هيئة التحرير
في محاولة لتمكين النساء من الانخراط في سوق العمل وتمكينهم اقتصاديًا في مختلف المجالات، تعكف مؤسسة “التحدي من أجل التغيير challenge to change” على تنفيذ برامج متنوعة لصالح الفتيات والنساء الفلسطينيات في مختلف محافظات الوطن
وقالت مديرة فرع المؤسسة في فلسطين سالي الشامي إن المؤسسة تقدم اثني عشر برنامجًا للمرأة وتحضيرها لدخول سوق العمل، حتى تستطيع المنافسة بسوق العمل المحلي والعالمي، وتطبق هذه البرامج في فلسطين ولبنان ودول عربية أخرى
وأضافت أن البرنامج الأول هو “الأخت الكبرى والأخت الصغرى” وهو للتشبيك بين السيدات ذو الخبرة المهنية والخريجات الجدد، حتى يستفيدوا من خبرة النساء اللواتي يحملن خبرات ويكن مشرفات على الفتيات الأصغر سناً، مضيفة أن البرنامج الثاني وهو ” شي كود” ويكمن في تقديم الخبرات لتمكين النساء في قطاع البرمجة وهندسة الحاسوب، إضافة إلى برنامج ” التحضير لسوق العمل” حيث يركزون حول سوق العمل والخبرات اللازمة للسيدات، التي ستمكنهم من العمل في الشركات أو أي وظيفة أخرى أو ربما إن كانت سيدة لديها مشروع فيتم مساعدتها حول كيفية تعبيرها عن نفسها ومشروعها وتطويره
ونظرًا لأن الحال الفلسطيني يختلف عن الحال في الدول الأخرى فاقترح فرع المؤسسة هنا على الشركة الأم المُقامة في سويسرا برنامجًا تدريبيًا يعكس الثقافة الفلسطينية في فلسطين ويكون قريبًا للمرأة الفلسطينية، لأن ظروف المرأة الفلسطينية تختلف عن ظروف المرأة الفلسطينية التي تعيش في الشتات، مبينة أنهم تقدموا ببرنامج “التطريز الفلسطيني وتصميم الأزياء” والذي جاء بعد دراسة قامت بها المؤسسة والتي بينت أن التطريز الفلسطيني أصبح يندثر شيئًا فشيء، نظرًا لقلة الأيدي العاملة في هذا القطاع، ومن الممكن أن يندثر معه جزء من هوية هذا الشعب، كما أن الدراسة أثبتت أن قطاع التطريز الفلسطيني قادر على أن يكون أحد أعمدة الاقتصاد الفلسطيني وَيُدر دخلًا على المرأة الفلسطينية
وأكدت الشامي أنهم عالجوا ذلك بزيادة الأيدي العاملة، ولذلك ولأول مرة وبالشراكة مع وزارة العمل وبتمويل من الصندوق العربي للانماء الاجتماعي والاقتصادي، بدأوا ببرنامج فلسطيني يعني بالتطريز وتصميم الأزياء، وهذا هو النهج الذي تتبعه المؤسسة حيث يقومون بشراكات محلية، وذلك حتى يتم تعزيز التجربة وإغناءها لتكون أسهل تطبيقًا
وتابعت بأن ما يميزهم وبرامجهم في المؤسسة أنهم يبحثون عن الاستدامة بها والمتابعة المستمرة مع طالبات المؤسسة، ولذلك في هذا البرنامج به ثماني وحدات، فالوحدة الأولى تعنى بماهية التطريز الفلسطيني وثقافة النساء ووعيهم، حول أهمية هذا العمل الذي يقومون به وأبعاده التاريخية والتي تنعكس على الهوية الوطنية، أما الوحدة الثانية فتُعنى بتعليم التطريز الفلسطيني بشكل عملي ومن ثم تصميم الأزياء بمستوى أولي ومن ثم متقدم ويتخصصون بعدها للاستعداد لسوق العمل، وذلك إن أرادت السيدة العمل بإحدى دور الأزياء أو الشركات والمتاجر التي تعنى بالتطريز، إضافة إلى تعريفها بالقانون وكيفية ضمان حقها وقانون العمل وما يوفره من حقوق وواجبات
وأردفت الشامي أنه بالوحدة الخامسة يتم تدريب السيدة في حال أرادت فتح مشروعها الخاص حول الحسابات المالية وكيفية تعبيرها عن نفسها ومشروعها أمام المانحين، كما وأنهم يتطرقون لكافة التفاصيل الأخرى الدقيقة، إضافة إلى وحدة التشبييك والتي تشمل مصممين عاملين في القطاع يقومون بالتشبيك مع السيدات ويرون عملهم وتجربتهم المهنية والعملية بسوق العمل، وأيضًا تعريفهم بالأمور القانونية في حال أرادوا فتح مشروعهم الخاص، بالإضافة إلى شركات إعلامية تقدم خدمات للنساء للتسويق لمشاريعهم، وهذه الاستدامة التي تكون بها المؤسسة مع المتدربات خطوة بخطوة وتكون الخطوة الأخيرة هي توعية مصرفية عن طريق بنك فلسطين بحيث إن أرادوا فتح حسابي بنكي، وأيضًا جلبهم لمصممين يعرضون عليهم تجارب المتدربين إن أرادوا تدريبهم أو العمل معهم، فبالتالي يتم توفير فرص تدريب وتوظيف لهن، حتى يكونوا على جاهزية تامة لسوق العمل
ووتابعت الشامي بأن مدة المشروع ستكون ٥ أشهر وعدد المشتركات به ٢١ سيدة من عمر “١٨ ل٥٥”، مضيفة أن التمويل الأساسي كان ل ١٥ سيدة ولكن نظراً للأعداد المهولة التي تقدمت تم رفع القبول ل ٢١ سيدة
وشددت على أنهم في برامجهم وتدريباتهم يتوجهون للبنات في أماكنهم الطبيعية، لذلك عقدوا شراكات مع جامعة النجاح الوطنية والجامعة العربية الأمريكية، حيث الفئة العمرية التي يتم تدريبها في البرامج الأخرى من “١٨ل ٢٥” وهذه الفئة مكانها الطبيعي بالجامعات الفلسطينية
وأشارت الشامي إلى أنه ومنذ العام ٢٠١٤ لغاية الآن قامت المؤسسة بمساعدة ١١ ألف سيدة من خلال التدريبات، وجزء كبير منهن دخلوا سوق العمل أو قاموا بفتح مشاريع خاصة بهم، مبينة أن الآلية التي يستخدمونها بمقياس نجاحهم هي دخول السيدات لسوق العمل من خلال الشراكة مع المدربين والشركات والعلاقات مع الشركاء، فيتم التواصل مع المؤسسة لتوظيف المتدربات في هذه المؤسسة للحصول على هذه التدريبات والوظائف
ولفتت إلى أن برامجهم مستمرة على مدار العام حيث بإمكان أي فتاة التقدم لهذه البرامج من خلال تطبيق المؤسسة عندما يتم فتح باب التقدم، ويجب الالتزام التام بهذه التدريبات، مشيرة إلى أن العدد للبرامج يكتمل بشكل سريع لأن جزءًا كبيرًا منها يتم إلكترونيًا خاصة برامج البرمجة، مضيفة أن هناك إقبالًا كبيرًا على برامج المؤسسة لأنها أثبتت قدرتها على تقديم العون والإفادة للفتيات، إضافة إلى أنهم يوفرون ولا يكلفون السيدات وهم من يذهب إلى السيدات لتقديم التدريبات لهم أينما تواجدوا
وبينت الشامي أنهم يقدمون خدماتهم في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس ولبنان ودول عربية أخرى، حيث يكون ٦٠% منهم من فلسطين و٣٠% من لبنان و١٠% من باقي الدول العربية، مبينة أنهم يواجهون صعوبات ولكن يستطيعون التغلب عليها لأنه نهجهم في العمل يعتمد على التقييم الدوري
ووجهت رسالتها بأن هدفهم يكمن في تمكين السيدات العربية بشكل عام والفلسطينية بشكل خاص، وتعزيز دورها من الناحية الاقتصادية والمهنية والاجتماعية حتى تكون قادرة على إتخاذ مناصب بمؤسسات صنع القرار، وتكون شريك فعال بصنع القرار بمجتمعها على المستوى العائلي والمجتمعي والدولة
يذكر أن المؤسسة هي فرع من المؤسسة الأم المقامة في سويسرا، وهي مؤسسة غير ربحية، أسستها السيدة الفلسطينية دينا بسيسو
