بأن تقصي بطلة العالم النسخة السابقة، مؤكدة أن ذلك سيجعلنا سعداء جدًا  بأن يكون منتخب عربي شقيق في هده المكانة، فهذا يعني الكثير للعرب والمغاربة على حد سواء.

وتمنت لبيبة أبو سارة فوز الأرجنتين بكأس العالم ولكنها تتوقعها لفرنسا.

ورأت أحرار جبريني أن هذا المونديال هو مونديال المفاجآت، متوقعة أن يكون حامل اللقب الفائز من مباراة فرنسا والمغرب.

مسالة تدعو للفخر

وأشارت ديمه يوسف، المحللة الرياضية واللاعبة في المنتخب الوطني النسوي لكرة القدم، إلى أن هناك اندماج كبير للفتيات في متابعة كأس العالم لهذا العام، وهذا يدعو للفرح، ويجعلنا نرى أن حب النساء للرياضة في فلسطين، لا يبتعد عن كون المجتمع بشكل عام يتابع الرياضة وكرة القدم ويحبها بشكل كبير.

متابعة النساء، والتحليلات اللتي يكتبنها يجعلنا نشعر بالفرح والفخر، ونتمنى أن نشاهد الفتيات في محلات أكبر،.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة