loading

حلاوة ومرارة: عميد الاسرى محمد الطوس يطلق كتابه

هيئة التحرير

38 عاماً خلف باستيلات القهر “لم يستطع السجن أن يحتلّ عقله ووعيه وإدراكه، ولم يصبه بالتّبلّد والتّكلّس ويختفِ في صناديق السّجن الحجريّة، فهو يجترح الفرح، ويتذوّق طعم الأشياء الممنوعة، ويزرع ويحصد فوق حديد السّجن، ويرى الأخضر والبياض في الظّلمة الدّاكنة، وفيّاً للتّضحيات والمعانيات، يسجّلها على دفاتر قلبه ويسقيها بماء روحه”. بهذه الكلمات قدم رئيس المكتبة الوطنيّة عيسى قراقع كتاب عميد الأسرى الفلسطينيين محمد الطوس الذي صدر مؤخراً بعنوان “حلاوة ومرارة.

قراقع قال أيضاً “نسمات الأسير الطّوس تعيد القيمة العليا للحياة الإنسانيّة، وتسلّط الضّوء على العظمة الرّوحيّة الدّاخليّة للأسرى الأبطال، وتفوّقهم على السّجّان والوحشية الصّهيونيّة، والحفاظ على كرامتهم وهويّتهم الوطنيّة، فإن توارت الحياة العادية فإنهم قادرون ومبدعون في ملء سنوات السجن بحياة طبيعية”.

كتاب “حلاوة ومرارة”، للكاتب الأسير محمّد الطّوس، صدر عن مكتبة “كل شيء” في حيفا وبإشراف المكتبة الوطنيّة الفلسطينيّة، والذي يسجّل فيه الأسير الطّوس يوميّاته في هذا الكتاب الذي يقع في (12) فصلاً و(148) صفحة.

الأسير محمد الطوس (66 عاماً) من قرية الجبعة بمحافظة بيت لحم، أقدم أسير فلسطيني في معتقلات الاحتلال، اعتقل مصاباً بجراح خطيرة عام 1985 خلال اشتباك مسلح خاضه مع رفاق دربه مجموعة جبل الخليل التي تأسست في بلدة صوريف، وهم الشهداء “محمد عدوان، ومحمود النجار، ومحمد غنيمات، وعلي خلايلة”.

صدر للأسير الطوس أيضاً كتاب “عين الجبل” قبل عامين، وقد رفضت سلطات الاحتلال الإفراج عنه في كافّة صفقات التّبادل والإفراجات الّتي تمّت على مدار سنوات اعتقاله، إلى جانب رفاقه من الأسرى القدامى وكان آخرها عام 2014، وحينها رفض الاحتلال الإفراج عن الدّفعة الرّابعة من الأسرى القدامى وهو من بينهم، وبعد عام على رفض الاحتلال الإفراج عنه تفاقم الوضع الصّحي لزوجته “أم شادي” ودخلت بغيبوبة لمدّة عام كامل إلى أن توفيّت عام 2015 دون أن يتمكّن من وداعها، وهو أبٌ لثلاثة أبناء، وهم شادي وحينما اُعتقل كان يبلغ من العمر ثلاث سنوات، وابنته فداء وكان عمرها سنة ونصف، وابنه الأصغر ثائر ولد وهو مطارد ولم يتمكّن من رؤيته إلّا من خلال زيارات السّجن، واليوم للأسير ثمانية أحفاد تحرمهم سلطات الاحتلال من رؤيته وزيارته.

نجل الأسير الأصغر ثائر الطوس، الذي تبلغ سنوات عمره ذات سنوات اعتقال أبيه (38 عاماً)، أبصرت عيناه الدنيا بينما كان والده مطارداً ثم أسيراً.

ثائر تحدث لـ بال غراف أنه زار والده قبل 3 شهور، ويتناوب هو وشقيقه الأكبر شادي على زيارته كل شهر في لقاء لا يتجاوز 45 دقيقة. هذه الزيارة التي يمنعها الاحتلال على أحفاد الطوس الثمانية وبالتالي حرمانهم من رؤية جدهم وحرمان جدهم من عناقهم.

ثائر يضيف أن ذلك اللوح الزجاجي السميك يحرمه من عناق والده وتقبيل جبينه ويديه والسلام عليه، ففي طفولته سمح له الاحتلال مرات قليلة بلقاء والده وجها لوجه والارتماء في حضنه.

ويروي أحد المواقف الحزينة التي لم يستطع فيه والده التعرف عليه في زيارة جاءت بعد انقطاع دام 12 عاماً، إذ أن الاحتلال منعه وشقيقه شادي من زيارة والده طوال هذه السنوات، وذلك مع اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000.

وبخصوص كتاب “حلاوة ومرارة”، قال الطوس إن هذا الكتاب يروي فيه والده تجربة 38 عاماً من الأسر وما قبل الأسر، وما في المعتقل من حياة أخرى لا تشبه الحياة التي يعيشها الانسان العادي.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة