loading

سيارات كلاسيكية بلمسات غزاوية

أماني شحادة

سيارات كلاسيكية من الطراز القديم بألوانٍ زاهية، تجوب شوارع قطاع غزة المحاصر، قام بتصنيعها وتجميعها وترميمها الميكانيكي منير الشندي، ليخطف أبصار المارّة وأضواء الكاميرات بقيادته لسيارته المرسيدس من طراز ١٩٢٩ ذات السقف المكشوف.

من الصعب إيجاد شخص في قطاع غزة الذي يعاني الفقر والحصار والعدوان، مهتمًا بالسيارات الكلاسيكية القديمة؛ لأن ما يشغل بال المواطنين في هذا المكان هو الإبداع من أجل توفير لقمة عيشهم وليس لأجل هوايتهم.

في ورشةٍ لتصليح ودهان السيارات شرق مدينة غزّة، بدأت حكاية الشندي التي حلم بها وهي صناعة سيارة مرسيدس غزال الألمانية بشكل يدوي بدءًا من الصفر، مستخدمًا ما توفر له من قطعٍ سياراتٍ قديمة داخل القطاع والتي شكّلها لتظهر بصورتها النهائية، يكسوها اللون البيج ويتوسطها لون أحمر يكسو مقاعدها.

وأوضح منير السندي في حديث ل” بالغراف” أن إنتاجه للمرسيدس استغرق عامين كاملين؛ بسبب أوضاعه الاقتصادية التي حالت دون شراء أو توفير القطع اللازمة، مضيفاً أنه فخور بهذا الإنجاز والذي كان وعدًا قطعه على نفسه، حين كان في دولة الإمارات قبل أعوام.

وأضاف أنه عندما كان قبل أعوام في الإمارات، وعد نفسه بأن تكون عودته لغزة عودة لتحقيق حلم صناعة السيارة التي يحبها وهي “مرسيدس الغزال”، مبينة أنه كان يعمل بإحدى شركات السيارات الكلاسيكية والقديمة، ما أكسبه خبرة في طريقة تجميع وإنتاج السيارات.

ولفت الشندي إلى أنه يملك الآن خمس سياراتٍ كلاسيكية، أنتجها يدويًا لتكون بشكلها النهائي دون وجود آلات حديثة، مضيفاً أنه ميكانيكي مثل غيره لكنّه يهوى هذا النوع من السيارات ويعمل عليها كهواية وليس للبيع.

وحول هيكلية السيارات الكلاسيكية التي يقوم بتصنيعها، أفاد الشندي بأنه هاويًا ويتمتع بالقدرة على صنع سيارة كاملة دون وجود أدوات حديثة أو مخططات هندسية أو صور إلكترونية لكيفية صنعها، أما عقله فهو آلة دقيقة تشّكل القطع واحدة تلو الأخرى لتتشكل بالمخرج النهائي الذي أبهر الشارع الغزّي.

 وعن سيارة أرمسترونغ البريطانية طراز ١٩٤٦ ذات اللون الأزرق، فأكد بأنه قام بترميمها لأكثر من عام، لكنها منذ القدم، كانت لعائلة مسيحية في غزة واهترأت فقام بشرائها وتجديدها وترميمها، لينبهر بها المواطنين في الشارع

 وأضاف الشندي بأنه أصبح متحفظًا على السيارة دون الخروج بها، لكثرة الأسئلة والوقوف لأجل الصور الشخصية من المواطنين معها، ما يعيق عمله وإنتاجه في الحياة، لكنه سعيد بالكلمات التي تلقاها بشأن جمال إنتاجه للسيارات الكلاسيكية، مبينًا أنه يستغرق العمل على هذا النوع من السيارات أكثر من عام، رغم حاجتها لأقل من هذه المدّة، لكن العمل من أجل توفير قوت يومه وعائلته يجعل الانشغال بالسيارات الكلاسيكية بطيئًا.

وبشأن حاجته للعمّال لتسريع إنتاج السيارات الكلاسيكية ومساعدته، أشار إلى أنه لم يجد حتى اللحظة شخصًا بهذه الكلاسيكية التي يخرج بها بالفكرة الصحيحة لتُبنى السيارة ويتم إنتاجها بالشكل النهائي الكامل والجميل.

يمتلك الشندي أيضاً”سيارة فورد” الأميركية من طراز ١٩٥١، لكنها مهترئة وبحاجة قطع لإكمال ترميمها، فهو بحاجة لقطع غيار أصلية للسيارات الكلاسيكية مثل الفورد وساب السويدية، مشيرًا إلى أنه يقوم بعمل المحرك لكن هناك قطع أصلية غير متوفرة وهي الخارجية التي تعطي السيارة صورتها وشكلها، ويقف المال عائقًا أمام قدرته على استيرادها.

ويطمح الشندي لأن يكون لديه مجال واسع في الحصول على القطع التي يحتاجها من أجل ترميم وصناعة السيارات الكلاسيكية، لما لها من مكانة في قلبه ورمزية في عالم السيارات.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة