هيئة التحرير
في صورة ذكرت الفلسطينيين بفزعات الانتفاضة الأولى نادت جنين فَلّبت نابلس وساندت رام الله وشاركت طولكرم وسارعت سلفيت وهبت الخليل فكل فلسطين، حملات شعبية مساندة لأهالي مخيم جنين الصامدين تحت النار لليوم الثاني على التوالي، ولمئات العائلات التي نزحت قسرًا من منازلها عقب قصفها من الاحتلال أو تحت تهديد بالقصف
خبز وماء وأدوية ومسلتزمات أطفال ونساء ومواد غذائية متنوعة وأماكن للمبيت، مساعدات عاجلة سارع الصغير قبل الكبير لتأمينها لأهالي المخيم، في مشهد تكافل وتعاضد اجتماعي ليس غريبًا على هذا الشعب الذي دائمًا ما كان كالجسد الواحد الذي اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى
في نابلس انطلقت حملة ” فزعة جبل النار” لتأمين احتياجات الأهالي في المخيم، وعن هذه الحملة يقول أحد القائمين عليها بكر عبد الحق في حديث ل” بالغراف” إن الحملة انطلقت بشكل عفوي على ضوء المشاهد القاسية والمؤلمة الآتية من جنين من تهجير للأهالي من المخيم وعمليات الهدم الكبيرة والاستهداف، فانطلقت الحملة من عدد من الصحفيين والنشطاء والمؤسسات بتنظيم عفوي وتلقائي
وأضاف أنهم بدأوا بجمع المساعدات منذ ساعات الفجر، حيث كان حجم التفاعل مع الحملة كبير جداً واضطروا لوقف استقبال المساعدات في ضوء ما وصل إليهم من مساعدات كبيرة، مبينًا أنهم ما زالوا يواصلون إيصال هذه المساعدات من نابلس إلى جنين وتحديداً للمركز الكوري على مقربة من مخيم جنين، حيث استطاعوا توفير ٣ طن من الخبز وكميات كبيرة من المياه، وكميات كبيرة من اللحوم وكافة الاحتياجات الأخرى، مضيفاً أنهم على تواصل مع المؤسسات في جنين تجاه توزيع هذه المساعدات وإيصالها للأهالي في المخيم
وتابع عبد الحق أنه في اللحظات الأولى كان هناك نقص كبير في كافة الاحتياجات لأهل المخيم ولكن الآن أصبحت الاحتياجات الغذائية واللوجستية متوفرة بشكل كامل، مشيراً إلى أنه في الوقت الحالي هناك مطالبات بتوفير احتياجات لها علاقة بالصحة والطوارئ حيث معدات الإسعاف الأولي والإنارة أيضاً مبينًا أنهم تواصلوا مع شركة كهرباء الشمال والتي ستوفر مصابيح إنارة تعمل بالبطاريات نظرًا لانقطاع التيار الكهربائي في جنين
وشدد على أنه سيتم توفير سلات غذائية من المؤسسات بنابلس وستكون مخصصة لما بعد انسحاب الاحتلال من جنين، نظرًا لوجود عائلات استحال الوصول إليها لأنها محاصرة منذ يومين وتعاني من نقص المواد الغذائية وسيتم إيصال المساعدات لها بشكل عاجل، مبينًا أنهم أيضاً يقومون بتأمين المستلزمات الصحية من خلال المتبرعين فمستودعات الأدوية في نابلس قامت بالتبرع بجزء من الأدوية وأيضاً من المتبرعين، مشيراً إلى أنهم يسجلون الاحتياجات ويعملون على تأمينها
ولفت عبد الحق إلى أن حجم التفاعل مع الحملة يدل على وجود الوحدة الميدانية التي تجسدت بشكل كبير ما بين نابلس وجنين، حيث حجم التفاعل في نابلس مدعاة للفخر، فهناك شركات وفرت شاحنات النقل وأخرى وفرت معدات النقل وأخرى تبرعت بكميات كبيرة من الأغذية، وأيضاً المواطنين من الكبار والصغار والرجال والنساء تسابقوا للتبرع وهذا يعكس أن نابلس ترد جزء من الوفاء لجنين التي لم تقصر يوماً وهي تدفع فاتورة للجميع
