loading

الاعلى منذ سنوات: ٤٨٠ عملية .. ٣٧ قتيلا

هيئة التحرير

عمليات متصاعدة يُنفذها الشبان الفلسطينيين في مناطق مختلفة من البلاد، مُوقِعَة عدد من القتلى وصل ل٣٧ قتيلاً في أكبر عدد منذ سنوات، فما الذي يعنيه هذا التصاعد وما مؤشراته وتبعاته؟! 

يقول الكاتب والمختص بالشأن الإسرائيلي خلدون البرغوثي في حديث ل “بالغراف” أنه من الواضح أنه ومن خلال الإحصائيات الإسرائيلية أن عدد العمليات سواء التي نُفِذَت أو ما تقول أجهزة الاحتلال أنه تم إحباطها هي تفوق بكثير ما سُجِلَ في سنوات سابقة، فالحديث يدور عن إحباط ٤٨٠ عملية منذ بداية العام وهذا العدد يتجاوز ما تم الحديث عن إحباطه طوال العام الماضي بأكمله

وأضاف البرغوثي أن عدد القتلى الإسرائيليين والعمليات التي اعتُبِرَت ذات أثر سواء بسقوط قتلى أو جرحى، يفوق كلها ما حدث خلال السنوات السابقة، وهذا مؤشر على مدى دافعية الفلسطينيين لتنفيذ عمليات، بسبب ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية تحديدًا وما قامت به الحكومات السابقة، من إجراءات تقضي على أي إمكانية لأي حل مستقبلي، وبسبب التضييق الشديد على الفلسطينيين

 ولفت البرغوثي أن الحكومة الحالية ذاهبة باتجاهات غير مسبوقة، حتى الأراضي الفلسطينية الخاصة التي كان القانون الإسرائيلي إلى حد ما يراعيها في بعض الحالات، فالآن ٣٠٠ حاخام يوقعون على عريضة لانتقاد سموتريتش، بسبب هدم مبنى في بؤرة استيطانية لأنه أُقيم على أرض فلسطينية خاصة، فهم يقولون أنه لا يوجد شيء إسمه أرض فلسطينية خاصة، بمعنى أن الضفة الغربية أصبحت مشاعًا بالنسبة للمستوطنيين ويستطيعون البناء ما يشاءون عليها

 وبين البرغوثي أن هذا كله يأتي في ظل رعاية الحكومة الحالية حكومة المستوطنين، وفي ظل تَواطئ وتفاهم نتنياهو معهم، وهو الأمر الذي يجعل الوضع الفلسطيني يصل إلى مرحلة الغليان، وفقدان آخر بصيص أمل إن وجِد ، وأن الشعب الفلسطيني يجد نفسه مُنفرِدًا في مواجهة هذه الحكومة الحالية

بدوره يقول الصحفي المختص بالشأن العبري عصمت منصور في حديث ل ” بالغراف” إن المُلاحظ ليس فقط تصاعد العمليات إنما أيضاً تنوعها فأشكالها لا تقتصر على نمط معين فهناك عمليات ” دهس، وطعن، وعبوات، وسلاح” وهذا يؤشر على فشل السياسة الإسرائيلية بالردع وتخويف الشعب الفلسطيني وإرهابه

وبين منصور أن هذه الحكومة اعتقدت أولًا أنه من خلال خطابها وإطلاق المستوطنين وميليشياتهم وخطاب التهجير الذي تحمله وإطلاق حملات عسكرية من الممكن أن تردع الشعب وهذا فَشِلَ بشكل ذريع، مضيفًا أن الحكومة الأكثر يمينية كانت هي الأكثر عددًا في إحصاء القتلى في الجانب الإسرائيلي

وأضاف منصور أن الدلالة الأخرى هي حالة المقاومة من الشعب أضحت أكثر قوة وتتنامى، مشيرًا إلى أنه وبغض النظر عن سياسة السلطة أو عن التهديدات الإسرائيلية وبغض النظر عن من يقف خلف هذه العمليات، فإنه لو العمليات فقط إطلاق نار فيمكن القول أن وراءها تنظيم، ولو كانت فقط عبوات فيمكن القول وراءها جهة، ولكن تنوعها بهذا الشكل حيث طفل عمره ١٤ عامًا يطعن وشخص عمره ٤١ عامًا يدهس، فهذا يدل على أن المسألة لا تقتصر على توجيه من التنظيمات، إنما الحافز قائم وكبير لدى فئات واسعة من الشعب 

