أم ابراهيم النابلسي: خاتم الشهيد الحي

هيئة التحرير

من منا لا يذكر تلك الصورة الشهيرة لها حين حملت نعشه مبتسمة بصلابة وفخر، من منا لم يتأثر بعظمة تلك الأم، الأم الفلسطينية التي لن يَفيها مداد الوصف حقها، تلك الأم وإن بدت صامدة لإيصال رسائل شتى إلا أنها أمام فقدان فلذة كبدها ينهش الحزن روحها، لكن ما يُعزيها أنه نال الشهادة التي طلبها على درب الحرية ونيل أسمى الدرجات عند الله

أم إبراهيم النابلسي أصبحت أيقونة وعلامة فارقة في التاريخ الفلسطيني، إلا أنها قبل ذلك تبقى أمًا وتحمل ذكريات إبراهيم وطفولته في قلبها

في شهر الأمهات في آذار الذي يعود كل عام محملاً مرة بالفرح ومرة بالحزن ومرات بالذكريات، تحدثت أم إبراهيم النابلسي ل” بالغراف” عن ذكرياتها مع إبراهيم في عيد الأم، فقالت إن لها ذكريات حلوة معه في هذا اليوم، فكان إبراهيم يعتبر كل يوم هو يوم أم وليس يوم معين، فعندما يعلم أنه في شهر آذار عيد الأم، وهو وأشقاءه يعلمون أنه بالنسبة لي لا أقبل بهذا اليوم فكل يوم هو يوم الأم، فكان يجلب لي الهدية قبل يوم أو بعد يوم من يوم الأم، فكان يجلب لي وهو بالمدرسة الورود

وأضافت أنه وهو وفي عمره الخامس عشر جلب لها هدية خاتم وقال لها أنه يحضر لها مفاجأة فجلب لها خاتم مكتوب عليه “لا تحزن هو حي”، مؤكدة أن هذه هي أثمن  وحتى هذه اللحظة ما زالت ترتديه، مضيفة أنها كانت لا تستطيع ارتداء شيء لفترة طويلة من الوقت فسألها عنه ذات يوم فقالت له أنها لا تستطيع الارتباط بشيء في يدها لفترة طويلة، فأصبح يرتديه هو مع إخبارها أنه لها في أي وقت تريده، وعند استشهاده طلبت إحضار الخاتم لأن لها بالأساس وهو هديته لها، مؤكدة أنها ترتديه الآن

تقول أم إبراهيم إن سر صبرها أن الله استجاب لدعاء إبراهيم الذي كان يررده دائماً، ” اللهم اربط على قلبي أمي”، فتحدثت أيضاً عن تعلق إبراهيم الكبير بها فتقول أنه كان شاباً مرضياً وكان لا يستطيع رؤية دموعها مطلقاً، وهو حنون بشكل كبير وكان يحب أن تلاعب شعره

في حديثنا مع أم إبراهيم كانت تخاطبنا إبني مستخدمة لفظ ” إمي” نعم هذه الكلمة التي لاحظنا أنها تستخدمها في كل مقابلاتها حين تخاطب شخصاً ما، فما السبب وحول ذلك تقول أنها عندما استشهد ابراهيم قالت حينها ” إن راح ابراهيم رح يطلع ألف إبراهيم”، مؤكدة أنها عندما ترى شخص أو تسمع صوت حنون وتشعر أنه يحبها من الداخل فتشعر أنه يتحدث بصوت إبراهيم وبشعور إبراهيم فتشعر وكأنه كإبراهيم، مضيفة أنها ترى إبراهيم في وجوه كافة الشبان الذين يحبون إبراهيم وفي وجوه كافة الأحرار والشرفاء الذين صانوا عهد إبراهيم، ومن يسألها عن إبراهيم فتراه بهم، مؤكدة أنها تكبر بهم وتشعر أن إبراهيم لم يذهب، وحين تر صورته تقول ” ربح البيع يا إبراهيم” لأنها تراه في عيون كافة المحبين

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة
الرئيسيةقصةجريدةتلفزيوناذاعة