loading

المغير تواجه المستوطنين والحصار

هيئة التحرير

منذ نحو شهر يواصل الاحتلال فرض حصارٍ على بلدة المغير شمال شرق رام الله، حيث يُغلق المدخلين الشرقي والغربي للبلدة، من خلال إقامة الحواجز عليها ومنع الدخول والخروج لساعات طويلة لأهالي القرية، لا سيما المرضى منهم والطلبة، إضافة للاعتداء على المواطنين وممتلكاتهم والأراضي الزراعية من قبل المستوطنين بحماية قوات الاحتلال، فما الذي يجري في البلدة؟

يقول رئيس المجلس القروي أمين أبو عليا في حديث ل ” بالغراف” أن الوضع على ما هو منذ أيام طويلة والمشكلة تكمن في المدخل الغربي الذي يَبعد ١٠٠متر عن مدرسة الذكور حيث لم يستطع المعلمين الدخول للمدرسة بسبب إغلاق الحاجز، ولم يأخذ الطلبة حصصهم الدراسية ونزلوا إلى الحاجز فأطلق عليهم جنود الاحتلال الرصاص وقنابل الغاز

وأضاف أبو عليا أن المدخل الشرقي للبلدة ما زال مُغلقًا فيما تم فتح المدخل الغربي، حيث يقومون بإزالته بعد الساعة الثانية ظهرًا ومن ثم يعيدون وضعه صباحًا، مبينًا أن الاحتلال ومن خلال هذا الإغلاق يبحث عن أمن الشارع الالتفافي وقطعان المستوطنين، متذرعًا بأن هناك إلقاء حجارة على سيارات المستوطنين، علمًا أن الحقيقية هي أن ذلك ردة فعل الأهالي الطبيعية على الاعتداءات التي تتم عليهم

وتابع أن المستوطنين يعتدون على المزارعين والتجمعات البدوية، ويحرقون المحاصيل الزراعية إضافة إلى الاعتداء الجسدي على المواطنيين، مبينًا أن الإسرائيليين يقلبون الحقائق دائمًا ويعتبرون أن الفلسطينيين هم الطرف المعتدي، مشيراً إلى أن اعتداءات المستوطنين متواصلة منذ سنوات، وتمتد لا تنقطع لا اعتداءاتهم ولا اقتحامات قوات الاحتلال للبلدة، إضافة لإقامة الحواجز الطيارة على المدخل الشرقي للبلدة، والذي لا يخلو من وجود قوات الاحتلال عليه ويتم فتحه بناء على مزاج جنود الاحتلال

 ولفت أبو عليا أن الاحتلال يتبع سياسة العقاب الجماعي والتي هي من ثقافة المحتل، وتهدف للردع الذاتي للمواطنين بحيث اختلاط المصالح وحساب المصالح والخسائر المادية التي تتم من خلال العقاب الجماعي، ربما يدفع البعض للتذمر من مقاومة الاحتلال، مشددًا على أنها سياسة مكشوفة لأبناء الشعب ولا تؤثر على معنوياته

ومع استمرار الحصار فإنه أثر على الحالات المرضية والطلبة في البلدة، مبينًا أنه غالباً لا يستطيع العمال الخروج بحكم الإغلاق الكلي من الساعة السادسة صباحاً، وبعض العمال يخرجون ليلًا ويبيتون في أماكن عملهم، مضيفاً أن الخطر على طلبة الجامعات والمرضى وخاصة مرضى ” غسيل الكلى” فبعضهم تمكن من تنسيق مواعيده في حالات فتح الحاجز، ولكن يبقى عدم مقدرة المعلمين على دخول القرية مشكلة حقيقية حيث هناك أكثر أربعين معلمًا من خارج القرية مما يتسبب بتعطيل الدراسة، مشيرًا إلى أن أكثر ما يثير الخوف حالياً هو قرب انعقاد امتحانات الثانوية العامة

ووجه رسالته ودعوته إلى رئيس الوزراء د. محمد اشتية بعقد جلسة مجلس الوزراء في القرية، ردًا على إقامة أعضاء الكنيست خيم على المدخل الشرقي للقرية ونقل مكاتبهم إليه، إضافة إلى مشاركتهم بالاعتداء على المواطنين رفعًا لمعنويات المستوطنين، داعيًا لإقامة جلسة مجلس الوزراء في القرية لرفع معنويات المواطنين

وأوصى أبو عليا المزارعين وأهالي القرية بالصبر فإن كنتم تتألمون فهم يتألمون، وهم يسعون للأمن المفقود وأنتم تسعون للحياة والحفاظ على الأرض، داعياً إلى الإرتباط والوحدة بين أبناء الشعب وصد هذه الإعتداءات بالوحدة بين أبناء الشعب، حيث هذه البؤر الاستيطانية ليست فقط في المغير بل أصبحت كالسرطان تنتشر في مختلف مناطق الوطن، ويتم من خلالها الاعتداء على المواطنين

بدوره يقول الطالب في جامعة بيرزيت محمد أبو عساف في حديث ل” بالغراف” أن الإغلاق مستمر منذ فترة طويلة، وبالأيام الأخيرة أصبح الإغلاق يكون بشكل دائم ولكافة الطرق الرئيسية والفرعية، مضيفاً أن الإغلاق يكون من السادسة صباحاً ولغاية الخامسة مساء، وإن حصل وقاموا بفتح الإغلاق فيقومون بالسماح للمركبات بالمرور كل ساعة فقط تمر مركبة واحدة، فيما يتعرض الشبان للإهانات على هذه الحواجز

