هيئة التحرير
بثوبها المطرز وبزغرودة زفت تغريد يوسف والدة الشهيد عبد الجواد صالح نجلها لمثواه الأخير، ثَوب قالت بثبات وإرادة أنها ارتدته لأن اليوم هو زفة عرسه فهو عريس هذا اليوم فلماذا تحزن وتلبس الأسود .
رحل صاحب الوجه البشوش والحنون والمحب للمساعدة والعطاء، هكذا وصفت عائلة الشهيد عبد الجواد صالح من قرية عارورة شمال رام الله نجلها الذي ارتقى برصاص الاحتلال بالصدر خلال مواجهات اندلعت في قرية أم صفا.
لا يُحب الشهيد عبد الجواد طعام الأعراس فكان يود تناول الملوخية عند انتهائه من مساعدة أقاربه في غذاء عرسهم، لكنه ذهب ولم يعد، وفق ما قالته والدته تغريد شحادة التي أمطرته بالرضا والدعوات، فهو الذي كان يحلم بالزواج وتكوين عائلة .
تُردِفُ والدته فتقول أنه كان حنونًا بشكل كبير معهم ولم يسبب لهم الحزن يومًا ولم يؤذي أحدًا في حياته، ويزيد والده في الحديث فيقول أنه ذهب فداءً لهذه الأرض فلا فرق لأي بقعة من هذه الأرض عن غيرها، مبينًا أنهم لم يستطيعوا إيصاله لعرسه في الدنيا وهو الذي كان يتحضر للزواج مع نهاية هذا العام إنما استطاعوا زفه للآخرة بفضل الله .
وبدموع وبصوت متحشرج قالت شقيقة الشهيد ليان حمدان في حديث ل ” بالغراف” أن عبد الجواد كان أحن شخص عليها وكان يدللها ويجلب لها كل ما تشتهيه، وأنه كان لا يُحبُ أن يراها حزينة بالمُطلق.
لم تستوعب بعد ليان رحيل شقيقها وكيف أنه لم يعد موجودًا بعد الآن، فتقول أنها ما زالت بحالة صدمة وبأن الغالي وفق ما وصفته قد رحل وأنها لن تراه بعد اليوم في منزله الذي قام بتحهيزه تمهيدًا لزواجه، مردفة أنه كان يحلم بأن يرى نفسه عريسًا وأن يصبح أب ولكنه أصبح اليوم عريسًا في الجنة .
تستذكر خالته خديجة يوسف في حديث ل” بالغراف” حنيته معها ومع عائلته وقربه منهم، فتقول في حديث ل” بالغراف” إن كان شابًا خلوقاً وهادئًا وحنونًا بشكل مختلف عن الباقي وكان بسومًا ويعمل بالحِدادة .
وتضيف بأنه كأي شاب كان يحلم بالزواج وجهز منزله ليكون جاهزاً للزواج ولكنه رحل الآن، مبينة أن هذا حال أبناء الشعب الفلسطيني وهو كغيره من الشبان فلا يكاد يخلو أي بيت في قرية أو مدينة من شهيد .
تصف عمته عدلة عبد الجواد في حديث ل” بالغراف”عبد الجواد بأنه كان شابًا محبوبًا من الجميع وقريباً عليهم وعطوفًا عليهم، مضيفة أنه كان بالأمس يقوم بالواجب في غذاء عرس لأقاربه قبل أن يذهب إلى قرية أم صفا ويرتقي على أرضها، معبرة عن صدمتها لرحيله فهو القريب وصاحب الابتسامة التي لا تغيب عن محياه داعية له بالرحمة.
والدة الشهيد نهاد البرغوثي مفيدة البرغوثي وأثناء مشاركتها في جنازة الشهيد عبد الجواد قالت إنها استرجعت لحظة ارتقاء ابنها الذي ارتقى برصاص الاحتلال قبل عام ونصف .
وأكدت أن هذا عرس جديد ووجع جديد، ففقدان الشهيد فقدُ صعب جدًا، فكل فرحة تمر بها تكون ناقصة وليست بفرحة داعية له بالرحمة والقبول .
وكان الشهيد عبد الجواد صالح “٢٤ عامًا” قد ارتقى برصاص الاحتلال بالصدر خلال مواجهات اندلعت في قرية أم صفا شمال غرب رام الله، التي شهدت قمعًا لمسيرة مناهضة لمصادرة أراضي القرية لصالح الاستيطان.
ولم تفلح محاولات الأطباء في إنعاش قلب الشاب فأُعلن عن استشهاده بعد نقله للمستشفى بفترة قصيرة، ليرتفع عدد الشهداء منذ بداية العام إلى ٢٠١ شهيدًا