وبين عبد الحق أن هذا التفاعل مع الحملة هو رسالة للاحتلال الذي يستفرد بجنين بأنها ليست وحدها وهي مدعومة من كافة المحافظات، وتحديداً من نابلس لطبيعة القرب الجغرافي ووحدة الدم والميدان فهي تكفلت بالجزء الأكبر من التعاضد والتكافل، ورسالة بأن نابلس خلف خيار المقاومة والشهداء وخيار جنين بالتصدي للاحتلال
من قرى جنين لمخيمها
من مدينة جنين وقراها لمخيمها، حيث انطلقت عدة حملات بتلقائية كبيرة لجمع التبرعات والمساعدات لأهالي المخيم، ففي بلدة عرابة بجنين انطلقت حملة من الشابتين ريما وسارة لجمع التبرعات المستعجلة
وعن هذه الحملة تقول إحدى القائمات عليها ريما الفراسيني أنها بدأت برفقة سارة بالأمس بجمع التبرعات وخاصة المياه والخبز، ومن ثم تم تعميم الحملة لتصل للناس، وفي المساء تم جمع عدد كبير من الاحتياجات ومن ثم تم إيصال ما تم جمعه للأهالي من خلال سيارات الإسعاف
وبينت أن الحملة انطلقت من جنين لمخيمها وبدأت من خلال الأطفال الذين قاموا بتجميع عيدياتهم وتبرعوا بها لشراء كراتين مياه، مضيفة أنهم استطاعوا جمع عدد كبير من المياه والخبز ومسلتزمات الأطفال والمواد الغذائية، مضيفة أن الحملة ما زالت متواصلة حتى الآن وانتقلت لعدد من المناطق في جنين أيضاً، مبينة أنهم اليوم في الحملة قاموا بجمع أدوية وحليب للأطفال وزيت زيتون وغيرها من الاحتياجات الخاصة بأهل المخيم
وشددت الفراسيني على أن الإقبال على الحملة أصبح كبير جدًا وهناك العديد من المتبرعين الذين تبرعوا بكل ما يستطيعون، مبينة أن هذا الإقبال يدلل على أن الخير موجود ويدلل على مدى التكافل الاجتماعي وأن الشعب يجد بعضه البعض في وقت الشدة
فزعة من رام الله لجنين
وفي مدينة رام الله لبت المدينة نداء المساعدة لأهالي المخيم، حيث أطلقت الشابة هنادي البرغوثي حملة لجمع المساعدات لأهالي المخيم للوقوف على احتياجات مخيم جنين وأهله، في مبادرة تؤكد على وحدة هذا الشعب
وعن هذه الحملة تقول هنادي البرغوثي في حديث ل ” بالغراف” إن الحملة انطلقت من خلال نشر منشور على الفيسبوك للوصول للجميع وذلك بهدف جمع التبرعات لأهالي مخيم جنين والوقوف بجانبهم، مضيفة أن هذا واجب وطني على الجميع وليس مِنة، وتقديم العون لأهالي المخيم هو شرف في ظل الأوضاع وما يمرون به
وتابعت بأن كل من عَلِم بالحملة أتى لمساعدتها في جمع التبرعات متمنية مشاركة الجميع في هذه الحملة، مشيرة إلى أن كل من يراهم في مكان تواجدهم في رام الله يأتي للتبرع وهذا يدلل على الخير الموجود لدى أبناء الشعب متمنية أن يكبر هذا الخير ويزيد التفاعل مع هذه الحملة لتكون هذه فزعة من رام الله لجنين
لم تقتصر الحملات على نابلس وجنين ورام الله ففي مدن الخليل وطولكرم وبيت لحم والقدس وسلفيت انطلقت حملات شعبية متعددة لجمع التبرعات والاحتياجات لأهالي المخيم في رسالة تؤكد أن الشعب يقف مع بعضه البعض في كل وقت وحين وعند كل شِدة