حلوة عاروري
أطلقت حكومة الاحتلال يد المستوطنين للانتقام والارهاب في شوارع البلدات الفلسطينية جنوب مدينة نابلس، بعد مقتل مستوطنين اثنين في عملية إطلاق نار في وضح النهار يوم أمس في بلدة حوارة، أحرق المستوطنون عشرات المنازل والسيارات، وروعوا مئات المواطنين، وأوقعوا شهيدا وعشرات الإصابات.
وحول العملية يقول المختص في الشأن الإسرائيلي محمد أبو علان في حديث لبالغراف إنها تشكل فشلًا استخباريًا للاحتلال والشاباك، كونه لم يتمكن من منع هذه العملية مع أنه يدعي دائماً أنه يمتلك المعلومة الذهبية، إضافة إلى أنه يمكن تصنيفها على أنها فشل عملياتي ميداني لجيش الاحتلال وذلك لعدة أسباب منها أنها وقعت في منطقة يمكن تسميتها بالمربع الأمني لجيش الاحتلال ومستوطنيه حيث تقع بين أسوأ حاجزين في الضفة الغربية حاجز حوارة وحاجز زعترة، إضافة إلى أنها جاءت في ظل ذروة حالة الاستنفار لجيش الاحتلال وخوفه من وقوع عمليات عقب مجزرة نابلس، إضافة إلى تمكن منفذ العملية من إطلاق النار من مسافة صفر والانسحاب على ما يبدو سيرًا على الأقدام كما نقلت وسائل الإعلام العبرية.
وأضاف انه قبل عملية حوارة قالت عضو كنيست من الصهيونية الدينية في خِطاب لها في الكنيست أن قوات الاحتلال لا تقوم بما يكفي من نشاطات لوقف عمليات المقاومة الفلسطينية، وأن هذه العمليات جعلت كل مستوطن في شمال الضفة هدفاً لعمليات إطلاق النار التي تتم بشكل يومي، لذلك كل الأمور تدفع باتجاه قيام الاحتلال بعمليات عسكرية واقتحامات للمدن الفلسطينية أكثر وأكثر لمنع هذه العمليات.
ولفت أبو علان إلى أن اقتحام المدن الفلسطينية لم يتوقف، ولكن وتيرته تختلف عندما يكون هناك عملية كعملية حوارة اليوم وبين أن يكون هناك عملية اعتقال عادية، معتقدًا أن عملية حوارة ستجعلهم يرفعون أكثر درجة الاستنفار.
وحول ردود الفعل الاسرائيلية أكد أبو علان أن الردود كانت في معظمها تطالب حكومة الاحتلال بالانتقال من مرحلة الدفاع عن النفس” حسب ما يقولون” إلى مرحلة الهجوم، وأن تبادر بتنفيذ نشاطات أمنية ضد الفلسطينيين، وأنها لا تقوم بما هو يكفي حسب رؤيتهم لمنع عمليات المقاومة.
وأكد أبو علان أن وزير الحرب في حكومة الاحتلال عقد جلسة تقدير موقف ودعا من خلالها إلى تعزيز القوات وزيادة نشاطهم في الضفة الغربية، إضافة إلى تكثيف الجهود للبحث عن المنفذ العملية، لأنه شخص مسلح وبالتالي هناك قلق من قيامه بتنفيذ عمليات أخرى، وكذلك دواعي الاستنفار الاسرائيلية هي الخوف من حدوث عمليات تقليد لعملية حوارة كما يحدث بالعادة بعد مثل هذه العمليات، بالتالي فإنهم قاموا برفع درجة الاستنفار في الضفة الغربية لمنع وقوع أي عمليات أخرى.
تصريحات قادة الاحتلال حول قمة العقبة
وحول ما حدث في قمة العقبة وما نتج عنها، قال أبو علان أن تصريحات حلفاء نتنياهو بن غفير وسموتريتش كانت واضحة، فبن غفير قال إن ما كان في الأردن سيبقى في الأردن، أما سموتريتش فقال أنه لن يتم ايقاف البناء في المستوطنات في الضفة ولو ليوم واحد، فبالتالي من الواضح جداً أن هذه القمة لن يكون لها أي نتائج إيجابية على الفلسطينيين.
وتابع أنه حتى جيش الاحتلال قال إنهم مستعدون للتجاوب مع طلب السلطة حول تقليل عمليات الاقتحام لمناطق ” أ” بالحد الأدنى ولكن سيبقى ذات التعامل في حال وجود إنذارات حرجة لتنفيذ عمليات، أو في حالة وجود أشخاص يخططون لعمليات مقاومة على المدى القريب، وهذين السببين من الممكن للاحتلال أن يبرر بهن أي عملية اقتحام أو أي عملية اغتيال في الضفة الغربية، بشكل مخالف لما تم الاتفاق عليه في قمة العقبة.
ولفت أبو علان إلى أنه إذا كان من الممكن إجمال قمة العقبة فإنه يمكن القول أنها تريد أن تجعل من السلطة هي خط المواجهة الأول مع المقاومين في مدينتي نابلس وجنين بالدرجة الأولى، والمتابع لنصوص البيان الختامي يعلم بأن القضية أمنية بالدرجة الأولى وبالتالي يريدون أن تكون السلطة هي رأس الحربة في مواجهة عرين الأسود وكتيبة جنين.