loading

ليليان عليص: ذهبية لفلسطين في المواي تاي

هيئة التحرير

رَفرفَ العلم الفلسطيني عاليًا وَعُزِفَ النشيد الوطني في العاصمة الليبية طرابلس، مُعلِنًا إنجازًا ذهبيًا فلسطينياً جديدًا سطرته الفتاة ليليان عليص بتحقيقها ذهبية في رياضة المواي تاي .

ليليان ابنة السادسة عشر ربيعًا أضحت أول فتاة فلسطينية تَحصد ميدالية ذهبية في البطولة العربية للمواي تاي، والتي أقيمت في العاصمة الليبية طرابلس، تقول إنها بدأت بالتحضير لهذه البطولة رفقة الفريق منذ بداية الصيف بإشراف مدربهم أحمد أبو دخان وأيضًا بوجود مدرب تايلندي، فاستطاعوا التحضير لهذه البطولة بشكل قوي نفسياً وجسديًا .

بدأت ليليان بطولتها بمنافسة لاعبة مغربية في الدور الأول قبل أن تنسحب، لتتأهل ليليان للدور نصف النهائي لتواجه لاعبة مصرية فاستطاعت التغلب عليها والوصول للنهائي، لتواجه لاعبة تونسية وتستطيع التغلب عليها، حاصدة ذهبيتها الأولى عربياً برياضة المواي تاي التي تمارسها منذ عامين.

وعبرت ليليان عن شعورها بالفرحة الكبيرة خاصة بعد سماع النشيد الوطني الفلسطيني يُعزف بعد حصولها على المركز الأول، مبينة أنه شعور جميل وعظيم خاصة بعد التعب الكبير .

ولفتت ليليان بأنها بدأت بهذه الرياضة كتسلية خلال الصيف قبل عامين ولكن مع مرور الوقت ورؤيتها لتحضيرات المنتخب الفلسطيني لبطولة تايلند، زُرِعَ بداخلها حب الإنجاز وأن تصبح بطلة بهذه الرياضة، مبينة أنها كانت تتدرب ستة أيام بالأسبوع مرتين خلال اليوم

مشاركة ليليان في البطولات العالمية أضافت لها الخبرة والتجارب الجديدة بحيث علمتها كل تجربة وأضافت لها تطورًا في التنمية، مبينة أن حياتها تغيرت بدرجة كبيرة جدًا منذ بداية ممارستها لهذه اللعبة وأنها فخورة بهذا التغيير 

حصلت ليليان على دعم عائلتها والأصدقاء من حولها وعلى دعم مدربها في ممارسة هذه اللعبة، رغم بعض الأصوات المُحبِطة من المجتمع والتي كانت تتحدث بأنها لن تستطيع تحقيق شيء، ولكن ليليان لم تتأثر كثيراً بهذه الأصوات بل ساعدها شغفها بالإصرار على المواصلة وتحقيق الإنجازات وعدم الاستماع لهذه الأصوات بل جَعْلِها دافعًا للوصول وتحقيق الإنجازات.

تطمح ليليان بعد تحقيقها لهذه الذهبية والتي كانت بمثابة حلم لها، لتحقيق مزيد من الأحلام والطموحات والتي أصبحت أكبر الآن، متمنية الحصول على ذهبية العالم، موجهة رسالتها للفتيات بأنهن يستطعن خاصة فتيات فلسطين، لأنهن يمثلن بلد الفخر فلسطين وأن يستمروا وسيحصلوا على الدعم وستكون هي أيضاً داعمة لهن.

بدوره يقول المدير الفني في الاتحاد الفلسطيني للمواي تاي والمدرب أحمد أبو دخان أنهم شاركوا في بطولة العرب للمواي تاي للعام ٢٠٢٣، والتي عُقِدَت في العاصمة الليبية طرابلس، بمشاركة ١٥ دولة عربية بما يقارب ال٢٠٠ لاعب على ٢٠ وزن مختلف بين الفئات العمرية ١٢-١٧، وامتدت المنافسة على مدار أربعة أيام في الفترة ما بين ٢٢-٢٦ من الشهر الحالي.

وأضاف أبو دخان أن فلسطين نافست بعشرين لاعبًا ولاعبة، استطاع أكثر من عشرة لاعبين منهم الوصول إلى نصف النهائي، ووصل إثنين منهم الى النهائي، واستطاع اللاعبين الحصول على ٨ ميداليات ” ذهبيتين وستة برونزيات”.

وبين أبو دخان أن كل إنجاز له طعم مختلف وتجربة مختلفة، وأن تحقيق كل إنجاز يؤكد على العمل الداعم والمتواصل لإتحاد المواي تاي وأن كل اجتهاد يتوج بتحقيق الإنجاز، مضيفاً أنه في كل مرة هناك خصوصية في المشاعر خاصة وأنهم فلسطينيين، لأنهم يستطيعون تمثيل قضية فلسطين في العالم بأكمله، وهناك محبة وفخر من الناس كون فلسطين أضحت رقمًا صعبًا ومنافسًا خلال البطولات من حيث المستوى والانجازات التي حققها هذا الفريق الصغير على المستوى العربي، مضيفاً أنه يفرح بأي إنجاز وكأنه أول إنجاز .

وعن إنجاز ليليان وتحقيقها للذهبية أكد أنهم كانوا من أوائل الألعاب التي أدرجت الفتيات بنفس الدعم ونفس القوة كما الشباب، لأنه لا يوجد فرق بين الشاب والفتاة في الرياضة ولكن في العالم بأكمله هناك عنصرية وتفرقة بين الجنسين، مبينًا أنه كان هناك دومًا تحديًا بأن الفتيات لا يستطعن الوصول وبأنها لعبة قتالية غير ملائمة للفتيات

وأشار أبو دخان إلى أنه كان طوال الوقت يحارب بأنه قد تكون الفتاة العربية هي الأكثر احتياجًا للألعاب القتالية في ظل الظروف التي تعيشها لتستطيع الدفاع عن نفسها، موضحًا أن وصول ليليان أثبت صحة حديثه وأثبت نجاحه والاتحاد في وصول الفتيات للذهبية وهذا كان شيئًا عظيمًا.

ورياضة المواي تاي هي لعبة قتالية من أصل تايلندي تعتمد على أسلحة الجسم الثمانية” اللكمات، والركلات، والكواع، والركب، والكلنش”، وهي لعبة تم الاعتراف بها كلعبة أولمبية ما أضفى إليها أهمية كبيرة بالعالم وأصبح هناك إقبال عليها من كافة الدول للتحضير لها و لدخولها عام ٢٠٢٨ كلعبة منافسة، حيث في الألعاب الفردية يكون من السهولة الحصول على الميداليات من الألعاب الجماعية وفق ما يقوله أبو دخان .

وأضاف أن اللعبة تحتاج كأي رياضة أخرى إلى مسؤولية وأسلوب حياة مختلف، ولذلك يحتاج اللاعب إلى أن يكون مستعداً لتحمل الضغط والتحضير والمسؤولية، مبينًا أنه لا يوجد مقاييس جسمانية معينة ولكن هناك مقياس فني شامل جسدي ونفسي ومعنوي حتى يستطيع اللاعب الوصول للمربع الذهبي .

واختتم أبو دخان حديثه برسالة إلى الشباب والفتيات الصغار بأنهم الورقة الرابحة في القضية الفلسطينية في ظل كافة المضايقات، ولكنهم لن يستطيعوا التعرض للشباب والفتيات ذوي الهمة العالية، مؤكداً على ضرورة جعل الرياضة جزءًا من الحياة لأنها ستغير من نمط الحياة والتفكير والراحة النفسية.

 وبين أبو دخان أن كل شاب وفتاة يشعر بالعجز بالنضال الوطني، فإنه يستطيع من خلال الرياضة تمثيل فلسطين أفضل تمثيل ورفع علمها ونشيدها في كافة المحافل الدولية، وهي أكبر رسالة يمكن إيصالها بأن الفلسطيني موجود.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة