loading

أربعة تخلي ليلتك طين

هيئة التحرير

في إحدى المباريات الشهيرة قال المعلق الكويتي يوسف سيف أن تلقي أربعة أهداف توجع، أربعة تخلي ليلتك طين، وجاء مهند شحادة وخالد صباح وقتلوا أربعة مستوطنين شمال رام الله، فجعلوا ليلة بن غفير طين.

وحول ذلك يقول الكاتب والباحث بالشأن الإسرائيلي خلدون البرغوثي في حديث ل” بالغراف” أنه من الواضح أن الاحتلال لا طريق له للتعامل مع الفلسطينيين سوى الحل الأمني، حيث كان هناك يوم أمس اقتحام لمخيم جنين وخرجت قوات الاحتلال بعدد من الإصابات وعدد من الآليات المعطلة، وقد كان هناك دعوات من السياق الأمني بضرورة تنفيذ عملية كبرى، إضافة إلى تعزيز الاستيطان ومنح سموتريتش صلاحيات كبيرة في هذا المجال، وهي لا تعتبر أن الفلسطيني موجود

وأكد البرغوثي أن عملية اليوم جاءت في تصعيد كما يبدو ردًا على ما حدث في مخيم جنين، حيث ارتقاء ستة شهداء وأكثر من ١٠٠ إصابة، مضيفاً أنه من الطبيعي أن يكون هناك مثل هذا الرد في ظل هذه الأجواء، مبينًا أنها تشكل نقطة تحول من حيث عدد القتلى حيث يوجد ٤ قتلى وأربعة مصابين، وهذا قد يزيد من الضغط على حكومة الاحتلال لتنفيذ عملية واسعة في شمال الضفة

بدوره يقول المختص بالإعلام العبري عصمت منصور في حديث ل” بالغراف” إن هذه العملية تحمل دلالات كثيرة منها دلالات لها علاقة بالتوقيت والجهة التي تقف خلفها حيث هناك جهة تنظيمية تبنتها، إضافة إلى المكان حيث بدأ الخروج من شمال الضفة والقرب من الوسط حيث التوسع في دائرة العمليات، إضافة إلى أنها جاءت بعد يوم من أحداث جنين، فهذا التوقيت يدلل على أن القوة والعنف والعمل العسكري لا يمنع أعمال المقاومة وغير قادر على إفشال عمليات المقاومة

وبين منصور  أنها تدلل على وجود فشل استخباراتي كبير حيث عدم القدرة على الوصول للمنفذين أو التنبأ بالعملية، وذلك رغم وجود حالة استنفار أمني إسرائيلي وتوقع بأن يكون هناك انتقام على ما حدث في جنين، فكل هذه الدلالات تؤشر على أن حكومة اليمين التي تعهدت بأن تعيد الأمن فشلت فشلًا ذريعًا في هذا الموضوع حيث هناك ٢٨ قتيل خلال هذا العام وتسلم هذه الحكومة، مؤكداً أن كل هذه الدلالات تؤشر على أن المقاومة في الضفة تتنامى وتزداد، وأصبحت أكثر تنظيمًا وجُرأة وأكثر دقة وثقة بالنفس، إضافة إلى أن التنظيمات باتت تعلن ما يؤشر على تصاعد المقاومة في الضفة وأنها ستشهد مزيد من التصعيد.

عملية عسكرية قادمة؟!

منذ فترة يطالب المسؤولين الإسرائيليين بعملية عسكرية واسعة في شمال الضفة، وازدادت هذه المطالبات بالأمس واليوم

وحول ذلك يقول عصمت منصور أن الأمر أشبه باقتحام الباب المفتوح، فالجيش يصل لكافة مناطق الضفة فبالأمس كان في جنين وقبلها في بلاطة ومخيم عسكر وفي البلدة القديمة لنابلس وفي طولكرم، فهو يصل إلى كل نقطة ومع ذلك لم ينجحوا في منع العمليات

ويتساءل منصور حول ما الهدف الذي ستحمله العملية العسكرية إن كان الجيش أصلاً يصل لكافة المناطق، مبينًا أن للعملية مخاطر أيضاً حيث ستنتهي السلطة لأنه المناطق التي تتواجد بها ” اسرائيل” لن تكون بها سلطة لأنه عمليًا لا يمكن،  ويجب أن يكون هناك هدف سياسي لهذه العملية فما الهدف الذي ستحمله هذه العملية، ولذلك هناك العديد من الأسئلة حول هذه العملية وهذا يعبر عن إفلاس بن غڤير وسموتريتش، فالمنظومة الأمنية لا تتحدث هكذا بل ربما يلجأون لخطوات عقابية أكثر مثل “تقطيع الضفة، واعتقالات، وتكثيف الحملات”، أما الاجتياح فغير وارد في هذه الحالة

بدوره يؤكد خلدون البرغوثي بأن نتنياهو صرح بأن كافة الخيارات مفتوحة وأنهم سيضربون ” الإرهاب” حسب وصفه بكل قوة، مؤكداً أنه لغاية الآن لم يتم حسم طريقة تعامل قوات الاحتلال مع هذا الواقع، مضيفاً أنه وبحسب نتنياهو تبقى الخيارات مفتوحة ومن الصعب تحديد طبيعة الرد وشكله وأدواته التي من الممكن أن تُستخدم في هذا الرد

ولفت البرغوثي أن ايتمار بن غفير اليوم وسموتريتش بالأمس وقادة تجمعات مجالس المستوطنين في منطقة رام الله وشمال الضفة وأيضاً من داخل الحكومة، جُلهم يضغطون باتجاه تنفيذ عملية واسعة، ولكن يبدو أن التحفظ يأتي من داخل المنظومة الأمنية.

مبينًا أن صحيفة هآرتس أشارت إلى أن هناك نوع من محاولة الامتناع عن تنفيذ عملية واسعة داخل جهاز الشاباك والجيش، لأن عبىء التنفيذ الفعلي لهذه العملية سيقع على عاتق الشاباك والجيش وحرس الحدود، فيبدو أنهم يقرأون الخريطة كلها، بأن مثل هذه العملية قد تؤدي إلى تصعيد الوضع وليس القضاء على المجموعات، بل ربما تؤدي إلى ظهور مجموعات أخرى في مواقع أخرى وتتحول القضية من عمليات في شمال الضفة إلى عمليات في الضفة كلها وربما تمتد لتشمل جبهات أخرى.

الإعلام العبري والعملية

وحول كيفية تناول الإعلام العبري لهذه العملية أكد خلدون البرغوثي بأن الإعلام العبري تعامل مع حدث اليوم بتغطيته من كافة جوانبه، إضافة إلى مناقشته للردود المحتملة وأيضا كان هناك انتقادات خاصة من القنوات المعارضة لسياسة نتنياهو حيث كانت شديدة النقد على هذه الحكومة، حيث أعضاء في الكنيست كانوا يتحدثون بلغة مختلفة عن الحكومة وتختلف عما كانوا يصرحون به عندما كانوا في المعارضة، مثل إيتمار بن غفير المسؤول الحالي حيث كان شديد الهجوم على وزير الأمن الداخلي السابق، والآن بن غڤير يتحدث بلغة المسؤول وليس بلغة المستوطن لحد ما، فهو الآن هو المسؤول عن ذلك وتُوجه له الانتقادات كما كان هو يوجهها بنفسه للوزراء السابقين في الحكومة السابقة.

وبين البرغوثي أن حكومة الاحتلال الحالية تواجه أزمة أكبر من الأزمة التي واجهتها حكومة يائير لابيد ونفتالي بينت، وذلك من حيث عدد العمليات وعدد القتلى والمصابين أكبر بكثير، وهي لا تعلم الطريقة الأفضل للتعامل مع الوضع الفلسطيني الجديد، فالدفع باتجاه عملية كبرى قد يعني وقوع عشرات الشهداء والإصابات والدمار وهذا قد يعني انفجار الوضع بأكمله، ولذلك فإن خيارات نتنياهو سياسياً وأمنيًا صعبة، ومن الصعب أيضاً تحديد ما يمكن أن تُقدِم عليه قوات الاحتلال في ظل الوضع المتدحرج.

من جانبه أكد عصمت منصور أن الإعلام العبري تناول العملية كحدث موجع ومؤلم وبه خسائر بشرية، إضافة إلى الفشل الأمني والسؤال ماذا بعد وإلى أين الذهاب.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة