هيئة التحرير
ولأن الكتاب كما قال الجاحظ هو “الجليس الذي لا يُطريك، والرفيق الذي لا يَمَلُّك، والمستميح الذي لا يَسْتِريثُك”، أنشأت عبير عسيلة ابنة مدينة الخليل مكتبة عبير الثقافية تحقيقًا لحلم رافقها منذ الصِغَر وتشجيعًا للأشخاص صِغارًا وكبِارًا على القراءة.
عسيلة افتتحت مكتبتها عام ٢٠٢٢ وذلك بعد ترميم محل قديم في البلدة القديمة بالخليل، يعود تاريخ بنائه لقبل ٤٠٠ عام، محتفظة برونقه القديم والذي يَعبَق بتاريخ وتراث هذا الوطن .
تقول عسيلة في حديث ل” بالغراف” إن هذا المكان كان عبارة عن ملحمة لوالد زوجها قبل أن تقرر تحويله لمكتبة، ليبدأ الترميم منذ العام ٢٠١٩ وطال ترميمه بسبب ” الكورونا” قبل أن ينتهي ترميمه العام المنصرم لتفتتح مكتبتها.
وبينت أن الفكرة من افتتاح المكتبة هو إعادة قراءة الكتب ورقيًا وليس عن طريق الpdf، مضيفة أنها بافتتاحها لهذه المكتبة حققت حلم طفولتها بامتلاكها لمكتبة تستطيع من خلالها إفادة الأشخاص الذين يقرأون، حيث كانت تطمح أن تفتتح مكتبة منذ صغرها ومنذ ترددها على المكتبات للقراءة فهي فتاة قارئة منذ الصغر، ونظرًا لعدم وجود مكتبات في البلدة القديمة بالخليل فكان حلمها أن يكون بها مكتبة، لتكون مكتبة عبير الثقافية هي أول مكتبة تقام في البلدة القديمة بالخليل.
وتنقسم المكتبة إلى ثلاثة أقسام حيث قسمها الأول لبيع وشراء الكتب وقسم آخر للقراءة داخل المكتبة وقسم آخر للأنشطة داخل المكتبة للأطفال، حيث تقام الأنشطة ضمن مكتبة الأطفال بالشراكة مع شبكة المكتبات بالضفة الغربية عن طريق مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، فيقومون بتنفيذ ثلاثة أنشطة من قراءة لقصة ومناقشة لكتاب ومن ثم تنفيذ نشاط على غِرار الكتاب أو القصة التي تم قراءتها، وذلك إما بالرسم أو تصنيع بالورق وفق ما تقوله عسيلة .
وعن الإقبال على المكتبة أكدت أنه خلال شهر رمضان المنصرم كان هناك إقبالًا كبيرًا على شراء الكتب، إضافة إلى أن هناك إقبالاً كبيراً أيضاً من الأطفال على القراءة ورغبتهم الكبيرة في القراءة، حيث عند رؤيتها يسارعون بسؤالها عن الانضمام للقراءة داخل المكتبة، لتحقق هدفها بجعل كافة أطفال البلدة القديمة يقرأون لديها، مما يعزز لديهم روح القراءة وتشجيع غيرهم.
وعن أسعار الكتب لديها بينت عسيلة أن الأسعار لديها مقبولة ومتناسبة مع أسعار الكتب نظرًا لكونها مكتبة خاصة وبتمويل ذاتي، مضيفة أن طبعات الكتب لديها أصلية، حيث تأتي بالكتب من مصر والأردن ومن وزارة الثقافة، وغيرها من المكتبات ودور النشر .
وعن ما يميز مكتبة عبير عن غيرها من المكتبات الأخرى أكدت عسيلة أن ما يميزها هو مكانها حيث المكتبة موجودة بمكان عمره ٤٠٠ عام، وما زال يحتفظ المكان برونقه وتاريخه وتراثه، إضافة إلى أن ديكور المكان الذي قامت باختياره يُشعِرك وكأنك في عصر قديم جدًا، حيث هو أشبه بالبيوت الفلسطينية القديمة.
وتتنوع الكتب الموجودة في مكتبة عبير حيث هناك كتب أدبية وأخرى قانونية وأخرى شريعة إضافة إلى وجود كتب باللغة الإنجليزية، وأيضًا هناك كتب شعر، ولم تنسى عسيلة الأطفال من الكتب فمكتبتها تحتوي على العديد من الكتب الهادفة والتي تتحدث عن الحياة القديمة التي عاشها الآباء والأجداد، وكتب تتناول القِيَم وغيرها من الكتب التوعوية المتنوعة المختصة بالأطفال.
ودعت عسيلة إلى زيارة البلدة القديمة والتعرف عليها وعلى أماكنها المتنوعة وأن يزوروا المكتبة ويقوموا بقراءة الكتب بها، وداعية إلى العودة للقراءة فالقراءة هي غذاء للعقول.