أماني شحادة
نجح المصور سليمان حجي بإظهار غزة بصورة مختلفة عن الصورة النمطية المتعارف عليها، وذلك عبر إقامة معرض فني بعنوان ” غزة من السماء”، حيث أظهر غزة بعيدًا عن صورتها المعروفة من حروب ودمار، وذلك بإظهار معالمها وتراثها وجمالية طبيعتها
معرض ” غزة من السماء” عرض فيه حجي هذه الصور التي التقطها بواسطة ” كاميرا طائرة الدرون”، والتي تُظهِر أبرز معالم غزة وحياة سكانها الطبيعية، والتي استطاع الجمهور من خلاله أن يرى غزة عبر ألبوم صورٍ جوية بطريقة مختلفة لها معانيها الخاصة، حيث غزة الجميلة بمُدنها ومخيماتها ومعالمها وآثارها ومراكب صياديها وشوارعها وتطورها العمراني ومقابرها وكنائسها ومساجدها، بطريقة لم يألفها الجميع من قبل.
وحول ذلك يقول المصور سليمان حجي في حديث لـ “بالغراف” إنّ المعرض يتضمن تصوير أهم الأماكن والمعالم الموجودة في غزة من السماء، وذلك في نطاق “٣٦٥ كم” ما بين بوابتين وهما بوابة معبر رفح جنوبًا مع الأشقاء في دولة مصر العزيزة، وبوابة معبر إيرز مع الاحتلال، مضيفًا أن المعرض يحمل رسالة للعالم ويوجه نظره لجوانب جميلة في غزة، حيث بها الكثير من المعالم التي لها دورها في إظهار حقيقة غزة وتاريخها ومعناها الحقيقي، وذلك بعيدًا عن الحصار والدمار المتعارف عليه في العالم الخارجي.
يعد هذا المعرض هو الأول لحجي كمعرض جوي متخصص في فلسطين وهو ما شكل فارقًا عن المعارض الأخرى، إضافة إلى أنه كان هناك العديد من المعارض الخليجية للصور ولكن هذا هو المعرض الأول المتخصص جويًا في الشرق الأوسط والعالم
حجي الحاصل على جوائز دولية بين بأن الصور هنا مختلفة من ناحية منظور عين الطائر وعين الطائرة، فهناك العديد من الأشخاص الذين استغربوا الزوايا التي تم التقاطها ولم يتخيلوا وجود مثل هذه الصور والمناطق والكثافة السكانية والبحر والتفاصيل وكيف تخرج الصورة التي تحمل هذه التفاصيل من عين الطائرة وسليمان.
لاقى المعرض رواجًا وانتباهًا من الجمهور، حيث أعجبوا بفكرة المعرض الترابطية المغايرة لما هو موجود على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث احتوت كل صورة على معلم بمسقطيه المسقط العلوي ومسقط عين الطائر، ٩٠ درجة ومسقط ٤٥ درجة أي ما يراه العين وما تراه الطائرة بشكل أفقي، وفق ما يقوله حجي
وتابع بأن الكثير من الصور أعجبت الجمهور وأهمها صورة تلخص أكثر من عشرين معلمًا، وهي صورة تجمع منطقة غزة القديمة أو ما يطلق عليها “نص البلد” وهي منطقة ما بين الساحة والشجاعية وبها الكثير من المعالم الأثرية والمشهورة في قطاع غزة بصورة واحدة، فحظيت برواجًا كبيرًا وبدأ الاستفسار عنها وماهية مكوناتها وهي: “حمام السمرا والمسجد العمري، سوق الزاوية، دير لاتين، كنيسة برفيريوس، وعدة مقابر مثل مقابر القسيس، وكثير من التفاصيل الأخرى”
وشدد حجي على أن المجهود الذي بالصورة برز في عدم معرفة بعض الأشخاص بأن هذه المعالم المذكورة جميعها في بقعة لا تتجاوز كيلو أو ٢ كيلو متر ونصف، وعلى ارتفاع ٥٠٠ متر، حيث ظهرت جميع هذه التفاصيل التي على أرض الواقع تتحسس العقول عن المسافة بينهم، ولكن في واقع الصورة الجوية فإنها قريبة من بعضها.
حجي بين أن المعرض جاء عقب إصرار من مؤسسة بيت الصحافة وزميله بلال جاد الله على إتمام المعرض وإنجازه، مشيرًا إلى أن بعض الزملاء الصحفيين ساعدوه في المعرض من حيث التواصل والنشر ودعوات الأشخاص، وفريق شركته (HQ)، وأيضًا النخب الصحفية التي حضرت لمشاهدة غزة بمنظور مختلف نهائيًا.