هيئة التحرير
لليوم الرابع على التوالي يستمر عدوان الاحتلال على قطاع غزة، فيما تستمر فصائل المقاومة في الرد على هذا العدوان بالقصف الصاروخي ليصل مدى صواريخها اليوم إلى حدود مدينة القدس المحتلة لأول مرة خلال هذا العدوان
وحول ذلك يقول الصحفي والمحلل السياسي نهاد أبو غوش في حديث ل” بالغراف” أن هذا يؤكد أن المقاومة قادرة على مواصلة إطلاق الصواريخ حتى آخر لحظة مهما تلقت ضربات وخسائر، وأن إرادة القتال ما زالت موجودة
وأضاف أبو غوش أن وصول الصواريخ إلى القدس بشكل خاص ينطوي على مجموعة من الحساسيات أولها أن مدينة القدس ذات حساسيات مركبة سواء على مستوى مكانتها في الصراع أو على مستوى وجود المقرات الحكومية والوزارات الإسرائيلية، مبينًا أن الأهم من كل ذلك هو اقتران هذه الضربة بقرب موعد مسيرة الأعلام التي هي أحد شروط الجهاد الإسلامي للتهدئة من جهة، ومن جهة أخرى فإن مسيرة الأعلام الاستفزازية التي تجري كل عام هي التي فجرت معركة القدس قبل عامين، وبالتالي فإن هذه رسالة تهديد بالنيران لإسرائيل بأنه لن تهنئوا بتهدئة كما تريدون بشروطكم أنتم، أي بتهدئة مقابل تهدئة بل لا بد من تلبية لشروط المقاومة
بدوره يقول المختص بالشأن الإسرائيلي خلدون البرغوثي في حديث ل” بالغراف” أن وصول الصواريخ للقدس يحمل بُعدًا رمزيًا يتعلق باقتراب موعد مسيرة الأعلام، إضافة إلى وجود معنى مباشر بأنه إذا لم تستجب إسرائيل لشروط المقاومة فإن الأمور ذاهبة إلى تصعيد أكبر، وأن المقاومة لم تُخرج كافة مدخراتها العسكرية ولم تستخدمها حتى الآن وهي قادرة على استهداف أي مكان في إطار مدى صواريخها في أي وقت
وأضاف أن إسرائيل أعلنت إغلاق باب المفاوضات وأنها لم تعد ذات أهمية خاصة بعد إطلاق الصواريخ تجاه القدس، إضافة إلى تمسك المقاومة بشروطها، فيما إسرائيل تريد معادلة ” الهدوء مقابل الهدوء” أي الهدوء المجاني
إلى أين تتجه الأمور ؟
وحول ذلك يقول خلدون البرغوثي أن ظاهر الأمور تتجه إلى التصعيد خاصة مع وصول الصواريخ إلى القدس فهي رسالة من المقاومة بأنها ستستمر، فيما أوقف الاحتلال المفاوضات الخاصة بوقف إطلاق النار بعد إطلاق الصواريخ تجاه القدس وأعلن أنه سيواصل القصف وأن المفاوضات ليست ذات أهمية، وذلك لأنه يعتبر أن إطلاق الصواريخ تجاه القدس تستوجب منه الاستمرار في عمليات الاغتيال والقصف
فيما يرى نهاد أبو غوش أنه وبرغم أن الخسارة ثقيلة جداً ولكن من الواضح أن رسالة المقاومة هي أنها قادرة على الصمود حتى أطول فترة ممكنة، مبينًا أن إسرائيل أضحت تخشى انضمام حركة حماس بكل زخمها حيث هي موجودة في غرفة العمليات المشتركة وَتُوفر الدعم اللوجستي، ولكن اسرائيل تخشى من أن انضمام حماس سَيوسع من نطاق المواجهات وسيُدخل أصناف جديدة من الصواريخ بمدى أبعد وبأثر تدميري أكبر
هل سيحدث وقف إطلاق للنار؟!
وحول وقف إطلاق النار أكد أبو غوش أنه يبدو أن نتنياهو معني بتوجيه ضربة وتدفيع المقاومة أكبر كُلفة ممكنة، حيث أنه وعقب الصواريخ التي ضربت منطقة ” رحوفوت” جنوب ” تل أبيب” وأسفرت عن مقتل مستوطنة بالأمس ومن ثم ضربة القدس اليوم، فإن نتنياهو أوقف المفاوضات حول وقف إطلاق النار، ودفع قواته بارتكاب مجازر إضافية حتى يُزعزع المقاومة وَيُدَفِعُها أكبر كلفة ممكنة في سبيل تحميل وتدفيع الشعب الفلسطيني بأكمله ثمن وجود المقاومة
من جانبه يؤكد خلدون البرغوثي صعوبة وجود وقف لإطلاق النار في الساعات القادمة ما لم يحدث مفاجآت في المفاوضات حيث يصعب تقدير ذلك، مبينًا أن ما يحسم الأمر هو ما يحدث على الميدان، وأيضاً هل يمكن أن تستجيب اسرائيل للشروط التي تطالب بها المقاومة
وأشار البرغوثي أنه ورغم أن الإعلان الرسمي بأن المفاوضات لم تعد ذات أهمية أو تم التخلي عنها ولكن القنوات الخلفية من المؤكد أنها ستبقى عاملة، حيث إن الوساطات مستمرة وبحسب ال BBC فهناك ارتفاع في مستوى الحديث حيث هناك تواصل مع نتنياهو من الدول العربية ووزير الخارجية الأمريكي لاحتواء التصعيد
ولفت إلى أنه يبدو أن اسرائيل تحاول إيصال رسالة بأنها ستواصل العدوان من أجل تصعيد الضغط على المقاومة من خلال الحيز المدني والتضييق على المدنيين، وكان واضحاً ذلك من خلال استهداف منازل المدنيين خلال اليومين الماضيين، إضافة إلى إتخاذ إجراءات تتعلق باستمرار إغلاق المعابر ومنع الصيد، من أجل التضييق الفعلي على المدنيين باعتبار أنهم قد يكونون رافعة ضغط على المقاومة في قطاع غزة