loading

فرن حلاوة: كعك القدس في نابلس

حنين قواريق

تفوح رائحة كعك القدس في حارة الحبلة النابلسية، لتجذب المارين لمصدرها، حيث لونها الذهبي اللامع التي أضفتها عليها أشعة الشمس، فتحثُك على تذوق الكعك الشهي من فرن حلاوة، لطالما تفنن بصنعها الأب عبدالله حلاوة، وأبنائه الثلاثة فادي وفراس وابراهيم، إذ حافظوا على المهنة بعدما توارثوها من الأجداد.

يعمل الأب عبدالله حلاوة في هذه المهنة منذ أربعين عاماً .. تعلمها من والده.. ثم علمها لأبنائه الخمسة، ويقول: “تعلم والدي هذه المهنة في مدينة القدس، ثم علمها لي ولإخواني الأربعة، وبدورنا علمناها لأبنائنا، لكن بعدما كبرت عائلاتنا، استقل كل شخص منا في محل تجاري خاص به.

أعمل انا وثلاثة أبناء لي هنا والرابع يبيع الكعك على عربة في وسط نابلس، والخامس استشهد”.

ويضيف: “عمر الفرن أكثر من 60 عاماً, فكان على زمن الدولة العثمانية مخبزاً لكل أهالي الحي, فكانت الحياة آنذاك بسيطة, لا يملكون مخبزاً في منازلهم, فكل حي في البلدة القديمة كان يضم مخبزاً أو اثنان, والأهالي يحضرون العجين لصاحب المخبز بحيهم ويخبزه, كوالدي, ثم تعلم كعك القدس واستمر به, ونحن أكملنا بها, وجيل يسلم جيل”.

يبدأ عمل العائلة من الساعة الثالثة فجراً, حيث يقسمون ساعات العمل على بعضهم, ليواصلوا النهار بالليل, وإلى جانب كعك القدس يبيعون “البرازق الشامية والمعمول والمقروطة” التي يحضرونها من مخابز يتعاونون معها نظراً لضيق الوقت الذي لا يسعفهم سوى لعمل كعك القدس والتميز به.

فيقول الابن فادي حلاوة ساحباً صواني الكعك: “كل مكان له طريقته الخاصة, ونحن لنا طريقتنا المميزة في صنع الكعك من حيث مذاقه ولونه, وهذا ما يجعل الإقبال جيد جداً, فعندما يجربنا أحد لأول مرة, يعودة مرات أخرى, وهناك زبائن يأتون إلينا من مختلف أماكن الضفة الغربية كالداخل المحتل, جنين, وبيت لحم, ونبيعها بأسعار شعبية لمراعاة الأوضاع الاقتصادية للسكان, لم نرفع السعر على المواطنين, ومن لا يملك مالاً, نُطعمه لوجه الله”.

وختم حديثه: “أستحضر أيام جدي عندما كنت أساعدهم منذ الصغر, ولم نغير بهيئة المخبز, سوى إضافة بعض الآلات التي تعيننا في عملية العجن والخبز, أما ما تبقى فننجزه يدوياً, وأحضرنا عاملين كُثُر ليساعدونا لكنهم لم يتقنوها بالشكل المطلوب, فتحتاج لجهد وتركيز كبير, فيجب أن نتبع مقادير معينة, ونعتمد على أوقات معينة للتخمير, أو إخراجها من الفرن وما إلى ذلك”.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة