loading

ثأر الأحرار: غزة كفٌ تناطح مخرز

هيئة التحرير

اكثر من خمسمائة صاروخ انطلقت من قطاع غزة تجاه الأرض المحتلة، في رد من الغرفة المشتركة للفصائل الفلسطينية على اغتيال قادة الجهاد الإسلامي، بعد ساعات طويلة من الانتظار المرعب.

وحول ذلك يقول المحلل السياسي جهاد حرب في حديث لموقع “بالغراف” :” إن سيناريو الرد من قبل الفصائل الفلسطينية مجتمعة أمس على عملية الاغتيال كان متوقعاً وضمن السيناريوهات المتوقعة وقد يفتح جبهة واسعة مع الاحتلال الإسرائيلي على الرغم من الحديث عن إمكانية وقف اطلاق نار مساء أمس، إلا أننا نشاهد حتى الآن المزيد من الرشقات الصاروخية تجاه الأراضي المحتلة، والعدوان الإسرائيلي مستمر على غزة”.

ويرى حرب أن هذا رد طبيعي على العدوان الإسرائيلي الذي جرى باغتيال عدد من المواطنين الفلسطينيين وفي مقدمتهم بعض القيادات العسكرية في الجهاد الاسلامي لقطاع غزة.

ويضيف حرب:” الاحتلال الإسرائيلي بطبيعته يترصد لعمليات اغتيال بين الفينة والأخرى وعندما تحين له فرصة بإمكانية لاغتيال أي من القيادات العسكرية سيذهب لذلك، فإن أي هدنة أو وقف اطلاق نار لا يعني بالضرورة أن يكون هناك وقفاً للعمل الإسرائيلي الاستخباراتي للحدث القادم أي الاغتيال القادم وهناك تركيز واضح على اغتيال أشخاص من قيادات الجهاد الاسلامي”.

 ويبين حرب أنه منذ عام ٢٠١٩ حتى اليوم وإسرائيل تحاول بشكل مستمر القيام باغتيالات لقيادات عسكرية في الجهاد الاسلامي تحت بند فرق تسد، ولكن في هذه العملية جاء الرد من جميع الفصائل الفلسطينية لأن الأمر لم يعد مقبولاً ومستوعباً من الناحية العقلية، لأن إسرائيل تحاول الاستفراد بفصيل فلسطيني وهو الجهاد الاسلامي وفي نفس الوقت تظهر أن حركة حماس لا تدافع عن أياً من القيادات العسكرية  والسياسية من غير أبنائها.

 ومن جهته يرى المختص في الشأن الإسرائيلي محمد أبو علان كما بين عبر صفحته على موقع “الفيس بوك”:” بأنه إذا صحت الأنباء وكان هناك توصل أو قرب التوصل لتهدئة بين الاحتلال والمقاومة في قطاع غزة سيكون نتنياهو وحكومته أول من سيتعرضون لانتقادات داخلية رغم النجاح باغتيال ثلاثة من قيادات الصف الأول في الجهاد”.

ويتابع:” السبب أن نتنياهو لم يستعد لنظرية الردع أمام المقاومة والدليل إطلاق قرابة (300) صاروخ وقذيفة  من غزة خلال ساعات، ومنها ما وصل لتل أبيب، فقد يحقق نتنياهو تهدئة لأسابيع أو ربما لشهور، لكنه لم يأتي بالحل الجذري في موضوع إنهاء حالة إطلاق القذائف والصواريخ من القطاع”.

ويبين أبو علان أنه على مستوى دول الإقليم، المقاومة كرست حالة أن قطاع غزة الوحيد القادر على الرد على قصف الاحتلال للقطاع رغم الفارق الهائل والنوعي بين قدرات المقاومة وقدرات الاحتلال، بالإضافة لعجز الاحتلال الإسرائيلي في منع المقاومة من بناء وتطوير قدراتها بين كل مواجهة ومواجهة.

ومن جهته يرى المختص بالشأن الإسرائيلي عصمت منصور في حديث لموقع “بالغراف”  أن رد الفصائل الفلسطينية كان على مستوى الجريمة، فليس كل يوم يتم استهداف تل أبيب وقصفها، وهذا المدى والاستهداف تعبير أن المعادلة تكون عندما يكون هناك عملية اغتيال من قبل الاحتلال يكون الرد باستهداف مدن مركزية وفتح جبهة واسعة ومواجهة بهذا الحجم والمستوى.

وعن قراءتهم للمشهد يعتبر منصور أن الوضع معقد وحساس، ومعقد داخلياً فعلى الرغم من وجود غرفة الفصائل المشتركة وأنها تدير المواجهة ولكن ليس بكل طاقاتها وإمكانياتها كاملة، وواضح أن حركة حماس مساهمتها هي دعم وإسناد ومشاركة بحدود معينة وليس بكل طاقاتها وكل ما تملكه من إمكانيات،  بحيث أن هذا يهيئ لرد أقصى ويهدد بفتح مواجهة ربما تطول وتمتد وتوقع خسائر أقصى وهذا يستجلب رد ويوسع رد الإسرائيلي بحيث لا يتوقف عن استهداف فقط الجهاد ولكن ربما يستهدف منشئات أخرى وأبراج وقيادات من فصائل أخرى، وهذا يجعل إمكانية احتواء المواجهة واردة وتوصل لتهدئة ممكن جداً، ويكتفى بما تحقق من رسائل وإنجازات.

 ويعتقد منصور أن القادم هو إمكانية الذهاب لهدنة ووقف إطلاق النار، يكون من خلاله الجهاد الاسلامي سجل صورة انتصار على شكل استهداف تل أبيب،  وهذا الكم الكبير من القذائف والصواريخ التي أطلقها هو وفصائل تشارك معه هذه الضربة، وأيضاً اسرائيل تستطيع أن تسجل نفسها بأنها اغتالت قيادات ووجهت ضربات مؤلمة للجهاد، علماً أن هذا لن يؤثر على قدرة الجهاد على البقاء والاستمرار، وإدارة المعركة على المدى البعيد، هي عملياً كل طرف يستطيع أن يخرج بإنجازات معينة وصور انتصار من هذه الجولة، وهذا يجعل الأصداء أكثر مرونة من أجل الوصول إلى تهدئة خلال اليوم أو هذه الليلة.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة