loading

ماهر يونس: خاتم والده الذي انتظره حتى تحرر

هيئة التحرير

عرس منتظر لا يشبه الأعراس الأخرى، وخاتم يلمع بالألماس يحمل معانٍ كثيرة، عباءة بيضاء وُضعت على الأكتاف وإكليل من الورد الأحمر زين عنقه، وخاتمُ ذو قصة جميلة لمع في خنصره، هذه الصورة التي تميز بها الأسير المحرر ماهر يونس لحظة استقباله في بلدته عارة المحتلة.

بالزغرودة والمهاهاة الفلسطينية استقبلت والدة المحرر يونس نجلها بعد أربعين عاماً من الحرمان والقيود، وققت بجانبه بعدما ألبسته العباءة الذي تركها والده، وقالت:” اسمعوا يا شباب هذا الخاتم الألماس هدية من المرحوم والد ماهر، وطلب أن يبقى ذكرى وأن أضعه في خنصره لحظة الإفراج عنه”، فما قصة الخاتم الذي لفت نظر الحضور جميعهم.

خاتم الألماس..

وعن رمزية هذا الخاتم يقول المحرر يونس في حديث ل”بالغراف” :” هذا الخاتم عليه حبة ألماس موجودة عليه، في أحد المناسبات في البلد عنا كان والدي قاعد مع أصحابه بوسط البلد في قهوة، كان يتناقش مع رفاقه فأحدهم سأله شو الخاتم اللي على ايدك، فكردة فعل نظر الوالد على الخاتم ليشرح عنه فلاحظ أن حبة الألماس قد سقطت وضاعت، فقبل أن يشرح قصته قال لهم أن الحبة الموجودة على الخاتم مفقودة ولم يخبرهم أنها ألماس، فوضع يده على قلبه بأن الألماسة قد ذهبت وضاعت، فالكل اجتهد وصار يبحث عن الخرزة وبالآخر وجدوها فقال لهم “يا هُبل” أنا ما قبلت إني أقلكم إنها ألماسة خوف حدا يخفيها ولكنها ألماس أصلي”.

ويكمل:” هذا الخاتم لوالدي الذي كان صديقي ورفيقي وحبيبي كنا كأصدقاء فقال للجميع هذا ما بلبسه من بعدي إلا ماهر، أبو العائلة  كما نسميها نحن الفلاحين أنه إرث لمن سيستلم العائلة بعد والدي، دارت السنين واعتقلت ومُنع إدخال الخاتم للسجن، لأن هناك خيارات محدودة بماذا سيدخل للسجن”.

ويتابع:” ضل الخاتم محافظ عليه من قبل الوالد والوالدة طيلة فترة اعتقالي، فظل الخاتم محفوظاً في مكان ما حتى خروجي من السجن، على أساس أن يكون رمز وفاء من الوالد تجاه ابنه، فالحمد الله على كل شيء في السراء والضراء، فوالدي كان عزيزاً علي فوفاء منه لما قدمت وما عشت حافظ على الخاتم لأكمل به أنا المسير بعد خروجي من السجن”.

ويؤكد يونس أن هذه الرمزية تعني له الكثير خاصة أنه حرم من الكثير من الأشياء خلال أربعين عاماً، وكانت والدته مدركة لهذا الشيء.

 “حينما وضعت والداتي الخاتم في اصبعي لا أعلم إن كانت تعابير وجهي كافية لتشرح مشاعري وما أشعر به ولكن على الرغم من فرحتي الكبيرة إلا أن هناك حزن كان بداخلي وفرحة منقوصة حيث أنني استذكرت الوالد في لحظتها، فبداخلي استذكرت كل اللحظات التي عشتها معه، كانت لحظات طويلة وصعبة كنت في حينها عائد من المقبرة وضريح والدي وبعدما قرأت الفاتحة على روحه وكنت أتذكر فيه ولكن جاء الخاتم وقال لي بأن الوفاء الذي بيني وبينك أنا أعانقك إياه الآن، كنت سعيد جداً لأن أمتلك الخاتم للمرة الثانية وأشوفه على ايدي أنا وأشم رائحة الوالد”.

لم يكن الخاتم هو الإرث الوحيد من والد المحرر يونس، فقد كانت هناك ساعة ذهب أهداها لابنه الآخر نادر كإرث ووفاء منه لأبنائه فهي تحمل رمزية كبيرة مثل رمزية الخاتم، فحفاظهم على هذا الإرث هو حفاظ على معزة والدهم.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة