هيئة التحرير
بتسألي عن جنين؟!
“على قولتنا هاي جنين يا مجانين” يعني جنين معروفة حيث التاريخ يعيد نفسه، ومعروفة جنين بالوحدة والصمود، جنين التي تتحدى العالم.
جنين التي أطفالها عام ٢٠٠٢ كانوا يقفون أمام الدبابات والمجنزرات وطائرات الأباتشي، جنين التي بها شبان بعمر ال١٩ وال٢٠ عامًا ويكون مستعدًا لأن يضحي بدمه بحجر أعزل ليثبت للاحتلال أننا موجودين.
ماذا سوف نحكي عن جنين، جنين هي التي من المفترض أن تتحدث عنا ليُعرف من نكون، فجنين قدر ما نتكلم عنها لن نوفيها حقها، فالمخيم الذي هو نصف كيلو جعل أقوى احتلال في العالم كما يدعي يعلم من هي حنين ومن هم شبابها ومن هم الفلسطينية.
ثمانية شهداء وأكثر من خمسين جريحًا في عدوان قوات الاحتلال المتواصل على مخيم جنين منذ منتصف الليلة الماضية، عدوان مستمر شمل قصف للبيوت من الطائرات وتجريف للشوارع وقطع للكهرباء وإطلاق للنار على كل شيء حي ومحاصرة وتضييق لعمل الصحفيين.
مئات الجنود الاسرائيليون يشاركون في هذا العدوان الإسرائيلي، جنود من قوات نخبة وحدات الاحتلال حيث يشارك فيها جنود وحدة “ماجلان” وهي وحدة استطلاع قتالية خاصة لجمع المعلومات والهجوم، وجنود وحدة “إيغوز” وهي وحدة استطلاع استخبارية خاصة من الوحدات الخاصة التابعة للواء جولاني، وجنود من وحدة “دوفديفان” وهي وحدة قوات خاصة من وحدات النخبة داخل الجيش الإسرائيلي.
ويعتقد المختص بالشأن الإسرائيلي عصمت منصور في حديث ل” بالغراف” أن نتنياهو قد خضع من خلال هذه العملية لرغبة المتطرفين في قادة المستوطنين بتنفيذ عملية ضد جنين، وأيضًا خضع للمتطرفين في حكومته الذين طالبوه بمثل هذا الأمر وهو أراد أن يتخلص من مشاكله.
وأضاف أنه من الواضح أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية وجدت في تفجير العبوات وإطلاق الصواريخ عوامل تجعلها تستصعب أن تقوم بعمل استعراضي اجرامي مثل هذا، وذلك لأن هيبتها كُسِرَت والانتقادات لها زادت ولومها في عجزها عن وقف العمليات والتصدي للمقاومة، إضافة إلى ما تعرضت له من مفاجأة كلها عوامل ساعدت فيما رأيناه اليوم.
ولفت منصور إلى أن اسرائيل حريصة على ألا تتطور العملية لفترة زمنية طويلة، فهي تريد أن تُوجِد اعتبار لنفسها، وأن تُنهي البنية التحتية على الأقل لفصائل المقاومة التي حولت جنين ومخيمها لحالة رمزية ولحالة عصية على الاقتحام، وأيضاً لتنهي وتضعف البنية التحتية وتُصفي أكبر قدر ممكن من المقاومين في أسرع وقت ممكن وذلك من أجل خلق ظروف أمنية أفضل.
وأشار إلى أن معضلة نتنياهو وجيشه ومتطرفيه أنهم يعتقدون أنه بالقوة يمكنهم تحقيق كل شيء وأنهم هم اللاعب الوحيد، مُعتَقِدًا أن دخولهم بهذه العملية سيورطهم أمام جنين وأمام جبهات أخرى وأمام مجتمعهم لأنهم لن يحققوا أي نتائج، لأن اعتماد القوة وفقط القوة دون أي أفق سياسي ودون أي عملية سياسية لا يؤدي إلى أي نتيجة، بل بالعكس من ذلك يزيد الأوضاع تدهوراً ويزيد من إضعاف السلطة.
وأكد منصور أن ذلك يزيد من قوة وحافز الرغبة لتنفيذ مزيد من العمليات وتنقلب النتائج عكسية، معتقدًا أن هذه الحملة ستفشل وستفشل أهدافها كما فشلت سابقاتها، وذلك ليس لأنه لا يوجد لديهم قدرة تدمير فهم لديهم قدرة تدمير هائلة، ولكن لأنه ليس لديهم هدف حقيقي فعلاً وقابل للتطبيق.
بدوره يقول المختص بالشأن الإسرائيلي أنس أبو عرقوب في حديث ل” بالغراف” أنه يشارك في العدوان الموسع لواء كامل من جيش الاحتلال ومكون من قوات النخبة ” الكوماندوز” وهو رأس الحربة في الهجوم على مخيم جنين، إضافة لوحدات نُخبة آخري مساندة وأيضاً العديد من القوات المنخرطة في هذا الهجوم والعمليات القتالية على الأرض في محيط المخيم وداخله، حيث يشارك حوالي أكثر من ألف جندي كما أشارت التقديرات الإسرائيلي.
وأضاف أن هؤلاء الجنود تتدربوا على هذه العملية على مدار عام كامل وذلك لتفادي وقوع ما يسمى بالأعراف العسكرية بالنيران الصديقة نظراً لضيق المكان والاشتباكات العنيفة المتوقعة خلال الساعات المقبلة.
وأشار أبو عرقوب إلى أن وزير جيش الاحتلال يمتنع عن وصف هذه العدوان الموسع بالعملية ويصفها بالأنشطة الأمنية المكثفة، أما رئيس الحكومة فيصفها بالاجراء المضاد للإرهاب والذي لا يتطلب عقد المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية ” الكابينت”، مضيفاً أن هناك تقديرات اسرائيلية بأن يمتد هذا العدوان إلى أيام في أبعد تقدير، ولكن هناك عملية خفض للتوقعات من جانب جيش الاحتلال عبر المراسلين العسكريين عبر الإذاعة العبرية فقد قال المعلق العام شارون أن هذه العملية قد لا تسفر عن اعتقال أو اغتيال كافة المسلحين والنشطاء في كتيبة جنين والكتائب الأخرى المساندة لها.
وبين أبو عرقوب أن هدف العملية كما بين أكثر من متحدث عسكري هو كسر رمزية مخيم جنين بوصفه رمزًا للجيل الفلسطيني الجديد الذي يتطلع لمواصلة الكفاح المسلح وصولاً لتحرير فلسطين والعودة إلى قراهم التي هجروا منها، مضيفاً أن الهجوم على جنين يُراد منه بحسب العقيدة العسكرية الإسرائيلية كي وعي الجيل الفلسطيني الجديد وثنيه عن الانخراط في العمل النضالي ضد جيش الاحتلال ومستوطنيه.
