أماني شحادة
“آذان لذوي الإعاقة السمعية، وعين لذوي الإعاقة البصرية، وقلم للكاتب الأديب ومحب الكتابة والشعر”، بهذه الكلمات وصفت نسمة زنون تطبيقها الإلكتروني الذي صممته وأسمته “Multitasking application (متعدد المهام)”، تطبيق صممته وأنتجته بخاصية الذكاء الاصطناعي والذي أصبح يستحوذ على العالم في وقتنا الحالي، لتحصل على براءة اختراع به، وعلى المركز الثالث عالميًا في مسابقة البرمجة العالمية
نسمة ابنة السابعة عشر ربيعًا، اختصت بتطبيقها هذا فئة ذوي الإعاقة وذلك لمساعدتهم، إضافة للكتّاب والمبرمجين في التواصل وترجمة حركات الجسد وتحويلها إلى صوت وكلام يتلقاه ويفهمه الجميع دون الحاجة لمترجم لغة إشارة، وبالعكس، إضافة لمساعدة ذوي الإعاقة البصرية وذلك من خلال كاميرا استشعار عن بُعد بذكاء اصطناعي، تترجم الموجود حول الشخص وتخبره بالصوت عما يوجد أمامه لتفادي العوائق حوله
وعن كيفية مساعدته للكًتّاب والأدباء بينت زنون أنه يحوي على شقيّن، الأول اختراع قصائد وروايات أو كتابة كتاب بالذكاء الاصطناعي لم يوجد من قبل، أي أنه يحاكي ذكاء الإنسان وتفكيره، أما الشق الثاني فيعمل على تنسيق كتابة الكاتب ويخرجه جاهزًا للطبع فورًا، مضيفة أنه يفيد المبرمجين المبتدئين حيث من خلال كاميرا الذكاء الاصطناعي يعرف من خلالها المبرمج الأدوات والقطع المستخدمة في البرمجة والتعلّم على وظائفها وكيفية عملها واستخدامها، أما المبرمجين المحترفين فلهم قسم خاص يعرفهم على مواقع في مجال عملهم
استغرق العمل على التطبيق شهرًا كاملًا، قبل أن تخوض به مسابقة البرمجيات العالمية التي أُقيمت في الولايات المتحدة الأمريكية، بمشاركة ٢٥ دولة عربية وأوروبية، لتحصد نسمة التي مثلت فلسطين بهذه المسابقة المركز الثالث، ولم يكن هذا تطبيقها الأول فقد صممت تطبيقات أخرى على مستوى مديرية التعليم الفلسطينية، وشاركت أيضًا في عمل روبوتات، وفق ما تقوله نسمة في حديثها ل ” بالغراف”.
لم تدرس زنون التكنولوجيا كتخصص أكاديمي لكنها حصلت على دورات محلية ودولية، منها دورتان في الذكاء الاصطناعي من جامعة ميونخ التقنية، اختُتِمَت بمسابقة وحصلتْ فيها على المركز الأول، وأيضًا دورة من جامعة كورنيل في نيويورك التي رشحتها لدخول المسابقة الدولية.
رغم الإمكانيات الضعيفة والوضع الاقتصادي والمعيشي الذي تعاني منه زنون وعائلتها كغيرهم من العوائل في قطاع غزة، حيث يقطن 16 شخصًا في منزل عائلة زنون، والتي تحول دون تحقيق نسمة للنجاح الكبير، فتبين أنها تفتقر لأهم مكونات العمل التكنولوجي وهي الحاسوب المحمول والجوال الحديث، فتلجأ لمختبرات مدرستها أو استخدام أجهزة أحد أقاربها ليستهلك منها الوقت والجهد، إلى جانب عدم توفر القطع الإلكترونية التي تحتاجها لعمل المشاريع، إلا أنها تُصِرُ على المضّي قدمًا في الحياة العملية،
وتطمح زنون لأن تكون مبرمجة قوية في هذا المجال وأن تكون صاحبة مشاريع وتطبيقات تخدم المجتمع الفلسطيني، والأشخاص ذوي الإعاقة والفئات المهمشة، مبينة أنها ستعمل على إحداث تغيير حقيقي في المجتمع التكنولوجي وإن كان بأقل الإمكانيات.