وأكد أبو عساف أنه كطالب يضطر للإفاقة من السادسة صباحًا، وفي الكثير من الأوقات لا يُسمح له بالمرور بسبب الإغلاق، مما تسبب بتغيبه عن المحاضرات وبعض الإمتحانات أيضًا، مبينًا أنه في كثير من المرات ذهب لجنود الاحتلال المتواجدين على الحواجز وأخبرهم بأنه طالب جامعي ويود الخروج فما كان منهم إلا أن لاحقوه بقنابل الغاز والرصاص، مضيفاً أن هذا حصل معه ومع كثير من غيره من الطلبة والعاملين وأيضاً طلبة المدارس، مشيرًا إلى أن مرورهم عن الحواجز أصبح معجزة عظيمة

ورغم ما تتعرض له القرية من إغلاق ومنع للخروج إلا أن أبو عساف يؤكد أن هناك بعض المعلمين في الجامعة لا يُراعون ذلك، مُطالبًا بالوقوف مع أهالي القرية ومساندتهم، وإيصال صوتهم، مضيفاً أن القرية ستبقى رافضة لكل ما تتعرض له من استيطان وإرهاب

المغير جزء من مخطط استيطاني شامل

يرى الكاتب المحلل السياسي نهاد أبو غوش في حديث ل” بالغراف” أن ما يجري في المغير هو خطة من مخطط أشمل وليس مجرد عقاب جماعي انتقامي أو رد على عمليات، إنما هي جزء من مخطط تصفية القضية الفلسطينية ومحاولات حسم الصراع بالقوة

وأكد أن أحد أهم عناصر هذا المشروع هو السيطرة على جميع المساحات المصنفة “ج” وبعض المناطق المصنفة ” ب”، وقرية المغير ذات موقع استراتيجي مهم كونها مطلة على المناطق الغورية وعلى مساحات واسعة من المناطق ” ج”، مبينًا أن كثير من الاعتداءات تتركز في هذه القرى شرق رام الله وما بين رام الله ونابلس، مستذكرًا بعض اعتداءات المستوطنين في هذه المناطق مثل مجزرة عائلة دوابشة في دوما، إضافة إلى الاعتداءات في ترمسعيا وفي جالود أيضًا، فكافة هذه المنطقة مستهدفة للاستيطان، ويتم منع الفلسطينيين من أي نشاط فيها، إضافة إلى تهجير عشرات العائلات البدوية من منطقة عين سامية

وتابع أبو غوش بأن ما يجري هو محاولة المستوطنين الذي هم جزء لا يتجزأ من أدوات الاحتلال العسكرية والأمنية لفرض السيطرة على الأراضي الفلسطينية، ومنع الفلسطينيين من أي نشاط به حتى لو كان “زراعي، أو رعوي، أو صحي، أو إنساني”، فهم هدموا المدارس والعيادات الصحية في مناطق الخليل والخان الأحمر، وهم يحرقون المزروعات ويُطلِقون العنان لما يسمى ب ” الاستيطان الرعوي”، فما يجري في المغير هو محاولة لجعل الحياة لا تُطاق بالنسبة للسكان ودفعهم للهجرة، فهي محاولة تهجير لأن الناس تخاف على أبناءها وعلى أنفسهم، وهم لا يريدون فقط السيطرة على الأرض إنما ترحيل السكان من هذه المنطقة

وحول عقد ونصب أعضاء الكنيست لخيم عملهم قرب المدخل الشرقي لبلدة المغير، أكد أبو غوش أن أعضاء الكنيست ووزراء منهم بن غفير وسموتريتش وقادة مجلس الاستيطان هم جزء من مشروع تشارك به الأحزاب اليمينية المتطرفة، ولكن هناك دعم من حزب الليكود الذي يقوده نتنياهو، وهو مشروع دولي وليس مشروع مجموعة من المستوطنين المنفلتين بل هو مشروع حكومي، حيث ورد في بيان الثقة الذي حصلت عليه حكومة نتنياهو حينما قال “إن حق تقرير المصير في هذه البلاد هو حق حصري لليهود” بمعنى أنه ليس للفلسطينيين أي حقوق جماعية وسياسية على هذه الأرض سوى البقاء في بيوتهم ومحاولات حشر السكان بالمدن والبلدات الرئيسية فقط

وأوضح أبو غوش أن هناك الشيء الكثير المطلوب فلسطينيًا، وذلك لأن هذا المشروع هو مشروع تصفوي يسير بموازاة ما يجري في القدس ومحاولات تهويد المدينة والتقاسم الزماني والمكاتب، إضافة لمحاولات اجتثاث المقاومة والاقتحامات المتكررة للمدن، والتنكيل بالأسرى الشبه يومية، فكل ذلك يدفع ويُلح بضرورة إعادة ترتيب الوضع الداخلي الفلسطيني

ولفت أبو غوش إلى أن حكومات الاحتلال ترتكب مجازر يومية، فيما ينشغل الفلسطينيين بأوضاع وخلافات ثانوية وذاتية ومشاحنات، والاعتقاد بوجود انتصارات وهمية في تلك الجامعة وذلك المعهد، مشيراً إلى أنه إن لم يتم المبادرة لترتيب الوضع الداخلي واستعادة الوحدة الوطنية وإيجاد أدوات عمل وطني موحدة في مواجهة هذا المشروع التصفوي، حيث تبدأ من الحكومة وبرامجها الحكومية وتنتقل إلى كل فصيل ولكل لجنة شعبية واتحاد ونقابة لكي تعمل بشكل موحد ضد هذا المشروع التصفوي، وإلا سيكون الفلسطينيين هم الخاسرون إن لم يتم المسارعة  بتوحيد الصفوف في مواجهة هذا المخطط

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة