loading

زلزال المغرب واعصار ليبيا: هل فلسطين في مأمن؟!

هيئة التحرير

قوة زلزال الحوز في المغرب ناهزت ما يعادل قوة 30 قنبلة نووية مشابهة لتلك التي أسقطت على مدينة هيروشيما اليابانية عام 1945.
 هذا ما كتبه بيل ماكغواير، أستاذ الجيوفيزياء والمخاطر المناخية بجامعة كوليج لندن في مقال نشره في صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية، الذي أشار أيضاً إلى أن زلزال أغادير عام 1960، والذي أودى بحياة ما يصل إلى 15000 شخص في جنوب البلاد، قد يكون الأكثر شهرة، لكن زلزالا آخر وقع عام 2004، وكان مركزه على الساحل الشمالي، أدى إلى مقتل أكثر من 600 شخص.

ومع ذلك، لم يكن أي من هذين الحدثين بقوة الزلزال الذي بلغت قوته 6.8 درجة والذي ضرب منطقة على بعد 40 ميلا جنوب غرب مراكش ليلة الجمعة، وأدى إلى إطلاق نفس كمية الطاقة التي أطلقتها 30 قنبلة ذرية على هيروشيما.

لا علاقة بين زلزال المغرب وإعصار ليبيا

“بالغراف” أجرت حواراً مع مدير مركز التخطيط والحد من الكوارث د. جلال الدبيك، الذي أكد أنه لا يوجد أي دليل علمي على وجود علاقة بين الزلزال الذي ضرب المغرب والإعصار الذي وقع في ليبيا.

وأوضح أن زلزال المغرب يعود لأسباب تكتونية واضحة، وهي حركة الصفائح (الصفيحة الأفريقية والصفيحة الأوروبية الآسيوية)، حيث حصل تقارب واصطدام ما أدى إلى تخزين طاقة.

وأضاف أن الغريب والمفاجئ أن الزلزال لم يقع على منطقة التقاء الصفائح التي تكون أكثر ضعفاً، وإنما وقع في منطقة داخل الصفيحة، وهذا من ناحية علمية أمر متوقع، لكنه نادر الحدوث في المغرب.

أما إعصار دانيال الذي وقع في ليبيا، والذي يعد من الدرجة المتوسطة فله علاقة بالطقس، وتعود أسبابه للتغيّرات المناخية، التي لا تؤثر على الزلازل وأسبابها إلا عبر أزمان طويلة تصل إلى عشرات آلاف أو ملايين السنين.

تأثير ضعيف على فلسطين

وحول التخوف من انتقال الإعصار إلى مصر وسواحل فلسطين، قال الدبيك إن الإعصار انتقل بالفعل إلى سواحل مصر، ولكنه وصل في حالة ضعيفة، وبالتالي كان تأثيره محدوداً على مصر مقارنة بحجم الخسائر التي وقعت في ليبيا، كما أن تأثيره على فلسطين سيكون أكثر ضعفاً، وربما ما تتأثر به المنطقة هذه الأيام من حالة عدم استقرار من موجة غبار تليها احتمالية تساقط أمطار هو نتيجة إعصار دانيال.

وهذا ما أكده الراصد الجوي الفلسطيني ليث العلامي، الذي قال: “إن العاصفة تفقد زخمها كلما اتجهت إلى الشرق، واحتمالية ضئيلة لوصولها إلى السواحل الجنوبية الفلسطينية، ويمكن أن يصل إلى فلسطين يوم الأربعاء المقبل أثراً بسيطاً للإعصار، مرجحاً أنه في حال وصلت الآثار إلى فلسطين، فإنه قد يطرأ انخفاض طفيف في درجات الحرارة، وفرصة لسقوط بعض الأمطار”.



إمكانية تعرض فلسطين لزلزال قوي أمر وارد

وعن إمكانية تعرض فلسطين لزلزال قوي، قال الدبيك إن فلسطين تاريخياً تعرضت في كل 100 سنة لزلزال واحد على الأقل تجاوزت قوته ستة إلى ستة ونصف درجات على مقياس ريختر، وأنه كل 1000 سنة تتعرض لزلزال تصل قوته إلى سبع درجات أو أكثر بقليل، وهذه الأرقام بالقراءة التاريخية من عام 1927 و1836 و1759 وصولاً إلى 1202.

وعلى هذا، فإنه بقراءة التاريخ وقراءة حركة الصفائح التكتونية، وموقع فلسطين في حفرة الانهدام، فإن احتمال وقوع زلزال وارد، لكن لا يستطيع أحد تحديد موعده بدقة، رغم أن هذه الفترة ضمن الزمن الدوري لوقوع زلزال، حيث إن العلم يتوقع القوة وأماكن البعد المحتملة بشكل تقريبي، لكن العلم والدراسات لا يستطيعان لغاية الآن تحديد موعد الزلزال قبل بأيام أو ساعات، مشيراً إلى أن الإنذار المكبر الذي تعمل عليه بعض الدول يعطي إنذاراً دقيقاً إلى حد ما خلال ثلاث ثواني إلى عشرين ثانية فقط.

وعن منظومة الإنذار المكبر، قال إن هناك ثمان دول حول العالم تمتلكها، فالثواني مهمة قبل وقوع الزلزال ويمكن استغلالها في المفاعلات النووية والصناعات الكيميائية، إضافة لاستغلالها في المدارس والتجمعات.

وأشار إلى أن هذه المنظومة موجود في دولة الاحتلال منذ عام ونصف، وهي غير موجودة في فلسطين، وتحتاج لمبالغ مالية كبيرة، مضيفاً أن هناك جهوداً مشتركة بين جهاز الدفاع المدني ومركز علوم الأرض وهندسة الزلازل في جامعة النجاح الوطنية لامتلاك هذه المنظومة بالتعاون مع الأردن.

تسع  وفيات وعدد من المفقودين الفلسطينيين جراء الإعصار

وبحسب وكالة المغرب العربي للأنباء وصل عدد ضحايا الزلزال إلى نحو 2900 وفاة وآلاف الجرحى، فيما ارتفعت حصيلة ضحايا إعصار “دانيال” إلى ثلاث آلاف قتيل وآلاف المفقودين بحسب وزارة الصحة الليبية، فيما أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، ارتفاع عدد الشهداء من أبناء الشعب الفلسطيني جراء إعصار ليبيا إلى تسعة، وارتفاع عدد المفقودين إلى ثلاث.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة