هية التحرير
ثلاثة أسود جديدة انضمت لحديقة الحيوانات الوطنية في قلقيلية، في خطوة طال انتظارها من قبل الشعب الفلسطيني ولكنه انتظار لم يكن بيد أصحاب الحديقة بل بسبب إجراءات متعددة ومعقدة.
مدير الحديقة الوطنية معاذ زيد يقول في حديث ل” بالغراف” أنهم جلبوا ثلاثة حيوانات أسود ذكر وأنثيين، مبينًا أنهم حصلوا عليها على هامش مؤتمر في البرتغال نهاية العام المنصرم حيث التقوا مع مدير حديقة سوستو في هنغاريا وتم منح هذه الأسود كهدية من طرفهم، مضيفاً أن الأسد الذكر هو أسد إفريقي عادي عمره أربعة سنوات، أما الإناث فهن من النوع النادر أعمارهن ثلاثة سنوات، مشيرًا إلى أنها خطوة تتبعها خطوات أخرى ومشاريع أخرى وجلب المزيد من الحيوانات.
وعن الوقت الذي تم استغراقه لجلب هذه الأسود أكد زيد أنه استُغرِق تسعة أشهر لجلبها، ولكنهم كانوا يحاولون جلب الأسود منذ ما يقارب الست سنوات، لأنه ليس من السهولة الحصول على مثل هذه الحيوانات فهي بحاجة إلى العديد من الإجراءات، حيث هناك ضرورة لاستخراج شهادات من الدولة المتواجدة بها هذه الحيوانات وأيضاً شهادات من الاحتلال لأنها تمر من عندهم إضافة إلى استصدار شهادات فلسطينية.
ولفت إلى أنه وقبل الحصول على هذه الموافقة ولأن الحديقة الوطنية هي عضو مراقب في منظمة ” أيازا” العالمية فلا يتم منح الترخيص لجلب أي حيوان إلا بعد إتمام كافة الإجراءات وأن يكونوا من ضمن الخطة الموضوعة، فلا تستطيع جلب حيوان لمجرد أنك تريد ذلك.
وتابع بأنه لجلب أي حيوان فإن ذلك يمر بعدة مراحل منها تجهيز المكان وتوفيره وأيضاً تدريب الطاقم حتى يستطيع التعامل معه، إضافة لملائمته للجو وقدرته على العيش والقدرة على التعامل معه من عدمه، فيجب توافر هذه الشروط قبل المطالبة بأي حيوان تريده، مبينًا أن الأمور معقدة جدًا وليس كما يتخيل الأشخاص، فالكثير منهم يريد الكثير من الحيوانات ولكن جلبها هو شيء معقد.
وبين زيد أن جلب الثلاثة أسود احتاج إلى ٩ أشهر كانوا بها على مدار الساعة يصدرون الشهادات العالمية والموافقات من الزراعة والبيطرة من هنغاريا، والشهادات العالمية الموقعة بين الدول إضافة إلى شركات الشحن حيث لا تستطيع أي شركة شحنهم، متمنياً أن يستطيعوا تلبية رغبة الزوار بما يتلاءم مع الإمكانيات.
وأكد أن في الحديقة هناك فريق كامل مختص للتعامل مع الحيوانات من أطباء بيطريين وخبير تغذية، مضيفاً أنهم على علاقة دائمة بحديقة حيوانات المالحة بالقدس فهي عضو دائم بمنظمة ” أيازا” وهم مشرفين على أقرب حديقة في منطقتهم، مضيفاً أنهم مرشحين للعضوية الكاملة ولذلك فهم على تواصل معهم لتبادل الخبرات والتدريبات، مضيفاً أنهم يتلقون تدريبات باستمرار من ناس ذوي اختصاص سواء محليين أو أجانب، وهم على إطلاع على تجارب أخرى باستمرار، ويبقون على إتصال متواصل مع حديقة الحيوانات الهنغارية التي تم جلب الحيوانات منها، وذلك للتمارين الخاصة بالحيوانات حتى لا يكون هناك تغيير كامل عليهم.
ولفت زيد إلى أنه في الوقت الحالي من العام لا يكون هناك إقبال كبير على الحديقة حيث إن هذا الوقت ليس موسم مدارس أو أعياد، ولكن في هذه الفترة هناك نسبة إقبال كبيرة جدًا خاصة في الفترة المسائية، ويكون هدفهم قصة الأسود ورؤيتهم، مبينًا أنه على الرغم من وجود حيوانات أخرى وألعاب إلا أن الناس يذهبون لرؤية الأسود فور وصولهم، حيث إنه من الجديد عليهم رؤية حيوانات بنشاطهم الكبير وهم يرون اللبؤات لأول مرة فلم يكن في الحديقة لبؤات من قبل، فهذه كانت إضافة جديدة ونوعية للحديقة وكان الإقبال أكبر.
وأضاف أن الحديقة هي الوجهة السياحية الأولى في فلسطين وهم يعملون بشكل دائم على التطور وتلبية رغبة الزوار، مضيفاً أن الحديقة هي بمثابة متنفس للزوار وهي للجميع حيث بها مناطق تعليمية وألعاب وحيوانات ومتاحف، وهم يسعون بشكل دائم لتطويرها بما يتناسب مع الأسرة لمساعدتهم على الترفيه عن أنفسهم فهي متنفس للوطن بأكمله، مضيفاً أنهم وبحسب الاحصائيات تجاوز عدد الزوار الستمائة ألف زائر.
وبين زيد أن ردة فعل الناس تكمن بابتهاجهم، فهم بدأوا بالمقارنة بين الأسود الحالية والأسد السابق بالرغم من أنهم نفس الشيء، وقصة النوم هي هي لم تتغير فالأسد ينام ١٨ ساعة باليوم بغض النظر عن عمره، إلا أن نشاط الإناث أكبر ولذلك فالناس أصبحوا يرون نشاط اللبؤات، مبينًا أن الناس مسرورين وهناك تفاعل بينهم وبين الحيوانات حيث تتحرك اللبؤات داخل القفص مبدية ردة فعل عدوانية بعض اللحظات، لكونها غير متعودة على هذه الزيارات من منطقة قريبة، وهذه أشياء لم تكن من قبل ولم يلمسها الناس فلم يكن هناك تفاعل بين الزائر والحيوان، مضيفاً أن الانطباعات إيجابية حول الأسود وهناك نشر كبير للفيديوهات لهذه الأسود على وسائل التواصل، فهن محط أنظار الجميع من كافة المحافظات وليس فقط من قلقيلية.
واختتم حديثه بأنهم يرحبون بالجميع بالحديقة، ومتمنيًا أن يقرأ الجميع التعليمات الموجودة عند كل حيوان، مؤكداً على أهمية الحفاظ على نظافة المكان فالهدف من هذا المكان هو الترفيه عن الناس وهم يرحبون بالجميع به.