عدد قتلى مرتفع 

وعن ارتفاع عدد القتلى إثر هذه العمليات عن السنوات السابقة، أكد عصمت منصور أن هذا ما يُوجِع الإسرائيليين بأن يكون هناك قتلى، وهو ما يخلق ميزان ردع وما يجعل الاحتلال يردتع هو وجود قتلى وخسائر في صفوفه، وهو ما يجعل الرأي العام ينتبه لممارسات الاحتلال ومستوطنيه هو وجود قتلى

وأضاف منصور أن هذا  مؤشر على أن العمليات أصبحت نوعية أكثر، ومدروسة بشكل أكبر وبها حِرفية وجرأة ومباغتة، وهذه كلها عوامل تؤدي إلى نتائج

من جانبه يقول خلدون البرغوثي أن هذا يُدلل على الدافعية وتعدد الؤسائل، حيث أصبح هناك لجوء إلى السلاح الناري أكثر من الفترة السابقة التي كانت تُركز إما على عمليات الطعن والدهس، ولكن الآن يتم استخدام السلاح الناري المتطور، وهذا مؤشر على التطور في طبيعة العمل ومن يقوم به ودافعيتهم أيضاً، مبينًا أن ذلك تَمَثَل في تشكيل المجموعات المسلحة في ” جنين، ونابلس، وطولكرم، وأريحا”، مضيفاً أنه ربما قدرة هذه المجموعات على تنظيم نفسها مع الأخذ بالاحتياطات لمواجهة محاولات الاحتلال القضاء عليها 

تصعيد متوقع 

وحول إلى أين من الممكن أن تذهب الأمور إثر هذا التصاعد، أوضح خلدون البرغوثي أنه من الواضح أنه وفي ظل التهديدات الإسرائيلية فإن الأمور قد تذهب إلى تصعيد غير معلوم الحدود، لأن ذلك في النهاية يرتبط بإجراءات الاحتلال، فهم ذاهب باتجاهين وهما العمل بما يقوم به بالضفة وخياراته محدودة، مشيراً إلى أنه ذهب إلى الدخول لمخيم جنين لعدة أيام، وفشل في تحقيق نتائج فعلية وانسحب من المخيم، مضيفاً أنهم قاموا بالعودة إلى عمليات الاقتحامات السريعة والقتل، وهذا يخلق ضغط أكثر على الفلسطينيين ما يدفع إلى التصعيد 

ولفت البرغوثي إلى أن الحديث عن إمكانية حدوث مواجهة أوسع من خلال التهديد باغتيال قادة في بعض الفصائل الفلسطينية، وذلك بحكم الدور الذي يقومون به التصعيد الحالي، مبينًا أن هذا يضع إسرائيل أمام خيارات صعبة في كيفية التعامل مع هذا الوضع، بحيث هل عمليات الاغتيال ستساعد أم هل قد تؤدي إلى فتح جبهة أو جبهات متعددة، إذا ما قررت الفصائل الفلسطينية الرد سواء من غزة أو لبنان أو سوريا أو غيرها، مضيفاً أن خيارات إسرائيل صعبة، ولكن الأجواء مشحونة باتجاه تصعيد  ولا يُعلَم بالضبط ما هي الشرارة التي قد تؤدي لحدوثه فقد يبدأ التصعيد من الضفة أو من خارجها

من جانبه يرى عصمت منصور أن الأمور تتجه للتصعيد، وذلك بسبب أن هذه الحكومة لا تملك سوى خيار واحد في التعامل مع مقاومة الشعب وهو القوة، مبينًا أن هذه القوة تخلق مزيد من القوة ورد الفعل وعدم وجود برنامج سياسي لاحتواء ولا أفق سياسي يجعل دائرة العنف تتسع

 وبين منصور أن إجراءات الاحتلال تزيد قمعية سواء باتجاه الاغتيالات أو الاجتياحات أو غيرها، وبالتالي فهي تُغذي وتوسع دائرة العنف، وهذا سيؤدي في النهاية لتوسيعها والوصول للانفجار في لحظة معينة

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة